حكومة النفق المسدود وتيزي نتشكا “طريق الموت”
ذكرني رفيقي الحسين الرمل أحد أبناء زاكورة بأن طريق “تزي نتيشكا هي “طريق الموت”، مما جعلني أتذكر الحادث المأساوي الذي أودى بحياة ما يفوق 50 مواطنة ومواطن من أبناء زاكورة، تكنونيت ومحاميد الغزلان، وضمنهم حوالي 17 طالبا كانوا في طريقهم لمراكش، الحادث وقع في شتنبر على ما اعتقد من سنة 2012، واليوم لازالت عائلات الضحايا لم تتلق أي تعويض، وفيهم الأرامل والأيثام والعجزة.
عند وقوع الحادث خرج علنا وزير النقل والتجهيز بتصريحات، حول النفق الذي سيختزل التواصل بين المنطقة ومراكش، ويؤمن شروط افضل للحركة الطرقية والسلامة، وقال بأن جهة سوس ماسة درعة قامت بالدراسات اللازمة، وأن هناك عمل لإخراج المشروع الذي يعد مطلبا حيويا لساكنة المنطقة للوجود.
بعد ثلاث سنوات ونصف لم نلمس أي تعاطي جدي مع طريق الموت، سوى وجود آليات في نقط متعددة من الطريق تقوم بالترقيع، وهي حقيقة مرة ألمسها كلما تنقلت عبر تيشكا.
التحول الوحيد الذي طرأ على المنطقة، هو بتر درعة عن سوس وتافيلات عن مكناس، وتشكيل ما يسمى جهة درعة تافيلالت، الموشومة بخاصيتين؛ المعتقلات السرية كأكدز، سكورة، قلعة مكونة وتازمامارت، وأيضا المناجم كمناجم إميني، بوازار وايمضر وغيرها والتي لم تجن منها الساكنة سوى السيليكوز ونضوب المياه وتجفيف الفرشات المائية والفقر والتهميش، وكلها حقائق ثابثة لم تنل من تمسك ساكنة المنطقة بالأرض وكافة حقوقها، ولم تغير من طيبوبتهم وقيمهم الإنسانية شيئا.
متى يتم التعامل مع المنطقة بمقاربة تنموية حقيقية لإخراجها من دائرة المغرب المنسي والمقصي؟ أم أن الحديث عن النفق كان المقصود به نفق الحكومة المسدود، الذي وصلت اليه بعد تبدد شعاراتها وخطاباتها الديماغوجية.