امحاميد الغزلان تستحضر الذكرى 58 لزيارة المغفور له محمد الخامس
جدد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، يوم الخميس بمحاميد الغزلان، التأكيد على ضرورة التعبئة المستمرة والتجند الموصول من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وتثبيت المكاسب الوطنية.
وقال السيد الكثيري، في كلمة خلال مهرجان خطابي نظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى 58 للزيارة التاريخية لبطل التحرير جلالة المغفور له محمد لخامس إلى محاميد الغزلان، ” اذ نستحضر اليوم الحدث التاريخي لزيارة الوحدة في ذكراه 58، الزاخر بالدروس والعبر والطافح بالمكارم والمفاخر، نجدد التأكيد على التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي والقوى الحية ببلادنا من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية المقدسة وتثبيت المكاسب الوطنية “.
وأبرز المندوب السامي ، في هذا الاطار ، أن الشعب المغربي “يسير في التحام وثيق مع ملكه المفدى لإفشال مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بالحقوق المشروعة للوطن الذين يتمادون في محاولاتهم اليائسة للنيل من الوحدة الترابية والسيادة الوطنية” مؤكدا ان المغرب بقدر ما هو متمسك بمبادئ الحوار وحسن الجوار، “لن يفرط قيد أنملة في حقوقه المشروعة بتثبيت سيادته على أقاليمه الجنوبية المسترجعة وسيظل على استعداد للتعاون مع المنتظم الأممي لإنهاء النزاع المفتعل حول اقاليمنا الجنوبية المسترجعة “.
وقال السيد الكثيري إن الاحتفال بهذه المناسبة يشكل فرصة لتثمين مضامين الخطاب السامي التاريخي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة والذي “يعتبر خارطة طريق لتنزيل وتفعيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية “، مشيرا إلى أن الزيارة الملكية التاريخية إلى محاميد الغزلان شكلت محطة نضالية وازنة على درب الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية التي حمل مشعلها بإرادة قوية وإيمان راسخ بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس الذي ارتأى أن يكون لهذه القلعة الصامدة والمنيعة موعد مع التاريخ بإعلانه عن تصميم المغرب ملكا وشعبا على استرجاع حقه المشروع واسترداد أراضيه المغتصبة.
وقال إن تخليد الذكرى الثامنة والخمسين لهذه المحطة التاريخية المجيدة التي سجلها التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز للشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، يدعو إلى استلهام قيمها ومثلها العليا وما تختزنه من مواقف الشهامة والإباء وشمائل الوطنية الصادقة، معتبرا ان هذه المناسبة تشكل فرصة للتأمل والتدبر وفسحة لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة بما تطفح به من دروس بليغة وعبر ثمينة تدعو للتحلي بقيم المواطنة الايجابية وسجايا الوطنية الصادقة.
كما أن تخليد هذه الذكرى الوطنية ومثيلاتها من المحطات التاريخية المشرقة التي يزخر بها سجل تاريخنا التليد، ، يضيف السيد الكثيري، “ينسجم مع التوجيهات المولوية السامية لجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يحث ويؤكد على إيلاء العناية الفائقة لموروثنا التاريخي باعتباره كنزا ثمينا يجب الائتمان عليه بتسليط المزيد من الأضواء على مضامينه ومفاصله الخالدة وتكريم أقطاب الكفاح الوطني ورموزه والتزود من جهادهم واستحضار أدوارهم ومآثرهم وأياديهم البيضاء في سبيل الدفاع عن المصالح العليا للوطن”.
وشدد السيد الكثيري أنه بقدر ما كانت هذه الزيارة الملكية دليلا على الروابط القوية التي جمعت على امتداد عدة قرون بين القبائل الصحراوية وملوك الدوحة العلوية الشريفة، “بقدر ما كانت تأكيدا وتثمينا لنضال وجهاد وتفاني سكان هذه المناطق في مواجهة الاحتلال الأجنبي وغيرتهم الوطنية ودفاعهم المستميت على المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واعتزازهم بانتمائهم الوطني وبخوض غمار الكفاح الوطني “.
وبعد أن اشار إلى أن سكان محاميد الغزلان وكافة الوفود التي كانت في استقبال جلالة المغفور له محمد الخامس والتي قدمت من جميع أرجاء الصحراء المغربية تفاعلت وانصهرت حشودها بشكل لافت مع الاشارات القوية والرسائل البليغة التي حملها الخطاب الملكي التاريخي وما تضمنه من مواقف حاسمة وإصرار على مواصلة مسيرة التحرير ، اكد المندوب السامي ان هذه الزيارة جسدت “حجم الالتحام الوثيق بين العرش والشعب وقناعتهما الراسخة الوحدة الترابية خيارا استراتيجيا ورهانا مستقبليا غير قابل للمساومة أو التراجع”.
وإذا كانت الزيارة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس إلى محاميد الغزلان إعلانا صريحا وجهارا عن إرادة المغرب في استكمال استقلاله الوطني وتحقيق وحدته الترابية، يقول السيد الكثيري، فإن الزيارة الميمونة التي قام بها جلالة المغفور له الحسن الثاني في 11 أبريل 1981 جاءت لتؤكد عزم المملكة على تثبيت هذه الوحدة وتعبئة كافة شرائح الشعب المغربي وأطيافه وقواه الحية للتصدي بكل عزم وحزم وصرامة لكل الخصوم والمتربصين بالحقوق المشروعة للمغرب في استرجاع صحرائه.
وتم بهذه المناسبة، التي حضرها عامل اقليم زاكورة ورؤساء المصالح الخارجية والأمنية والهيئة القضائية وفعاليات المجتمع المدني، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم، لما قدموه من تضحيات جسام في ملحمة الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، علاوة على تقديم إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم وعددها 42 إعانة مالية.
الله يرحمك يا محمد الخامس الملك الهمام وسوف نمشي علي طريقك وهو الحق المبين والصحراء مغربية وسوف تبقي مغربية حث يريث الله الأرض ومن عليها كم قل الملك محمد السادس نصره الله و حفضه يارب امين