في اطار الإستعداد لتنظيم الدورة السادسة للمهرجان الإقليمي للمجموعات الصوتية المدرسية شهر أبريل المقبل،نظم الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي بورزازات بتنسيق مع المديرية الإقليمية للوزارة، مائدة مستديرة حول موضوع ” أغنية الطفل “، و ذلك يوم الجمعة 4 مارس 2016 بدار الشباب الحسن الثاني، بحضور السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بورزازات و رئيس مصلحة الشؤون التربوية و تنشيط المؤسسات التعليمية و أعضاء مكتب الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي و أستاذات و أساتذة من مختلف المؤسسات التعليمية بالمجالين القروي والحضري،إضافة إلى بعض الفعاليات الفنية و الجمعوية و الإعلامية بالإقليم.
كما سيستفيد المشاركون في اليومين التحسيسيين حول ” أغنية الطفل ” من ورشات تكوينية في مجال أغنية الطفل (إنتاج كلمات الأغنية – مراحل الأغنية من الاختيار إلى العرض – تقديم و تلحين الأغنية بمشاركة المتعلمين) و ذلك يوم السبت 5 مارس 2016 من تأطير فعاليات فنية محلية.
و تندرج المائدة المستديرة و الورشات التكوينية في إطار النشاط التحسيسي حول ” أغنية الطفل” و الذي ينظمه الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بورزازات يومي 4 و 5 مارس 2016 تحت شعار ” التربية الموسيقية آلية فعالة لترسيخ القيم الإنسانية “.
و تناول المحور الأول من المائدة المستديرة حول ” أغنية الطفل ” الوظيفتين التربوية و الفنية للموسيقى،و أثر هذه الأخيرة في تنمية الجوانب الجسمية و المعرفية و الانفعالية و الاجتماعية للفرد،فيما تطرق الشق الثاني لواقع التربية الفنية عامة و الموسيقية خاصة بالمؤسسة التربوية.
وأجمعت مختلف التدخلات على الوضعية المقلقة التي تعيشها مادة التربية الفنية بالمؤسسة التربوية،حيث يتم تصنيفها ضمن خانة المواد الثانوية التي لا تحظى بنفس مكانة المواد الدراسية الأخرى المقررة بالمدرسة، رغم أهمية الفن و دوره الكبير في تربية الحس الفني والجمالي و الإبداعي لدى المتعلم، كما جاء على لسان أحد المتدخلين” التربية الفنية تمكن المتعلم من التفريق بين الجميل و القبيح في الحياة “،وقد سجل المتدخلون في هذا الصدد غياب أكاديمية للفنون بالمغرب و مكتبات موسيقية إضافة إلى المعاناة التي يواجهها الأساتذة نتيجة غياب فضاءات و أدوات العمل وعدم كفاية الزمن المخصص لتدريس المادة.
كما حذر المشاركون في اللقاء، من غياب الوعي بأهمية التربية الفنية عموما و الموسيقية خصوصا في تكوين شخصية المتعلم،مما يستوجب تنظيم حملات تحسيسية و توعوية لفائدة الأسر والأطر التربوية و الإدارية بالمؤسسات التعليمية قصد التعريف بدور و مكانة الفن عموما في بناء شخصية المتعلم، كما سجل المتدخلون غياب التكوين و التكوين المستمر لدى الممارسين و منشطي التعاونيات المدرسية في المجال الموسيقي، ناهيك عن إكراهات و ظروف الاشتغال بالعالم القروي.
و لم تنس المداخلات أن تتطرق إلى العمل التطوعي لبعض الأطر التربوية التي تسعى إلى تنشيط الحياة المدرسية من خلال العديد من الأنشطة الفنية التي تنظم لفائدة المتعلمين ، رغم كثرة المهام و غياب أطر متفرغة للعمل التنشيطي و زمن مدرسي سلس و مساعد على العمل و العطاء في هذا المجال.
و حث المشاركون أيضا على ضرورة تربية المتعلمين على الإبداع في مقابل التقليد ،و تعويد الناشئة على التربية الفنية منذ الطفولة، و توظيف التراث والهوية المحلية في مختلف الانتاجات و الابداعات الفنية، و تشجيع الطاقات و الكفاءات المؤطرة للأنشطة،و تنظيم مهرجانات موسيقية على غرار مهرجان المجموعات الصوتية المدرسية.
وفي الأخير أبدى المشاركون في المائدة المستديرة تخوفهم من زوال مواد التفتح الفني من المؤسسة التربوية مستقبلا ،و انتقالها خارج أسوار المدرسة في غياب إرادة حقيقية من الجهات الوصية في جعل التربية الفنية من الركائز الأساسية و الضرورية للرقي بالمدرسة المغربية.
و ما أثلج الصدر في اللقاء ما أبداه العديد من الفنانين المحليين من غيرة على الفن و اهتمام بالمدرسة و استعداد تام لدعم التربية الموسيقية بالمؤسسات التربوية بالإقليم وتأطير الأستاذات و الأساتذة في كل ما يتعلق بالمجال الموسيقي ( كتابة،مراجعة كلمات الاغنية ،تلحين،تسجيل،انتاج…)،و بدوره جدد الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي بورزازت استعداده الدائم لتتبع و تشجيع و دعم و احتضان مختلف المبادرات الرامية إلى تطوير العمل التعاوني و خدمة المتعلم و المدرسة و الوطن.