المستقبل تغيير وحرية داخل الوطن

0 497
إن أعظم إكتشاف لجيلي، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته، إذا ما إستطاع أن يغير إتجاهاته العقلية 
وليام جيمس.
الإقرار بالتغيير معناه الإقرار بالقدرات الإبداعية
للإنسان من جهة، وبضرورة منحه المكانة اللائقة
داخل الوسط الذي تتدفق فيه، من جهة ثانية إنه إعتراف في نهاية المطاف، بدور الكائن الإنساني
في الوجود.
ويصعب في نظرنا، الحديث عن حقوق الإنسان أو عن واجباته داخل المجتمع برفض الوطن لمبادئ التغيير أو داخل مجتمع يعجز عن خلق الشروط المادية والفكرية التي تسمح بإستيعاب التغير.
هناك نقطة تستدعي الإثارة بهذا الصدد وهي كون الوطن الذي يعترف للإنسان بدوره الإبداعي، مجتمع ترتبط مشاريعه دائما بالمستقبل، ولهذا يمكن أن نضيف إلى الملاحظة السابقة أن الإنسان كإدارة وكقوة وكحياة لن يجد مكانته إلا داخل المجتمع الذي يتحدث إنطلاقا من المستقبل، ذلك ﻷن الممكن أساسي في تحديد المجتمع لإمكانياته التي هو في حاجة إليها. إنطلاقا من كل ما سبق يتم الإعتراف بالإنسان كأحد القوى اﻷساسية الفاعلة في الحياة..
فنحن نعرف أيضا أحبتي أن المجتمع الذي تسود فيه الحرية مجتمع يعمل على تطوير بنياته ومؤسساته حتى تكون في مستوى إستيعاب الجديد الذي يظهر في محيطها.
هكذا يخضع الهياكل لﻷفراد بدل الإقتصار على إخضاع اﻷفراد للهياكل، إنه مجتمع يتنافى مع أسلوب الإقصاء، وحينما يحدث ذلك فإنه لا يعدو أن يكون أمرا متعلقا بحالات خاصة ومحدودة. 
كثيرا ما يقال إن “الحرية تكتسب ولا تعطى..” يصدق هذا على المجتمع الذي تسود فيه الحرية، ﻷن وصوله إلى جعل الحرية مبدأ من مبادئ الحياة بداخله لا يدل على كون مسيريه أناسا خيرين، أو على كون مؤسساته نشأت فقط إنطلاقا من أفكار مثلى تمكن المثقفون من خلقها، وإنما يدل على رقي المجتمع ذاته، أي عل رقي اﻷفراد على مستوى واسع وشامل، تتجسد الإرادة في هذا المجتمع بقوة في المؤسسات ﻷنها تجد من يجسدها على مستوى اﻷفراد، فيحرص الفرد في المجتمع على فردانيته، لتكون النتيجة هي إحتراس المؤسسة من الفرد، لا يمنعه حرصه على فرديته من ربط الحفاظ على هذه اﻷخيرة بخدمة ما هو كلي والدفاع عنه، إذ يعمل الفرد على تقوية الكل لضمان سير الحياة التي يعتبرها مناسبة له، ولكنه يترك لنفسه دائما إمكانية التصدي للخلل الذي ينتاب سير هذا الكل.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.