الصحراء مغربية… وزاكورة أيضا
أيها العالم اسمعوا شعب حضر من كل فج عميق حتى من أكثر القرى فقرا و تهميشا في الوطن أحضروا أفواجا ولبوا نداء الوطنية ونداء المقدمين و الشيوخ ورؤساء الجماعات أيضا، شعب جفت حناجره وسط عاصمة بلاده نادى مبتهجا ومهللا : الصحراء مغربية، الصحراء في مغربها ونقل الإعلام العمومي وأبوه الفرنسي المسيرة بالمباشر. وليس بأيديهم إلا قنينة ماء معدني صغيرة أو ما تبقى منها، إنهم ليسوا مشاهير، ليسوا سياسيين ولا فنانين مشهورين بل قد لا يكونوا على علم أبدا بكثير مما تقول لجنة الشعارات هم فقط حناجر كمكبرات صوت تردد ما تسمع، وتحب وطنها بعيدا عن كل الحسابات. يحبون وطن حرمهم رجاله من كل معالم العيش الكريم، حرمهم الصحة و العدل وتعليم يليق بالقرن الواحد والعشرين، هتفوا لساعات عديدة استعملوا البنادر و التعارج وغنوا ورقصوا كثيرا لكنهم نسوا أن العالم لا يتحدث لغتنا ولا يفقه شيء مما نقول، نسوا كذلك أننا الشعب الوحيد الذي يرقص في كل المناسبات (شعب الشطيح و الرديح) وعادوا وهم راضين عن أنفسهم وصدقوا أنهم حرروا البلاد وأعادوا تمثيل المسيرة الخضراء لكن في الرباط وليس في الصحراء. إنهم أناس لا يغيرون قبعاتهم عند الدخول أو الخروج من العمل، ليس لهم ملابس منزلية و أخرى رسمية، كرماء جدا لدرجة أنهم أتوا يوم الأحد ليشاركوا فرحتهم بمن يترقبون الويك أند مند بداية الأسبوع.
ثم مالي لا أرى أصحاب الأوسمة، أصحاب الوطن الحقيقيين، أولئك الذين استفادوا وما يزالون من خيرات الوطن أينهم ليدافعوا عن وطنهم و “جات معاهم إلى داروها” فليمشوا كما مشوا مواطنون قد لا يكونوا قد زاروا الرباط ولو مرة في حياتهم، على الأقل تحفظ وجوههم كمرات العالم الثالث المتسخة لحد التخمة بالتفاهة ويمكن أن تنقلوا صورهم لجمهور يفوقهم تفاهة ويعشق الرداءة. أم أن الوطن لهم والوطنية للفقراء وحدهم.
كم من مسيرة نحتاج لنحرر وطننا من كل أشكال التمييز والفقر والتهميش و نبث الأمل في غد شبابه إلى متى سيضل مغربنا ثلاث : مغرب نافع يسكنه أصحاب الوطن وتوفر الدولة كل ما يحتاج إليه المرء من ضروريات وكماليات و مغرب غير نافع لم يقوى حتى على جمع أبناءه بين أحضانه كأم ثكلى، ومغرب نهتف ومستعدون أن نموت من أجله.ونحن الذين لم نزره وقد لا نزره أبدا لأننا فقراء جدا لا نملك تكلفة السفر. كم لكم في وطنكم الذي تدافعون عنه أمام الكمرات وفي صور السلفي على الفيس بوك ذلك حقكم لكن لا تجعلوا وطنيتكم رخيصة يشتريها المخزن ببضع دراهم و قطعة سمك وخبز هي في الأصل من خيرات بلادكم، تم حين تقولون نريد أن نحيا بكرامة يشهر الزرواطة في وجوهكم. الوطنية ليست شعارات ولا سجودا ولا ركوع. صكوك الوطنية لا يبيعها رئيس حزب و لا قائد قيادة و لا حتى قردا يخاطبنا من قناة المخزن بكل أنواع التفاهات. الوطنية فخر و اعتزاز تضحية على الأرض من أجل كرامة و احترام ومسؤول يخاف القضاء قبل أن يخاف الفضيحة إن هو جار على حق مسكين. أيها الشعب الذي يمد يده للتصفيق قبل أن يبدأ المسؤول الكلام. أيها الشعب البطل الذي ما يزال حيا في هذا الوطن، وما يزال أطفاله يحملون أحلاماً. أينما حللتم فتمت زاكورة وتمت الوطن الذي ما يزال ينتظر أمطار الربيع لتزيح عنها سواد التهميش والإقصاء، زاكورة ككل المناطق المهمشة لا تريدكم أن تموت عليها في أرضها فقد ضاقت درعا بأحياء جامدين، زاكورة تريدكم أن تحيوا من أجلها و من أجل أنفسكم وكرامة من سيأتي بعدكم.