امحاميد الغزلان: اختتام المهرجان الدولي للرحل

0 609

ودعت محاميد الغزلان فعاليات الدورة الثالثة عشر للمهرجان الدولي للرحل.

أمسيات فنية ونقاشات فكرية وأنشطة ثقافية معمقة، عرفتها دورة هذه السنة، وكما كان متوقعا، ساهم المهرجان الدولي للرحل في تعزيز التعايش وتكريس التنوع الفني والثقافي الوطني والدولي، عبر إحياء سهرات بمساهمة فرق مختلفة المشارب ومتعددة الجنسيات، حيث أضحى المهرجان بحق منشطا للحركة الثقافية بالجنوب الشرقي للمملكة، إذ جمع جمهورا تتجاور فيه كل اللغات والجغرافيات والأعمار والأذواق ومن مختلف الجنسيات،  مغاربة وأجانب، أغنياء فقراء، في تجانس إنساني وثقافي قل نظيره.

وهكذا كانت منصة محاميد الغزلان على موعد مع في سهرة الافتتاح مع خمس فرق غنائية تمثل الأفرو بلوز مع الفنان أفيل بوكوم، وموسيقي الفايكيغ النرويجية، وموسيقى الفلامينكو مع لا ناتي ومجموعة منات أزوان، حفلات ألهبت المنصة وسافرت بالجمهور في سماء الفن.

 

وقبل الحفلات الفنية أقيمت مسابقة خيام الرحل التي ترصد جانبا جزءا من حياة البدو الرحل في علاقتهم بمحيطهم الصحراوي، إلى جانب تقديم عرض تقليدي لأزياء الصحراء النسائية.

وتخلل المهرجان معرض كبير للمنتوجات المجالية ومنتوجات الصناعة التقليدية، كالحناء، والتمور، والورود، والعسل ، والاركان… الذي عرف إقبالا كبيرا تم من خلاله تسويق مباشر لهذه المنتوجات

 

اليوم الثاني من المهرجان شهد حدث السنة، بإطلاق الدورة الأولى من “منتدى الرحل” الذي شكل إضافة نوعية إلى المهرجان، ونقل مستوى النقاش المفتوح سنويا إلى مرحلة جديدة، تعتمد البحث العلمي وتسعى إلى استثماره في خدمة ثقافة الرحل على أرض الواقع.

 

وكما كان متوقعا فقد تم خلال المنتدى تبادل وجهات النظر والدعوة إلى تسليط مزيد من الضوء على البحث العلمي والميداني حول ثقافة الرحل.

سباق الهجن كان حاضرا كالعادة ضمن فعاليات المهرجان، بحضور كثيف لساكنة محاميد الغزلان وزوارها، كما كان نفس اليوم مناسبة لعرض جزء من فنون القتال لدى شعب الطوارق، بما تحمله من غنى ثقافي كبير، يعكس من جديد ثقافة الرحل.

السهرات الغنائية لليوم الثاني من المهرجان، كانت استثنائية عبر مشاركة فرقة “الإمزاد” التي نقلت فنا راقيا إلى منصة محاميد الغزلان، إلى جانب الفنان الشاب المتألق “فريد غنام”.

مزيج فني حول منصة محاميد الغزلان إلى أداة تجريب فني، ومنح الفنانين فرصة للتميز بالاختلاف.

نفس المنصة حملت فرقا غنائية محلية، في وفاء لقاعدة المهرجان بمنح الشباب فرصة للاحتكاك بالألوان الفنية العالمية، وموطئ قدم للاستمرار في هذا المجال بثبات.

ارتقت هذه الفقرات المتنوعة لمستوى تطلعات زوار المهرجان من داخل الوطن و خارجه، بفضل دعم شراكاء المهرجان، على رأس القائمة عمالة إقليم زاكورة، وزارة الثقافة، الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان، المجلس الإقليمي لزاكورة، جهة درعة- تافيلالت، مؤسسة البنك الشعبي، المكتب الوطني للسياحة، بريد المغرب، القناة الثانية2M، شركةالطيرانJetairfly.

 

اليوم الثالث والأخير للمهرجان عرف تواصل فعاليات “منتدى الرحل” بعرض فيلم وثائقي بعنوان ” قافلة نحو المستقبل” للمخرجة الصحفية الفرنسية – يابانية: أليسا ديكوت طويو زاكي.

وعرض الفيلم رحلة قافلة طوارقية لنقل الملح من “العير” شمال النيجر إلى “كانو” بنيجيريا ورصدت المخرجة رحلة القافلة في هذه التجارة التي استمرت لآلاف السنين.

وبعد العرض قدمت المخرجة مداخلة حول تجربتها ركزت فيها على “مستقبل تجارة القوافل العابرة للصحراء، واقتصاد الرحل بشكل عام”. بحضور وازن لشيوخ قبائل الرحل لمنطقة محاميد الغزلان الذين تابعوا الفيلم و أغنوا النقاش بنوسطالجية فريدة حول تجارة القوافل أبهر الحاضرين من من مغاربة و أجانب. وكان التنوع والحوار عنوانا ومحركا لهذه التظاهرة، كما يضع التمازج والاكتشاف في قلب برمجته الموسيقية المتنوعة المصادر.

كما كان اليوم الختامي مناسبة لتتويج الفائزين في مسابقة خيام الرحل، ولتكرار تجربة التنافس على صنع الخبز المحلي “الملا” في مشهد أعاد رسم التاريخ أمام الحاضرين للمهرجان.

الهوكي نوماد المعروف محليا باسم “المكحاش” كان حاضرا عبر مباراة حماسية بين فريقين من أبناء محاميد الغزلان.

السهرة الختامية هزت ليلة محاميد الغزلان بأنغام شعبية وأغاني حسانية، بمشاركة الفنان الجنوبي “سعيد الشرادي” والفنان الشعبي ” سعيد الصنهاجي” إلى جانب فرق محلية أبدعت بدورها في إحياء سهرة الختام.

وهكذا يسدل الستار على دورة جديدة من المهرجان رفعت التحدي عاليا، ووفت بالموعد، ليبدئ التفكير في سنة أخرى قادمة، حيث أصبح المهرجان موعد أهالي محاميد الغزلان السنوي للانفتاح على العالم. بحق إن الصناعة الثقافية والفنية رافعة للتنمية المجالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.