تغبالت: الأضرحة بين الحقيقة والخيال عددها ومستقبلها
تحتضن تغبالت ذات المذهب المالكي عدداً كبيراً من الأضرحة، وهي عبارة عن بنايات قديمة جدا منها مكعّبة الشكل تعلوها قبّة نصف كروية مصبوغة بالجبر الابيض ومنها مكعبة فقط مبنية من الحجر والطين ومنها ليس لخا بناية مكعبة ولا مستطيلة بل قبور مجوفة. تشكّل هذه الأضرحة قبر ولي أو مجموعة من الأولياء، وغالباً ما يطلق عليها اسم الولي. ولا احد يعلم ماذا يوجد في ذلك القبر هل هو انسان ام حيوان اكل عليه الزمن وقدر له ان يكون صالحا.
إلى اليوم، وعلى الرغم من التطور الذي عرفه العالم وتغيير السلطة الحاكمة، ما زال جزء من المجتمع التغبلتي “يؤمن” ويهتمّ بظاهرة الأضرحة. ينعكس هذا الاهتمام بزيارتها وتبجيلها.
و ذات يوم بالضبط يوم الجمعة الماضية بعد مرورنا انا وصديقي على ضريح معروف لدى سكان تغبالت ب سيدي “بوسان ” أي صاحب الايام , راينا شمعتان تضيئان في نوافذ صغيرة لذلك الضريح المهجور,و بعدما توجهنا اليه وجدنا انفسنا امام قبر طويل يبلغ حوالي الخمسة امتار والسؤال المطروح ما الفاعل وما الهذف ؟ وماهي علاقة يوم الجمعة بزيارة مثل هذه الاضرحة؟. ومن الناس من يعدها بذبائح مهمة ان اعانه صاحب ذلك القبر في قضاء اغراضه المستعصية ومنهم من لا يغفل على حضور مواسمها و”التبرك” اعتقاداً بـ”تدخلها” لإيجاد حلول لمجموعة من المشاكل، أكانت صحية أم عقلية أم عاطفية مثل موسم سيدي “تفوو”.
بين الخيال والحقيقة
تعتبر هذه الظاهرة بين التجليات والجذور التاريخية والسوسيوثقافية أنه حيثما ولى المرء وجهه تصادفه قبَّةٌ أو “كركورا” أو قبر”، كاشفاً أنّ وجود قبور لأولياء حقيقيين أو خياليين ظاهرة تندرج ضمن معتقدات شعبية تعود إلى ما قبل الفتح الإسلامي للمغرب. يتصل هذا المعتقد، بحسب اعتقدي، بأهمية “الوسيط” في معتقدات سكان تغبالت وتصوّر أناسها أن ثمة قوى “فوق حسيّة” يخضع الوجود لإرادتها. قد تكون مزارات الأولياء، كما يوضح، مثالاً للتعايش على مستوى اللاشعور الثقافي والمجتمعي بين آلهة ومعتقدات ما قبل الإسلام وبين مقدس الدين الجديد. ويخلص أن الولي هو إنسان مميّز لكونه قادراً على قهر نفسه والقسوة على جسده إلى حدّ لا يطاق ولا يحتمل.
ثمة أضرحة ذات شهرة كبيرة في أوساط تغبالت، أشهرها “سيدي تفوو”، و “سيدي لمكي” و “سيدي بوخليفة” و “سيدي علي الشريك”، و”سيدي بومردول”، و “سيدي بوسان”، و “سيدي سعيد “……. والقائمة طويلة
بالعودة إلى عدد الأضرحة فان عددها ناهز عدد المساجد في تغبالت ، موزعة على الجماعة الترابية تغبالت في كل جنباتها ولكن بعد انتشار العلم والفكر الشبابي ومحاربة الامية تلتقي خلص المواطنين على أنّ زيارة الأضرحة هي شرك بالله.
ولكن يُبرّر عددٌ منهم زيارته لها بـ”التبرك” والبحث عن “الشفاء” و”العلاج”. ومن النساء من تواظب على زيارة ضريح “سيدي تفوو” مرة في الشهر بحثاً عن فارس أحلامها. ومنهن من تقول انها تشعر براحة نفسية خلال الزيارة. ولا تعتبر أن زيارة هذه الأمكنة حكر على أناس أمّيين كما يدّعي البعض. وهناك من استغل مثل هذه الاضرحة في نبشها بحثا عن الكنوز كما وقع ل “سدي تفوو”و” سيدي سعيد”وووو…أوضح صديق لي انه وجد ذات يوم احد الفقهاء المحليين يقرا القران بجانب احد هذه القبور راجيا من الله اين يجد قرشا من ذهب او دينارا من فضة الم يعلم ان الله يرى؟؟
ضريح “سيدي تفوو”
يعدّ ضريح “سيدي تفوو” من أشهر الأضرحة في تغبالت و التي يقصدها الزوار ملتمسين الشفاء من الأمراض النفسية والصرع خصوصا النساء. و يؤمنون أن لروح الولي “سيدي تفوو” صلة وثيقة مع “الروح الإلهية” وبوساطتها قادر على العلاج. يقع هذا الضريح على بعد 4 كيلومترات من مركز تغبالت التابع إدارياً لمدينة زاكورة.
يُشبه الضريح مبنى لمسجد قديم. ولكن، عوض أن يكون مسجدا في آخر المبنى، يوجد قبر “سيدي تفوو”. لا يختلف هذا الأخير عن بقية الأضرحة: ولكن يوجد بجانب اغرم “اخلان” وفي الجنوب الشرقي لدوار تغنبوت وحوله أرض عارية تكشف عن احجار سوداء ،وبه إمامتين صغيرتين كإمامة المجسد توضع فيها الهدايا التي يقدّمها الزوار للضريح. وينظم له موسم يأتي اليه الزوار والتجار من كل صوب وحدب وتذبح له بقرة كبيرة والنساء يلطخن ارجلهن بدماء تلك البقرة ويتهافتن على جلدها لنتف شعرها و استعماله في …؟؟؟؟ وينصبون له كوسكسا وخبزا لزوار والضيوف .
مستقبل الأضرحة
حسب اعتقادي ان ظاهرة الأضرحة، على الرغم من تحفظات وانتقادات الفقهاء لشرعيتها، وعلى الرغم من الطقوس الغريبة التي تمارس داخلها، تُشكّل عنصر استمرارية للأسس الرمزية التي تتبعها الدولة.
أما الولي “سيدي تفوو” الذي يقام موسمه السنوي خلال يوم كامل الذي يعتبر كسوق سنوي يأتي اليه التجار والنساء خصوصا. تبقى النداءات والتصريحات المُطالبة بوقف طقوس زيارة الأضرحة وإقامة المواسم من دون آذانٍ مصغية.
ولكن مع ذلك فان شريحة مهمة من سكان تغبالت دون استثناء مازالت تزور وتعطي اهمية كبيرة لهذه الاضرحة وتعدها بذبائح سنوية الى اجل غير مسمى.
ولكن ياترى إذا كان استمرار ظاهرة الأضرحة في تغبالت أمراً حتمياً، فهل بإمكان هذه الأمكنة أن تنقلب على نفسها وتبتعد عن دورها “الشعوذي” وتضطلع بدورٍ تنموي للمنطقة حيث هي؟ سؤال يصعب الإجابة عنه، إلا أنّ بعض فقهاء المنطقة يبدلون ما بوسعهم بهدف تأهيل المنطقة وتنميتها والتصدي لمثل هذه الممارسات.
واليكم اسماء الاضرحة الموجودة بتغبالت :
- سيدي تفوو
- سيدي لمكي
- سيدي بوتحنينت
- سيدي بووسان
- سيدي بووسيد
- سيدي بومردول
- سيدي علي شريك
- سيدي سعيد
- سيدي بوخليفة
انا لا اقوق لها “سيدي” خوفا منها او الايمان بها ولكن سميتها بتسميتها المحلية .