جِهادٌ في سبيلِ الله
وضع الجريدة التي كان يقرأها فوق المنضدة بحركةٍ عصبيةٍ و قال:
_ هل تعلمين أن هناك حملةً غربية شعواء ضدّ الإسلام و المُسلمين بهدف تشويه دينهم و النيل من سُمعتهم ؟ و المؤسف أن هناك من يُساندهم من المسلمين أنفسهم دون أن يتنبهوا لخطورة ما يُقدمون عليه !
و آخر ما قام به أعداء الإسلام إنتاج فيلم إباحي يتناول سيرة الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام بكثير من التشويه و التلفيق، يبدو أنّه لا مناط من المواجهة !
_ كل ما قلته صحيح و لكن ماذا تقصد بالمواجهة؟ أنت مثلا ماذا تنوي أن تفعل؟
أنا أنوي إن شاء الله أن أجاهد في سبيل الله ضدّ كل من يتجرأ على دين الله، فقد قال تعالى بعد باسم الله الرحمان الرحيم “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ” و لكن كل ما في الأمر أني أجهل الطريقة المثالية للجهاد في سبيله، في رأيك ماذا يجب علي أن أفعل؟
_ ما رأيك أن تُؤلف كتابا تتحدث فيه عن عظمة الإسلام الحقيقي؟ تُوضح فيه حقائق يجهلها الآخرون و تعرف من خلاله برجل عظيم جاء للبشرية ليغير خارطة الكون، أليس هذا أفضل ما يمكن أن تقدمه للأمة الإسلامية؟
_ لا لا لا، أنت تعرفين أنني لا أجيد الكتابة لا باللغات الأجنبية و لا حتى باللغة العربية الفصحى ! ثُم إنّ هناك كثيرا من العلماء و الكتاب منتشرين في كل مكان، فماذا سيضيف كتابي لمُجتمع لا يقرأ ؟ لقد قال عليه الصلاة و السلام “كلٌ مُيسرٌ لِما خُلقَ له” من الأفضل أن تأتيني بفكرة أخرى !
_ طيب ما رأيك أن تختار رُكنا هادئا في المنزل تجلس فيه ثم تُحضر الكاميرا و تثبتها عليك ثم تُصور أفضل مقطع فيديو تتحدث فيه عن فََضل الدين و التدين و نعمة الإسلام؟ و من خلال هذا الفيديو يمكنك أيضا أن تتحدث عن الجوانب المشرقة من حياة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و تفند كل الإدعاءات الكاذبة بخصوصه، كما أنه بإمكانك أن تُصور عدة حلقات و تُحملها على موقع اليوتيوب و هكذا يراه أكبر عدد من الناس؟ أعتقد أن هذا حلّ سهل و بسيط تسهم من خلاله في الدفاع عن الإسلام من خلال أكثر المواقع انتشارا في عالم الأنترنيت…..ما رأيك؟
_ اليوتيوب يا أمي؟ اليوتيوب؟ ألم تجدي إلا هذا الموقع الفاسد الذي يُروّج لأفلام هابطة و نساء كاسيات عاريات لا و ألف لا لن أسمح لهذا الموقع الماجن أن يستفيد من خلالي !
_ طيب يا بني لا تُحزن نفسك، أنا لدي فكرة أكثر من رائعة و أنا متأكدة أنها ستعجبك، ما رأيك أن تتفق مع أحمد ابن خالتك على إنتاج أفلام كرتون تتناول قصص الأنبياء عليهم السلام أو بعض القصص الدينية المستمدة من كتاب الله عز و جل؟ و لا تنس أن أحمد خبير في أفلام البعد الثالث و رسام ماهر و سيسعد جدا بالفكرة.
_ و لكن يا أمي ألم أخبرك من قبل أن التصوير حرام؟
_ لا يا بني لقد أخبرني والدك رحمه الله أن علماء الدين قالوا أن نحت جسد المخلوقات هو الحرام وليس الرسم أو التصوير
_ لا يا أمي التصوير و الرسم كليهما حرام حرام حرام !
_ لقد احترت معك يا بني كُل الُسبل التي أعرف أنها من المُمكن أن تخدم دينك أن تراها حرام، لعلّ أفضل شيء تفعله هو أن تذهب لعملك و تؤديه على أكمل وجه فتكون بهذا مثالاً للمسلم الصالح المُتخلق الذي يخدم دينه و مجتمعه.
_ مع الأسف يا أمي لقد تركت العمل
_ يا الله هل طردوك؟
_ لا يا أمي لم يطردوني لقد تبين لي أن صاحب الشركة رجل سكير عربيد فاسد، ثم إنهم وضعوني في مكتب واحد مع امرأتين مُتبرجتين و أنا ديني و أخلاقي لا يسمحان لي بالعمل في ضل كل هذه الظروف
_ و لكن كيف سنعيش و من أين نأكل؟ و أين ستجد عملا مع أشخاص كلهم شُرفاء و لا توجد بينهم نساء مُتبرجات؟
العلم عند الله، الأفضل هو أن أعتكف في غرفتي و الرزق على الله !
_ و كيف ستُجاهد في سبيل الله؟
_ كل مُيسر لما خُلِق له !
رامية نجيمة
في الواقع نعيش حقيقة مرة مفادها أن الأغلبية الساحقة من المسلمين أنفسهم يجهلون الكثير عن دينهم و بالخصوص في صفوف الشباب.نعم هذه الفئة اللتي تعاطت للمظهر
الخارجي و نست الباطن نتيجة الاهمال المقصود و الهجمة الاعلامية الشرسة.
فيكفي الرجوع الى سيرة الرسول الانام لنجد أنه عليه الصلاة و السلام كان في قمة الاخلاق فقد كان يعامل وفق منهج الله اليهودي و النصراني , العربي و الاعجمي.
لهذا وجب علينا نحن أولا قبل أي مجتمع اخر أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب و نزنها قبل أن نوزن لنضع النقط على الحروف و في حديث رسول الله خير حكمة : أَشْرَفُ الإِيمَانِ أَنْ يَأْمَنَكَ النَّاسُ ، وَأَشْرَفُ الإِسْلامِ أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ ، وَأَشْرَفُ الْهِجْرَةِ أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ ، وَأَشْرَفُ الْجِهَادِ أَنْ تَقْتُلَ وَتَعْقِرَ فَرَسَكَ “
في الواقع نعيش حقيقة مرة مفادها أن الأغلبية الساحقة من المسلمين أنفسهم يجهلون الكثير عن دينهم و بالخصوص في صفوف الشباب.نعم هذه الفئة اللتي تعاطت للمظهر
الخارجي و نست الباطن نتيجة الاهمال المقصود و الهجمة الاعلامية الشرسة.
فيكفي الرجوع الى سيرة الرسول الانام لنجد أنه عليه الصلاة و السلام كان في قمة الاخلاق فقد كان يعامل وفق منهج الله اليهودي و النصراني , العربي و الاعجمي.
لهذا وجب علينا نحن أولا قبل أي مجتمع اخر أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب و نزنها قبل أن نوزن لنضع النقط على الحروف و في حديث رسول الله خير حكمة : أَشْرَفُ الإِيمَانِ أَنْ يَأْمَنَكَ النَّاسُ ، وَأَشْرَفُ الإِسْلامِ أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ ، وَأَشْرَفُ الْهِجْرَةِ أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ ، وَأَشْرَفُ الْجِهَادِ أَنْ تَقْتُلَ وَتَعْقِرَ فَرَسَكَ “