المغرب غير النافع
نعم غير نافع لأهله، ونافع لغير أهله، فالتاريخ يتحدث عن أمجاد هذه الرقعة الجغرافية المتجانسة والمتلاحمة من حيث الثقافة والأجناس المختلطة.كما أن هذه المنطقة تلعب دورا هاما في اقتصاد المغرب ان لم نقل حتى على المستوى العالمي، ونحن نتحدث عن الاقتصاد لابأس ان نذكر كيف لهذا المغرب “المنسي” أن يساهم وبشكل جلي و واضح، كيف لا وأن الثروة المعدنية تغطي جملة من جبال هذه المنطقة( جبال باني وجبال صاغرو…). وباعتبار قضية المعادن قضية “شريفة” وجب احترامها وتوقيرها لأنها ترتبط بالمكتب الشريف بتزكية سياسية من “الدستور المغربي”. ومنه يتضح أن هذه الثروة المعدنية يحتكرها وتنفرد بها فئة منتخبة ولها صلة بالعائلة الشريفة، لتتعرض هذه الخيرات للنهب والتهريب تحت ظل هذا الاسم الشريف منذ عهد الحماية الفرنسية، والأمر الذي قد يثير انتباه كل دارس لهذه الظاهرة هو أنه لا أحد من أهالي الجنوب الشرقي له دراية بخريطة مناجم استخراج الذهب والفضة والمعادن الثقيلة. لأن سياسة الدولة واضحة المعالم وهي تسير في اتجاه تجهيل أبناء الشعب وتكريس ثقافة الخوف من كشف الحقيقة المطلقة بخصوص المناجم الهائلة والضخمة المتواجدة هناك بالجنوب الشرقي والتي تتوزع على العمالات الأربع ( زاكورة-ورزازات-تنغير-الراشيدية)،ومن بين هذه المناجم، مناجم تيويت لذهب والفضة والنحاس. مناجم بووازار للكوبالت والنيكل والذهب والفضة.مناجم بالمعادن للذهب. تيويين لاستخراج المنغنيز 1932. مناجم مجران للنحاس. منجم تيويت الجديد 2013 للذهب. منجم بوسكور للنحاس، منجم اميني للذهب. منجم البليدة للنحاس والذهب ابتداءا من 2009. منجم اميضر للفضة أكبر مناجم الفضة على الصعيد العالمي.وهناك أيضا منجم تغرامت الذي ثم تنقيبه عليه في هذه الأواخر قرب تامكروت. كما تجدر الإشارة المنتوجات الفلاحية التي أصبحت تاخذ مكانة مهمة في الاقتصاد الوطني، وخير مثال على ذلك منتوج البطيخ الأحمر الذي أصبح يسوق حتى في الأسواق العالمية، لكن هذا المنتوج له آثار سلبية على الفرشة المائية التي تستنزف بشكل كبير مع مرور السنوات. وكذلك إنتاج الحبوب والتمور…. كل هذه المعطيات تأكد وبالملموس بأن هذا المصطلح الذي لا يخرج إلا من أفواه جاهلي الحقيقة لا مجال له من الصحة. وكان من المفروض أن تكون تلك الوقفة الاحتجاجية بالرباط من أجل الصحراء، أن تحمل في طياتها ونقاشها هذه الخيرات التي تتعرض لشتى أنواع النهب والتهريب. والملاحظ في هذه الوقفة أن سكان الجنوب الشرقي يتواجدون في الصفوف الأممية وهذا حالهم مع النضال والتفاعل مع أي حدث كيف ما كان، لكنها غير واعية بمسألة هذه الثروات المعدنية. إلا أن المسؤولية ملقاة على كاهل الفئة المثقفة والواعية بهذه المشاكل (طلبة-أساتذة…. )، وكل من له غيرة هذه الرقعة التي تعرف تضارب المصالح، بفضح كل مسؤول على هذه الأوضاع والاشكالات التي تتخبط فيها الجماهير الشعبية. والشيء الذي انتباهي في هذه الأواخر هو هذا التقسيم الجديد الذي قامت به الدولة، رافعة بذلك شعار اللامركزية واللاتمركز. إلا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو ماهي المعايير المعتمدة في هذه الجهوية الموسعة؟؟؟؟ وهل تنطبق هذه المعايير على جهة درعة تافيلالت؟؟؟ ام أن تقسيم الجهات لم يخرج عن ما كان عليه سائدا دائما بالمغرب في تقسيم العمالات والأقاليم والجماعات من تقسيم معتمد على ادوات ثلاث وهي “خريطة المغرب على الورق”،والمسطرة،والقلم. كما أن هذا التقسيم يحكمه الهاجس الأمني والايديولوجي في تسمية الجهات، حيث ثم طمس التسميات التاريخية للجهات المغربية. ومن هنا تجدر الإشارة إلى حق طلبة إقليم زاكورة من الاستفادة من سندات النقل مثلها مثل الأقاليم الأخرى التي تستفيد من هذا الحق المشروع رغم قربها من المواقع الجامعية(طاطا.كلميم….).مع العلم ان إقليم زاكورة كان أول إقليم يستفيد من هذا المكتسب إلى حدود 2003، وقد صرح بعض المسؤولين السياسيين ان سندات النقل موجودة لكن المسؤولين الكبار هم من حرموا الطلبة من هذا الحق المشروع، إذن أين حق أبناء هذه المنطقة من المعادن؟ ام أنكم لم تستوعبوا بعد أن الجنوب الشرقي ليس بالمغرب غير النافع. كما نندد بالطردالذي تعض له أحد طلبة زاكورة المناضل في صفوف اوطم #عبد الكريم الكحيلي# لا لشيء إلا أنه قال ليست هناك تكافئ الفرص من داخل كلية الحقوق باكادير، إلا أن السبب الرئيسي راجع إلى كون هذا الرفيق يناضل ضد كل أشكال الاستبداد والضرب في مجانية التعليم، والسهر على خدمة أبناء المنطقة.