فضح المفضوح أو سمفونية الروح -1-

1 538

سأدخل عالم الشعر- الذي هو مرآة صافية تتراءى فيها صورة الحياة على حقيقتها, ومشاعر النفوس بكل ما تشتمل عليه من حب وبغض ,وسرور وألم ,وطمع ويأس وارتياح وانقباض- من بابه النثري, سأعمل على لي الكلمات كما يفعله الكتاب و الشعراء ,سأدلف الى متاهات صحراوية جذباء يلفح وجوه الداخلين اليها ظل الحرور ,سأنطق بكلمات ترددت لمدة طويلة في نطقها ,سأكشف عن أنياب الأسود ومخالب العنقاء, سأنهش لحوما أولغ أصحابها في دم الفضيلة ,هل من معين في ذلك ؟ ,هل من يضع يده في يدي لنقف وقفة رجل واحد أو امرأة ؟ لا فرق لدي بين وقفة الأسد ووقفة اللبؤة.

يا قارئي و يا قارئتي لن أجد خيرا منكما معينا لي في هذه المهمة الصعبة, أنا أعترف أنها من أعظم الأمور التي شغلتني والتي أخاف أن ترهقكما مشيا وهرولة بل وجريا, فهل أنتما مستعدان لتخوضا معي تجربة البحث عن الحبيبة ؟, عن العشيقة ,عن شقيقة الروح ,سموها ما شئتم ,إنها ملهمتي, إنها البلسم للجراح المثخنة للروح وللجسد, لا تتسرعوا في الحكم علي, فما أنا إلا انسان تاه مدة طويلة بلا هدف ,بلا حبيبة تؤنس وحدته ,بلا آمال ,بلا مسوغ وجود حقيقي يدفعه الى تذوق معنى الحياة  بله معنى الموت.

يا قارئتي, أتدرين أن حبيبتي ليست حبيبتي لوحدي وليست حبيبة الرجال فقط ,إنها حبيبة الرجال والنساء سواء بسواء ,إننا وأنتن يا بنات حوى مشتركون في محبتنا لها ,لا تتعجبي من كلامي هذا ,إنها بداية فضح المفضوح, وبداية العزف على أوثار الشوق ,إنها سمفونية بدأت بكلمات وستنتهي بأوراق, فاستعدا إذن يا قارئي و يا قارئتي لركوب صهوة حصاني الأبلق, استعدا لنقوم برحلة حول العالم بحثا عن حبيبتنا.

إنها جميلة جمال الشمس في مطلعها ,إنها مبتسمة ابتسام الورد في تفتحه, إنها عالية الهمة كجبل توبقال في شموخه, إنها ملهمة الشعر كعبلة, إنها مسببة الحروب كالباسوس, ما إن يشعر الانسان بتواجدها بين ثناياه حتى تنفتح أساريره ابتساما وضحكا, إنها أسطورة الوجود, إنها الهدف المفقود الموعود, إنها هي وأنت وهم و أنتن, إنها عقد منسوج من ياقوت وزبرجد , إنها ينبوع يتفجر من القلب ,إنها بداخل كل واحد منا لو أحسن صبر أغوار نفسه ,إنها هي لا أحدا غيرها.

هذه أوصافها إذن فهيا لنرحل الى دول العالم بحثا عنها, فلتكن أمريكا مبتدأ رحلتنا وليكن المغرب منتهاها :هاهو حصاني ينافس الطائرات في عليائها, ها هو براقي فوق أجواء أمريكا ,هاهو قد اخترق الرادارات العالية الدقة ,أتدرون ما تلك المباني والمنشآت المنزوية هناك ؟ ,إنها مراكز تجسسية ,إنها مختبرات بحثية ,إنه من خلالها يتم مراقبة الدول ,إنه من خلالها يتم جس نبض الشعوب ,إنه من خلالها يتم دراسة محتوى الفيسبوك  والتويتر والهاشتاك ,إنه من خلالها يتم التخطيط لزعزعة أمن دول و الاطاحة بأخرى.

 أيها الرئيس الأسمر في دولة البيض, نحن الموت القادم من الشرق, عفوا بل نحن الحياة القادمة من الشرق, لأن الشرق رمز الولادة ,دليل الحياة ,مهد الحضارة ,منبع الأخلاق ومركز الأديان ,كل ما هو آت من الشرق إيجابي وكل ما هو آت من الغرب نقيضه, أتدري لماذا أيها الرئيس؟ ,لأن الغرب رمز الموت ,دليل الابادة, بريد العدم ,منبع أسلحة الدمار الشامل, مصدر القنبلة الذرية ,مولد فيروس الإيدز وجنون البقر ,منتج المثلية والتفسخ الأخلاقي ,ألم أصب في زعمي هذا أيها الرئيس ؟, بلا قد أصبت والله.

أيها الرئيس نحن عرب عفوا, نحن أمازيغ عفوا, نحن مغاربة من المغرب الأقصى وفقط, لابد أنك قد درست تاريخ دولتك ,وعرفت أن المغرب كان سباقا الى الاعتراف باستقلالها, فلتكن حسنته هاته سببا في إكرام وفادتنا, أنت تعرف أن أمك وأمنا واحدة إنها افريقيا ,الفرق الوحيد هو أن أصولك من وسطها ونحن من شمالها أي ليس هناك فرق في الأصل.

أيها الرئيس من هؤلاء الضيوف الذين هم في حضرتك ؟ : أليس الجالس هناك في طرف المائدة رئيس وزراء القردة والخنازير, وذلك دب سيبيريا ,والأخر هناك تنين الصين ,وذاك رئيس فرنسا وتلك مستشارة ألمانيا, وذاك المنزوي هناك رئيس وزراء دولة – ظل وخيال أمريكا- بريطانيا العظمى.. .ياويلي من هذا ؟ أليس رئيس إيران ,ماذا يفعل هذا الأحمق في مجلس كهذا, وما طبيعة الكعكة الموضوعة على المائدة ؟ ,أظنها مسكوتة مغربية ,لكن هذه المسكوتة لا تشبه أبدا مسكوتة المغاربة ,مسكوتة المغاربة جميلة المنظر ,حلوة المذاق ,مرسوم بداخلها قلب يوحي بالأمن والأمان, دائرة الشكل, صفراء اللون, أما هاته فهي مستطيلة الشكل ,حمراء اللون, بداخلها خرائط مبعثرة متداخلة فيما بينها ,مرسوم فوق رقعتها شعوب مقطوعة أطرافهم ,مقفلة أفواههم, شاردة أدهانهم .

أتدرون من بيده السكين ؟ أتدرون من سيقوم بتقطيع الكعكة ؟ إنها بيد رئيس وزراء القردة والخنازير, إنه هو من سيمزق الكعكة, إنه الآن يتلذذ بمنظر الدماء السائلة والتي ستسيل في المستقبل, أيها الخنزير إياك أن تلمس بيدك النجسة خريطة بلادي, إياك ثم إياك, أتريد أن أذكرك بمن هم سكانها ؟, إنهم حفدة يوسف ابن تاشفين , طارق أبن زياد, مولاي علي الشريف, أبو بكر اللمثوني ,عبدالله ابن ياسين ,الشيخ ماء العينين, أحمد الهيبة, المنصور الذهبي ,محمد الخامس ,الحسن الثاني , وهم اليوم في أتم الاستعداد للذود عن حياضها خلف قائدهم وملكهم محمد السادس, فالحذر الحذر.

أيها الرئيس الأسمر ألم تقرأ رواية ” كوكب القردة ” ؟ ألم تعلم أنهم في الرواية قد أحتلوا الأرض و أبادوا سكانها ,فإذن لماذا تركهم أجدادك يتكاثرون ويتناسلون دون التحذير من خطرهم الفتاك ؟ لماذا سمحوا لهم باحتلال أمريكا وتحويلها الى محافظة خنزيرية أو قردوية  في أقصى الغرب تابعة لدولتهم في الشرق الأوسط ؟ , فلنكن صرحاء أليسوا هم من يحكم أمريكا فعليا ؟ , بل أليسوا هم من زكوك حتى أصبحت رئيسا للدولة العملاقة ؟, بل لابد أنك قد ذهبت الى منظمتهم الإباك قبل التنصيب لتقبل الأيد والأرجل حتى تقبل رئيسا أسودا في دولة أساسها اضطهاد السود وليس مارتن لوتر كينك عنك ببعيد.

إنك ترمقني بعينين محمرتين أيها الذاهل المختبل و يا رئيس وزراء القردة والخنازير أتريد أن تقول شيئا ؟..آه لقد تفطنت, تريد أن تقول أن خاصرة بلادي مجروحة, وأنكم بإمكانكم الضغط على هذا الجرح كلما سنحت لكم الفرصة الى ذلك, لا وألف لا بلادي كلها عفيفة ولم تزني قط, أما ذلك الذي في أذهانكم ليس إلا طيش الشباب وبعد أن يصل هذا الشباب الكهولة سيرجع الى رشده وسيندمل ذاك الجرح…

تعليق 1
  1. كريم يقول

    تأملات في القضية العربية ن في الواقع الاليم الذي نعيشه ، ننام به ومعه نصبح على صيحاته أو صرخاته المزلزلة كدوي انفجار . جميل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.