العطش وعدم الإِهتمام سبَّبَ كارثة بيئية بواحة أولاد إدريس بامحاميد الغزلان
انتقلت زاكورة بريس الى المنطقة السقوية لأولاد إدريس بواحة امحاميد الغزلان يوم 25 مارس 2016 . المنطقة خارجة عن الطريق الوطنية رقم 9 بحوالي 400 متر فقط . هذه المنطقة التي كانت مزدهرة وخضراء بنخيلها ومزارعها ، تنتج التمور والحبوب والفصة ( البرسيم ) بوفرة كبيرة الى اواخر القرن الماضي تحولت إلى ارض قاحلة تكسوها كثبان الرمال بعد أن مات نخيلها وتحول إلى أعجاز خاوية بعضها لازال واقفا بلا روح والبعض الأخر ممدد على الأرض تغطيه او تكاد الكثبان الرملية الزاحفة ، والباقي تحول الى وقود لتسخين الحمامات العمومية وأفران طهي الخبز . ماتت اكثر من 10000 نخلة مثمرة ومثلها في طريق الهلاك ، وتحول أكثر من 300 هكتار الى اراضي قاحلة تكسوها الرمال المتموجة التي تزحف باستمرار على كل بقعة خالية من صديقة البيئة ( النخلة ) التي قضى عليها العطش والإهمال البشري ، يتساءل الفلاحون عن دور مصلحة الري العصري التي لا اثر لتقاريرها التشخيصية او لتدخل منها كيفما كان نوعه للحد من هذه الكارثة البيئية التي هجرت حوالي نصف سكان المنطقة بعد فقدانهم لوسائل عيشهم من تمور وحبوب وكلاء وهي الدخل الرئيسي والسبب الوحيد لاستقرارهم داخل هذه الواحة منذ قرون
استمر فلاحو المنطقة السقوية لأولاد إدريس في المطالبة بتدخل الجهات الفلاحية المسئولة وخصوصا منها مصلحة الري العصري منذ أواخر القرن الماضي . وبعد انجاز الدراسة للساقية التقليدية سنة 2008 وتدخل الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان ومولت هذا المشروع لانقاد ما تبقى من الواحة المدمرة ، تفاجأ أصحاب الواحة المتضررون بسعي إحدى الجهات إلى تحويل المشروع الذي أنجز منه 95 % يقول الفلاحون إلى شبكة ألري العصري . ويتساءلون : كيف يتم تحويل هذه الساقية التقليدية التي لا تجري المياه فيها إلا أثناء فيضان وادي درعة الذي لا يحدث إلا خلال فترات زمنية طويلة تصل الى عامين او ثلاث .
واحة اولاد ادريس التابعة لسد المنصور الذهبي بورزازات ، أصابها من الدمار والهلاك والتصحر ، ليس بفترات الجفاف ، كما يظن البعض بل بالعطش ونقصان حصتها من مياه الري العصري ، اصابها ما لم يتوقعه كل إنسان يحب طبيعة الواحات وجمالها وبيئتها التي جعلت الفلاح الدرعي يتشبث بالعيش داخلها منذ قرون طويلة ، إنها واحة تموت تحت أنظار الفلاح المسكين الذي لا يملك الوسيلة لإنقاذها وفي غياب تام للمسئولين والمهتمين الذين تركوها تدمر منذ ما يفوق 35 سنة يصرح السيد أحمد الوهاب وأردف يقول ان مسئولي الفلاحة لم يزوروا المنطقة المنكوبة ليطلعوا على هذه الكارثة البيئية بجميع أبعادها ، وهو يلح على طلب إيفاد لجنة للتحقق كما سبق للفلاحين تقدموا بنفس الطلب كتابة إلى عدة جهات مهتمة .