المدرسة المغربية ورهان الاستقامة
لعل من ابرز التحديات التي تواجه المنظومة التربوية المغربية و العالمية والتي تتسم بدرجة كبيرة من الأهمية هو مبدأ الاستقامة .
هذا الخلق العظيم الذي أرهق الآباء و الأمهات , أرهق الداخل والخارج حتى اعتبره البعض فعل صعب المنال “مؤرق” ,” شاد” , “عنيد ” و على إثره بدأنا نسمع خطابات من نوع أخر مع أبنائنا “كاد الصف الجني” “تبع الدرس الحمار” و إلى غير ذلك من العبارات التي غزتنا دون أن نقوم بمعالجة أنفسنا و تحصينها و رصد الفيروسات الخارجية لدى الأخر (المتعلم)
* لقد أكد الميثاق الوطني للتربية و التكوين على هذا المبدأ الكوني حتى أدرجه ضمن المرتكزات الثابتة “المواطن المتصف بالاستقامة و الصلاح …” و في قول الشاعر (احمد شوقي)
أنما الأمم الأخلاق ما بقيت إن هم ذهبت أخلاقهم هم ذهبوا
*الاعتراف إذن بان خلق الاستقامة لا يشترى بالذهب ولا الفضة بقدر ما هو خلق مكتسب خلال مراحل العمر كلها. من هنا يجب علينا أن نقوم بقراءة تحليلية و متبصرة لفك رموز هذا اللغز:
أولا: الاستقامة تهم روح الانسان لا مظهره الخارجي.
ثانيا: الاستقامة , بذرة تغرس وتنضج في السنوات الأولى.
ثالثا: الاستقامة لن تتأتى بحلاوتها الا بمعرفة المخلوق لخالقه.
من خلال هذه النقط الثلاثة لا بد من اجراء مقارنة بسيطة بين الطفل(الانسان) و الحاسوب(الالة):
الحاسوب : آلة معلوماتية لها ذاكرة قوية , لكنها سريعة الاتلاف نتيجة غزو فيروسات خارجية. تقاومها التي رصدت لهذا الغرض.“Antivirus”عن طريق عدة برامج المسماة ب
الطفل : آلة بشرية (عقل , روح , جسد) مفكر, مبدع لكنه أيضا يتلف نظر لدرجة المناعة النفسية
والحركية والبدنية والعاطفية و الروحية التي
Antivirusيمتلكها. اللتي تضمن حيويته و رجاحة عقله لذالك هو الاخر يغيب عنه
ليس المعلوماتي و انما الفطري و المتمثل أساسا في تزويده منذ نعومة أظافره بالأخلاق الحميدة و الفاضلة و التشبع بقيم الدين السمحة معرفة و سلوكا بعيدا عن كل غلو.
هذا هو الطريق نحو الاستقامة في نظري و للمتدخلين و القراء الكرامين واسع النظر.
عبد اللطيف المهراوي
merciiiiiiiiiiii