المدرسة المغربية ورهان الاستقامة

1 552

لعل من ابرز التحديات التي تواجه المنظومة التربوية المغربية و العالمية والتي تتسم بدرجة كبيرة من الأهمية هو مبدأ الاستقامة .

هذا الخلق العظيم الذي أرهق الآباء و الأمهات , أرهق الداخل والخارج حتى اعتبره البعض فعل صعب المنال “مؤرق” ,” شاد” , “عنيد ” و على إثره بدأنا نسمع خطابات من نوع أخر مع أبنائنا “كاد الصف الجني” “تبع الدرس الحمار” و إلى غير ذلك من العبارات التي غزتنا دون أن نقوم بمعالجة أنفسنا و تحصينها و رصد الفيروسات الخارجية لدى الأخر (المتعلم)  

* لقد أكد الميثاق الوطني للتربية و التكوين على هذا المبدأ الكوني حتى أدرجه ضمن المرتكزات الثابتة “المواطن المتصف بالاستقامة و الصلاح …” و في قول الشاعر (احمد شوقي)

أنما الأمم الأخلاق ما بقيت       إن هم ذهبت أخلاقهم هم ذهبوا

*الاعتراف إذن بان خلق الاستقامة لا يشترى بالذهب  ولا الفضة بقدر ما هو خلق مكتسب خلال مراحل العمر كلها. من هنا يجب علينا أن نقوم بقراءة تحليلية و متبصرة لفك رموز هذا اللغز:

أولا:               الاستقامة تهم روح الانسان لا مظهره الخارجي.

ثانيا:              الاستقامة , بذرة تغرس وتنضج في السنوات الأولى.

ثالثا:              الاستقامة لن تتأتى بحلاوتها الا بمعرفة المخلوق لخالقه.

من خلال هذه النقط الثلاثة لا بد من اجراء مقارنة بسيطة بين الطفل(الانسان) و الحاسوب(الالة):

الحاسوب : آلة معلوماتية لها ذاكرة قوية , لكنها سريعة الاتلاف نتيجة غزو فيروسات خارجية. تقاومها  التي رصدت لهذا الغرض.“Antivirus”عن طريق عدة برامج المسماة ب

الطفل : آلة بشرية (عقل , روح , جسد) مفكر, مبدع لكنه أيضا يتلف نظر لدرجة المناعة النفسية

والحركية والبدنية والعاطفية و الروحية التي    

              Antivirusيمتلكها. اللتي تضمن حيويته و رجاحة عقله لذالك هو الاخر يغيب عنه     

 ليس المعلوماتي و انما الفطري و المتمثل أساسا في تزويده منذ نعومة أظافره بالأخلاق الحميدة و الفاضلة و التشبع بقيم الدين السمحة  معرفة و سلوكا بعيدا عن كل غلو.

هذا هو الطريق نحو الاستقامة في نظري و للمتدخلين  و القراء الكرامين واسع النظر.     

 عبد اللطيف المهراوي

تعليق 1
  1. zagori يقول

    merciiiiiiiiiiii

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.