إفتتاح دروس الوعظ والإرشاد بزاكورة
شهدت رحاب المسجد المحمدي العتيق بزاكورة يوم الأربعاء ثاني رمضان الأبرك لعام 1437 إلقاء الدرس الافتتاحي لدروس الوعظ و الإرشاد التي ينظمها المجلس العلمي المحلي بزاكورة في العديد من المساجد بالإقليم طيلة هذا الشهر الفضيل. وقد أوكلت مهمة إلقاء هذا الدرس إلى الأستاذ صلاح الدين الجوهري المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية، و كان بعنوان:
(الصيام من الفريضة التعبدية إلى الوضيفة التربوية.)
تقديم الدرس كان من طرف السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بزاكورة. و قد هنأ جموع المسلمين بمطلع الشهر الفضيل، و دعا الله أن يعيده على هذه البلاد قادة و شعبا و أرضا باليمن والبركات،وبالطمأنينة و الاستقرار،و بالصحة و العافية و المعافاة في الدين و الدنيا و الآخرة.بعد ذلك استعرض نصوصا مؤطرة:
ـ قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات.
ـ حديث رواه سلمان الفارسي رضي الله عنه يتعلق بخطبة رسول الله (ص) في آخر يوم من شعبان. و يتعلق بفريضة الصيام وفضل رمضان…الخ.
ـ في الأثر منسوبا إلى النبي (ص) قال: أتاكم رمضان شهر بركة، فيه خير يغشاكم الله فيه،فتنزل الرحمة، و تحط الخطايا: و يستجاب الدعاء…فأروا الله من أنفسكم خيرا. فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز و جل.. و بين أن كل العبادات أفعال، و الصوم ترك. و هو ما يستوجب الصبر و التحمل والاحتساب، خاصة في زمن القيض. فلا غرابة أن يرد في الحديث القدسي قول الحق سبحانه: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي, و أنا أجزي به….
بعد ذلك بين أن النصوص التنظيمية أناطت بالمجالس العلمية تنظيم دروس للوعظ و الارشاد في المساجد طيلة الشهر الفضيل، مما يغطيه العدد المتوفر لدى المجلس العلمي من الوعاظ و المتعاونين معهم ليكون الشهر مناسبة لترقية الروح و تغذية العقل … وقدم الأستاذ و الموضوع معلنا افتتاح الدروس الرمضانية.
السيد المندوب استهل بتهنئة الحضور بدخول شهر الصيام و القيام، و استعرض نصوصا أوجبت الصيام، و حثت عليه، و بينت فضله و خيريته في كل الظروف. و انطلق من مقولة أن الحق سبحانه لا تنفعه طاعة و لا تضره معصية. و بالتالي، ففرض العبادات كان لغايات أخر هي تربية الفرد و الرقي بروحه لبناء مجتمع متماسك تسوده القيم و الأخلاق الاسلامية الرفيعة.
بعد ذلك وقف عند العبادات المؤطرة للحياة البشرية، و بين أنها وسائل ودرجات للترقي: فالصلاة تتجاوز الشعيرة إلى نهي المسلمين عن الفحشاء و المنكر،و الزكاة تتجاوز المنح و العطاء إلى التطهيرو التزكية،و الحج طاعة لله بزيارة بيته والانخراط في النظام الكوني بضوابطه و في جماعة المسلمين الطائفين و العاكفين و الركع السجود. أما الصيام،فيرتفع بالإنسان من درجة العبودية لله، و هي في حد ذاتها سمو، إلى درجات التربية و الرقي الروحي بما يكسبه من صفات تربوية سامية تضمن التعايش الآمن والتساكن اللذين يجعلان المجتمع المسلم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى. و ختم عرضه بصالح الدعاء لهذه البلاد و قادتها بالحفظ و الصون، و الطمأنينة والاستقرار.
يبقى أن نضيف أن المجلس العلمي وضع برنامجا للوعظ والارشاد خاصا برمضان المبارك، وساهم فيه:
ـ أعضاء المجلس العلمي بحصص أسبوعية أربعة فما فوق يتنقلون فيها بين المساجد.
ـ الوعاظ القارون، ويقدمون ثلاث حصص أسبوعية في مساجدهم على اعتبار أنهم مكلفون أيضا بالتشفيع طيلة الشهر.
ـ الوعاظ المتجولون، و قد تبلغ حصص بعضهم الخمسة أسبوعيا، و يتنقلون بها من مسجد إلى آخر.
ـ الأئمة المرشدون، بحصتين اسبوعيا في مساجد اختاروها بأنفسهم في جماعاتهم أو في غيرها.
ـ المتعاونون مع المجلس من الأساتذة و الفقهاء. و يبلغ عددهم عشرين متعاونا، منبثين في مختلف جماعات الإقليم.
ـ إما النساء فقد وضعن برنامجا مشابها يتجولن به بين المساجد لتقديم دروس للتوعية و التثقيف الديني، استجابة لرغبات النساء اللواتي زار بعضهن المجلس، و قدمن طلبا بهذا الخصوص.