“كوجه العذراء” نص شعري لابنة زاكورة فدوى الزياني
و الآن .. عليكُم لعنةُ الحُب
و لتموتوا كفَراشِ القصائِد متعانقِين
سأطلقِ سراحَ الأسماكِ الملوّنة
التي خبأهَا نهرُ قريَتِنا
قبل رحيلِه في صدرِي
ساخبرُ قبرَ أمّي كُلّ الأسرارِ الصغيرة و المريرَة
سأخبرُها أني كنت أمًا قبل أن تلدني ،
و أني كنت ُ أقيم علاقة شرعيّة مع حبلنَا السري
و في غفلة منها
كنتُ ألقمُ الحملان اللاهية في دمِها
حلمَة إصبعي الصغير
لَم يكن لدي جسَد
لا ظلّ أظلل به صِغاري
و لا صغار أظللهُم ،
لكني كنتُ أماًّ بما يكفِي
لمعرفَة الفرقِ بين طعم الحليب و دمعتهَا المالِحة
سأسأل أبي عن فراغِ جدارِية أحفادِه من وجُوه أطفالي ،
ساسألهُ بلؤم عن رأيه في قصائدي
و سأخبرُه بتفاصيل كثيرة
عن أسوَء خيانات ِ البشر و أني كرهتهُ كثيرا بقلبِ امرأة
و سامحتُه كثيرًا بقلبِ أمي
وكرهتُه مرة رابعَة و خامسة و عاشرَة بقلب طفلَة
وفي كل مرة أحبهُ و أسامحهُ بقلب أمي
و لا أسامحُني…ِ
لن أخبر أخي أني تعِبة ، تِعبة جدا وخائفَة
كسنونواتِ الخريف
أن حزني أبيضٌ أبيضُ
أكثر َ من شعرِه الذي أحب
لكن سأخبره
حين يضمّني يغادرُني الحزن كقطيعِ غيمات تهشّها عصَى الريح …
سأرسل رسالَة قصيرة لأختي التي لا تقرأ أخبرُها :
اليوم حين تعانقنَا و بكينَا طويلاً عانقنِي الله أيضا
وكان يبتسِم …
و سأخبرُ الموت أني لست ٌ جاهزة بعد
و أني بحاجة لعدالة شعريّة تمنحنِي كلمةً مناسِبة
كلمةً واحدة يا الله
أقولها لحبيبِي كلما ربّتت أصابعه الحزينة
على ظليّ المنكسِر
كلمةً مُلحّة
تدخُل قفَص صدره كنقّار خشَب
و تخرجُ من عينيهِ عائدَة إلي
ضحكة حساسينَ مغردَة
مُرعب جدا أن أحبك في عالَمٍ يؤمنُ بالصمت
أعلمُ أنني سأمُوت في غُرفة بنوَافذَ زرقَاء
تطل على وجهِ الأطلسِي
و هذا الجسد الصغير سيعَانقُ سرِيرا بعوامِيدَ نحَاسيّة
في رغبة شبقيّة أخيرة
سيكون حولِي أربعُون حفِيدا يسرقُون الحلَوى بينَ أسنانِي الوديعَة …
و سأمُوت ..
سأمُوت كوجهِ العذراء
قلبِي حزِين و روحِي.
للاستماع للنص الشعري اضغط على الرابط اسفله: