أوقفوا الحرب، أوقفوا الحصار، أوقفوا القصف، اوقفوا الدمار ضد التعليم

1 557

نحن أمة أنعمنا الله بالإسلام وبخير البشر انه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نسمي أنفسنا أمة “اقرأ” ما أجمل هذا الفعل الذي اول ما نزل على رسولنا الكريم. لكن رغم وضوح معنى هذه الكلمة ولحسن الحظ لم يكن فيها خلاف بين علماء الأمة الا اننا في المغرب الحبيب بعيدين جدا عن العلم والتعلم بل ونحاربه بشتى الوسائل، نحن في حرب ضد التعليم هذا هو الواقع خصوصا في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الأخيرة. فبعد ان اصبح المعلم والأستاذ موضوع النكت والسخرية في المجتمع بمساعدة اعلامنا الرفيع الذي ينافس اعلام الغرب في قلة الحياء وليس في الجودة، جاء دور المسؤولين ايضا لتنفيذ مهمتهم في هذه الحرب ،بداية بالسيدين رئيس الحكومة المحترم وصديقه سي الوفا الوزير المهرج الذي كان آنذاك يقود وزارة التربية الوطنية فكانت الضربة قاضية حين اوقفوا الإخوان الترقية بالشهادة وكأنهم يقولون وبلغة واضحة لا تقرؤوا، والغريب في الأمر ان هذا القرار لم يشمل سوى فوجين هم فوج 2011 و 2012 هذين الفوجين لم يكونا سوى اولاد الشعب الذين حصلوا على شهاداتهم العليا بشق الأنفس في الجامعات المغربية وانتم تعرفون معنى ان تحصل على إجازة او ماستر في الجامعة المغربية. ولكي تقمع هذه الفئة تم تعنيفهم وحتى وصل بهم الأمر الى المجالس التأديبية وأكثر من ذلك. الضربة الثانية الموجهة لأسرة التعليم كانت قرارا انفراديا من رئيس حكومتنا المحترم الذي سبق له ان عمل في القطاع فخان اسرة التعليم وجميع موظفي القطاع العام بالاقتطاع من الأجور الهزيلة لهذه الطبقة ،فكان هذا بمثابة الحصار الذي يسبق الموت، وبالطبع لم يمر الكثير من الوقت حتى سمعنا ان متابعة الدراسة او حتى التسجيل في اي كلية كيفما كانت اصبح في خبر كان وبالتالي فالمقصود واضح “الكلخ لكم يا اولاد الشعب لا نريد منكم لا علم لا تربية، نريدكم هكذا ونريدكم ان تلقنوا تلامذتكم ما نفتيه في القرارات وما نروج اليه في قنواتنا). بعد ذلك لم يتبقى لهم الا تشويه صورة المربي حتى يصبح في أسفل سافلين فروجوا له ولا تخلوا اي نشرة اخبارية من قنواتنا الا وهي تأتي بخبر اغتصاب من طرف استاذ او معلم (للإشارة فجل هذه الأخبار زائفة). نعم ان اسرة التعليم الآن في اسفل السافلين لكن الطلبة الأساتذة لا زالوا شباب طموح وبإمكانهم تغير هذه الصورة النمطية خاصة هذا الفوج الذي يضم اكثر من 10000 أستاذ، لذلك فكان لابد ان ينصب لهم كمين لكبح طموحاتهم وحيويتهم، فكانت رصاصة هي دريعة اصلاح وجودة التعليم حسب رئيس حكومتنا الموقر بإصداره للمرسومين من اجل جودة التعليم كما قال، اما بحسب العلماء والباحثين وعلماء التربية ففشلوا في ايجاد علاقة بين جودة التعليم وخفض المنحة الى -50%،القرار الثاني في نفس السياق اي جودة التعليم حسب الرئيس الموقر نعم هذا المرسوم يقضي بإسقاط 3000 طالب وكأن الدبلوم والانتقاء الاولي والامتحان الكتابي والشفوي والتكوين وامتحان التخرج ليسوا سوى عراقيل. نعم انهم يصلحون التعليم (هدف المرسومين اقتصادي محض، وإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي).

اذن كل هذه القرارات مميتة، لكنهم لم يقفوا عند هذا الحد بل واصلوا وتمردوا في حربهم هذا بتعنيفهم لهؤلاء الطلبة والاقتطاع من منحتهم التي خفضوها الى أكثر من النصف، بل هناك من اصيب بشلل وهناك من فقد بصره لا لشيء سوى انهم يمارسون حقهم الدستوري “الإضراب”. (وهذا موضوع آخر طويل). نعم هذه كلها خسائر تكبدتها اسرة التعليم في هذه الحرب غير المتكافئة، والغريب في الأمر ان النقابات التي كان من المفروض ان تقف بجانب من تمثل اصبحت بين عشية وضحاها في الجانب الآخر بل وتدافع عن قراراتهم وكأنها محامي للوزارة، وتستمر المهزلة في الآونة الأخيرة ليعلنوها مباشرة “خوصصة التعليم”، ولأن المصائب إذا حلت بقوم تأتي مرة واحدة. فلم يجدوا اي نقطة اخرى سوى ذلك الأجر الهزيل الذي يتقاضاه الأستاذ ليصلحوا به ما أفسده اصحاب الأجور السمينة من وزراء، برلمانيين، مديرو الشركات العمومية، وقريبا رؤساء الجهات. في صناديق التقاعد وتم التصويت برفع سن التقاعد الى 63 سنة وهذه فضيحة اخرى التفصيل فيها سيأخذ منا حيزا كبيرا من الوقت، نعم انها فضيحة ما قبل نهاية السنة وكنت اتمنى ان ينتهي هذا  الموسم الدراسي عند هذه الفضيحة بعدما خذلتنا النقابات والاحزاب كنت اتمنى ان تخرج اسرة التعليم على الأقل بهذه الخسائر، لكن للأسف وفي وقت وجيز تكبدنا خسائر اخرى وتلقينا ضربات موجعة وقاتلة بدون مدافع ولا محامي ولا حتى من يقول اللهم ان هذا منكر، جاءت الأولى في التقسيم الجهوي الجديد حيث لم تعطى ولو فرصة للأستاذ وحتى التشاور معه وكل القرارات في الإدارة المركزية نعم بعدما سمحو لموظفي النيابات والأكاديميات بالانتقال حسب التقسيم الجهوي السابق، وجد الأستاذ نفسه امام برنام محدث وبالتقسيم الجهوي الجديد ونظرا لضيق الوقت وفترة الامتحانات لم يكن خيار آخر عند الأستاذ سوى الرضوخ لهذا القرار الظالم والمجحف في حقه خاصة في ظل نوم النقابات، بعد ذلك انتظر الأستاذ المسكين صدور مذكرة الحركة الانتقالية الجهوية لعلها تكون مفتاح خير، اي بالسماح له بالمشاركة في الحركة الانتقالية حسب التقسيم الجهوي القديم، لكن دون جدوى فتم الإفراج عن الحركة الجهوية وبنفس التقسيم (التقسيم الجهوي الجديد) ولم نسمع نقابة ولا تنسيقية ولا حزب ولا أستاذ تكلم في الموضوع ودافع عن حقه الشرعي، آنذاك علمت انهم قتلوا اسرة التعليم آنذاك صليت صلاة الجنازة على النقابات. حين تمرر مثل هذه القرارات ولم نخرج حتى ببيان تنديدي. ثم اتت

نتائج الحركة الانتقالية الوطنية ولم تتجاوز16 %  (7%في التعليم الابتدائي) لتستمر معانات أساتذة قضوا عشرات السنين في اكواخ مؤدى عنها (تقتطع من اجورهم) بلا ماء ولا كهرباء. قرار آخر سيسيل الكثير من المداد، إنه محاربة الاسلام في زمن يحكم فيه المسلمون بعد خفض ساعات التربية الإسلامية في التعليم جاء الدور لاستبدال اسمها الى التربية الدينية وبعدها قمنا بحذف سور كسورة الفتح من هذا الكتاب الذي لا علاقة له اصلا بالتربية الاسلامية وعما قريب اتوقع ان تمحى سورة الفتح وغيرها من المصحف لأنها تحرض على الجهاد، ولا حول ولا قوة الا بالله،

مهزلة اخرى في هذه المعركة ضد التعليم ورجالها (ذكور، إناث) هي المتعلقة بتوقيع محضر الخروج، فلا يمكن لعقل انسان عادي ان يستوعب هذا. أستاذ من طنجة مطالب بالحضور في زاكورة لا لشيء سوى توقيع محضر الخروج (تخربيشة)، ان تسافر مئات بل آلاف الكلومترات من أجل إمضاء. لو صدر هذا القرار من وزارة السياحة او وزارة النقل والتجهيز لقلنا ان هدفه هو اقتصادي، أما من وزارة التربية الوطنية، وزارة تدعي انها رقمية ومواكبة للتكنولوجيا الحديثة وعاجزة عن إيجاد حل رقمي لهذه المهزلة، فلا يمكن تصنيفه سوى نوع آخر من الأسلحة في هذا الحرب لضرب جيب وراحة الأستاذ حتى في رمضان والعواشر والعطلة…

نعم نحن في حرب طاحنة ضد التعليم، حرب مازالت مستمرة، في بلد يدعي انه اسلامي بلد يصنف نفسه من “أمة اقرأ” كما ذكرت سابقا، بلد يحكمه حزب إسلامي. أما هناك عندهم في الضفة الأخرى (في بلاد الكفار كما يقولون). فعرفوا ان مفتاح كل شيء هو التعليم، وللارتقاء بالتعليم لابد من إعطاء قيمة للمعلم، نعم انهم يمجدون المعلم وهذا سر نجاحهم، انظر لما قالته قائدة المانيا القوة الاقتصادية، السياسية، الرياضية (كل شيء) …في العالم، “لن تتقاعس المانيا عن الإنفاق على التعليم او الاهتمام بالمعلمين مهما كانت التحديات فمدارسنا وجامعاتنا هما ثروة الوطن الحقيقية، وأساس قوته وطريقه الى المستقبل” تقول انكيلا ميركل، عكس ما يقوله المغاربة “حان الوقت لكي ترفع الدولة نهائيا يدها عن التعليم”، “التعليم قطاع غير منتج”. اما هناك في كوكب اليابان فشاهدت في أحد البرامج التلفزيونية شيء غريب، في آخر السنة يتقدم التلاميذ الى غسل أرجل اساتذتهم تواضعا لهم، عكس ما يقع في بلدنا الحبيب (تلميذ ضرب أستاذ، تلميذ تهجم على أستاذ، تلميذ كسر سيارة استاذ…) حقا عرفوا قيمة التعليم فمجدوه، انه سر تقدمهم هناك في أرخبيل تضرب فيه مئات الزلازل يوميا. اما نحن فللآسف، الحرب ضد هذا القطاع لازالت مستمرة …

تعليق 1
  1. moh يقول

    هناك اساتذة يا اخي الكريم يحصلون على الشواهد على ظهر اولاد الشعب وهذا واقع بل ويصرحون به
    دور الاستاذ محوري في التعليم وغذا كان الاستاذ يريد الارتقاء والترقية فلتفتح له اختصاصات في علوم التربية وفلسفتها وديداكتيك تدريس المواد ,

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.