أكدز التهميش وسوء التدبير إلى متى ؟

0 445

هي من أجمل بلاد الله على جميع الأصعدة ، وإن كانت تنسب قسرا للمغرب “غير النافع “.. طالها التهميش منذ زمن و لا يزال.. يزورها آلاف السياح سنويا ..تقع على الطريق الوطنية رقم 9 . و بالضبط بين مدينتي ورززات وزاكورة ، جل شبابها و زبدته مهاجرون داخل وخارج الوطن… يعرفها الكثيرون  باسم سجنها الذي “ذاع صيته ” إبان عمل لجنة “الإنصاف والمصالحة ” سجن لم يعرفه كثير من أهلها بل لم يسمعوا عنه إلا بعد جلسات الاستماع لبعض ضحاياه و التي نظمتها اللجنة وبثتها ” الاتم “مباشرة حينئذ ، سجن سود طلعتها الأولى على المغاربة و العالم … إنها أكــــدز… من زارها قبل عقدين أو أكثر  ويزورها اليوم وخاصة مركزها لا يكاد يلمس تغييرات جوهرية ، اللهم توسع بناياتها غربا وشمالا، واجتثاث ذلك القوس التاريخي الذي كان يستقبل زوارها القادمين من جهة الغرب بالأحضان (الصورة)،و اقتلاع نباتات وشجيرات تلك البقيعة الخضراء ” الجَّرْدَا ” الوحيدة في قلبها و تبليطها لتصبح  ساحة جرداء إلا من مصابيح سرعان ما أتلفت ، و نخيلات غرست بها إبان الاستعداد لزيارة ملكية سابقة ، ورفضت النمو في أٍرض لم تنشأ بها  ،… وقد يستدل معترض ب ” منجزات ”  من قبيل  السوق المغطى  والمسبح اللذين انتهت الأشغال بهما منذ سنوات دون أن  يفتحا أبوابهما في وجه أهلها  اللهم رواد مقاهي واجهتيهما  … قد يسرد مبررات كثيرة لظاهرة البنايات المغلقة هذه ، لكنها مهما كانت موضوعية ،  تطرح بإلحاح سؤال دراسة حاجيات السكان الملحة وأولوياتهم ، و التخطيط لكل مشروع ودراسة إمكانية نجاحه ، والمعيقات المحتملة  قبل إنجازه .. فهل لأكدز من  الأراضي و من الأموال والإمكانيات  ما يؤهلها لإنجاز مشاريع ، وحده الله يعلم من سيستفيد منها ومتى ؟ تترك للزمن والمناخ الحار لينال منها.فتستلزم ميزانية جديدة للترميم قبل الافتتاح..أم أنها التنمية المستدامة بمفهوم المصالح الضيقة  والسياسة الجوفاء والتنمية المناسباتية؟!!
    و يبدو أنه وبعد أن تخلصت بعض البنايات من لعنة الغلق فإن الظاهرة تأبى الانقراض،فقبيل   زيارة جلالة الملك لأكدز بعد زاكورة خلال شهر دجنبر سنة 2007 ، تحدث الناس عن وضع الحجر الأساس لمشروع اجتماعي تضاربت الآراء حول طبيعته ، وتمنى عدد من فعاليات المدينة أن يكون أي شيء إلا مركز إيواء المختلين عقليا خشية أن تتحول أكدز إلى ” برشيد ” ثانية تسود ما  ابيض من رداء سمعتها الذي لطخه السجن المنسوب إليها  دون أن تكون  لها فيه يد ، و وصل الأمر حينئذ بالمكتوين بنار التنقل إلى مستشفى سيدي احساين بورززات أو الدراق بزاكورة لعلاج أبسط الأمراض أو لإجراء عمليات جراحية  ، إلى حد الحلم بوضع الحجر الأساس لبناء مستشفى في مستوى ساكنة المدينة أو دار للأمومة على الأقل، تخفف معاناة النساء الحوامل و أهاليهن،أو مركب ثقافي يحتضن شباب اكدزأو..أو..أو… لكن شيئا من ذلك لم يحصل بعد إلغاء الزيارة  في اللحظات الأخيرة ،و انتظر الجميع انتهاء أشغال تشييد البناية لتصبح ” مركز تكوين النساء و الفتيات في وضعية صعبة ” ؟؟؟ بناية في منتهى الروعة معماريا لكن لعنة الغلق امتدت إليها كذلك بعد انتهاء الاشغال قبل أن يفوض تسييرها مؤخرا لجمعية محلية لتشتغل ك ” نادي نسوي “…؟؟؟؟
  محنة أكذز لا تنتهي عند البنايات المغلقة إذ يعاني وسط المدينة من اهتراء البنية التحتية فكل عابر لشارع محمد الخامس الممتد من مدخل إلى مخرج المدينة سيلحظ ما به حفر كثيرة ،أما من يطول به المقام ليزور بعض أحيائها  فبين الفينة والأخرى ستزكم أنفه  روائح ” حفر الواد الحار ” بل ويشتكي السكان المحاذون لواد تانسيفت من الروائح الكريهة باستمرار ، و ذلك  لافتقار أغلب أحياء المدينة لشبكة حديثة للتطهير الصحي …

      إن الواقع الحالي لمدينة أكدز و اقع مر لن يخفف مرارته غير التفاتة حقيقية من الدولة لهذه المدينة التي عانت الكثير ، من قبيل مستشفى كبير  و مشاريع تنموية حقيقية تنتشل شبابها من العطالة و خيار الهجرة و تعود بالنفع العميم على أهلها,,,,
  في انتظار ذلك لك الله يا أكدز الحبيبة
http://www.sadakissane.blogspot.com

ذ. محمد أيت دمنات – أكدز – زاكورة‎

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.