في ضرورة الفصل بين الجوانب السياسية والاجتماعية في علاقاتنا الإنسانية

2 522

لماذا كلما أردنا أن نقترب من مرشحينا الذين قد خولنا لهم حق إدارة شؤوننا داخل المنطقة نراهم يخلقون مسافات بعيدة بيننا، أليس من حقنا الوقوف وقفة تأمل بكل رصانة من أجل تقييم أعمالهم؟ والمقصود من ذلك ليس النقد الهدام وفقط ولكن مغزانا هو ذلك النقد الإيجابي البناء الذي يعزز النقط الإيجابية ويزكيها ويعطي شارة إنذار للنقط السلبية منها.

إننا في حاجة ماسة لكي نميز ونفرق في علاقاتنا بينما هو سياسي وفي نفس الوقت علاقاتنا الاجتماعية لكي لا يقع خلط بينهما في تدبير الشؤون المحلية للبلاد، إن هذا الأمر يطرح أمامنا بإلحاح ضرورة مراجعة الذات الإنسانية وعلاقاتها بالأخر.

إن الهدف من طرح هذا الإشكال كوننا في الوقت الذي تتاح أمامنا فرص لكي نناقش مرشحينا ومنتخبينا الذين قد خولنا لهم حق إدارة شؤوننا؛ كلما نجد الحيطة والحدر واللامسوؤلية وغالبا ما نسقط في الخلط بين الأمور السياسية والاجتماعية منها. في هذا السياق كان لي موعد مع أحدهم حول موضوع الحصيلة والمنجزات التي تم تحقيقها خلال مدة توليه مسؤولية البلاد، انتفض صاخبا أمام وجهي معلنا عن بداية العداوة و الضغينة بيننا. أهكذا هو حال نخبنا المثقفة؟،

بما أن الدستور المغربي الذي “صادق” عليه الشعب سنة 2011م ينص على أحقية المجتمع المدني في تدبير وتتبع المعنيين بالشأن المحلي داخل الإقليم ( المشاريع)، فالجهوية الموسعة تعني مشاركة الجميع في إدارة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية… للجهة لأن الدستور يقر بالمقاربة التشاركية في اتخاذ القرار فهي منحت لرؤساء الجهات صلاحيات واسعة في مراقبة المهام التي يقوم بها رؤساء الجماعات المحلية التابعة للجهة، فالمجتمع المدني من حقه حضور أي جلسة يقوم بها المجلس الجماعي لتتبع الأشغال التي تقوم بها الجماعة. وبالتالي للنهوض بالمجتمع لابد أن يستوعب المسؤول عن إدارة الشأن المحلي وأن يعي تماما أن من حق أبناء المنطقة محاسبته والوقوف عند حصيلة المنجزات و صياغتهما على شاكلة التقريرين الأدبي والمالي.

إن المثقف هو ذلك الذي ينزل إلى شارع مجتمعه قصد التعرف على همومهم ومشاكلهم من أجل إيجاد عصا سحرية لمعالجتها، كما يعبر عن ذلك المفكر الإيطالي ـ الماركسي ـ أنطونيو غرامشي ” المثقف العضوي ” ليس المثقف ” المرشح” الذي نراه ليلا نهار فترة الحملة الانتخابية بشعاراته الزائفة وبرنامج الوهمي على مستوى الواقع والميدان وأثناء نجاحه لن نعد نراه إلا لماما أو عند متم محطة انتخابية جديدة، وكأننا كما جاء في مستهل رواية الروائي السوداني الطيب صالح ” موسم الهجرة إلى الشمال ” حيث افتتحها بـ “ّعدت يا أهلي ياسداتي بعد غياب طويل”.

2 تعليقات
  1. محمد يقول

    لقد آن الأوان ذ.عبدالواحد أن يطبق ما أشرت إليه. من حيث المبذا قد اجيد نفسي متفقا معك من كثرة سيلان المشاكل .لكن تجدني مضطرا لاخالفك رأيا في ابتعاد السياسي عن الاجتماعي .فالمثقف يجب أن يعالج الموقفين معا.لأن الفترة التي عايشها كرامتشي تحتاج فعلا للمثقف العضوي أما اليوم فالمثقف يجب أن يلم بالأوضاع كلها.لذا ادعوك تدخل غمار السياسي لتعالج الوضع الاجتماعي.ولقد سبق لي أن قرأت لك مقالا عن قبيلة بني صريح…..هذه اشكالية اترثها لتناقشها وليس رأي ملزم.

    1. عبد الواحد غنامي يقول

      شكرا لك أستاذي ولمرورك الطيب سنعمل بنصائحكم الجادة دمت متألقا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.