الجنوب الشرقي المغربي: تاكونيت زاكورة تدفع ضريبة الوفاء للوطن

4 1٬159

إن الجنوب الشرقي المغربي جهة وهمية لا وجود لها في التقطيع الإداري. وعلى الرغم من ذلك( بحد تعبير العديد من الفاعلين الجمعويين-“لحسن أيت لفقيه” المقالات المنشورة 171-)  بدأ التحضر لحضورها في النقاش لدى المجتمع المدني، ابتداء من سنة 2000. وتضم  الأقاليم التالية، زاكورة، ورزازات، الرشيدية، فيجيج. ومنذ من سنة 2007 انطلقت الجهة الوهمية في  التوسع لتشمل إقليم طاطا وأعالي ملوية التي ينتظر أن تشكل في المستقبل الجزء الشمالي لإقليم ميدلت.

 يعتبر الجنوب الشرقي للمغرب من بين الجهات الأكثر  هشاشة على مستوى البنية التحتية؛ من حيث مكوناتها الصحية والتعليمية والتجهيزية، لأن الدولة تمارس نوعا من الإقصاء والتهميش بشتى الأشكال  و الوسائل.

بالنسبة للنظام المغربي فإن الجنوب الشرقي مغرب ميت؛ لأنه لا يتوفر على أي مصادر اقتصادية تؤهله لإقامة مشاريع تنموية وبنيات اقتصادية، غافلا كل  تلك الثروات البشرية والمناجم المستغلة من الجهات العليا.

أعزائي القراء؛ ربما القلم أو الدموع  لا تفي بالغرض ؛ لأننا نغازل السفاحين ونعانق المجرمين حينما نقول أن الجهات المسؤولة داخل المجتمع المغربي تقوم بدورها على أحسن وجه، منافق كل من يقول بعدالة القوانين الوضعية الاجتماعية داخل هذا الوطن. من المؤسف جدا أن تتحدث عن مغرب الحق والعدالة،  و أنت تعيش وسط ماء عكر،  معكر  بحكومات و أحزاب جُهل، متسخ بنظام يحسن الاستغلال والتهميش والسرقة.

أعذروني أعزاء لغلظة لغتي.  إن كتابة هذه الأسطر تأتي بعد معاينة قصدية لثمن تذاكر السفر داخل هذا البلد الجريح. لا نستطيع وصف معاناة الفقراء داخله، ربما أنتم  تعرفونها حق المعرفة.  لكن استسمح  لأني أخصص النقاش لمنطقة الجنوب الشرقي.

واهم كل الوهم’ من يعتقد أن الحق يعطى ولا ينتزع. عمال فقراء، مساكين يكافحون، ويهاجرون لمدة قد تتجاوز عشرة أشهر لتحصيل القليل من المال، ولضمان العيش لعائلات منكوبة في زاكورة أو تاكونيت أو امحاميد الغزلان…كلهم أمل في العودة إلى منطقتهم  والاحتفاء بيوم العيد؛ لكن المؤلم هو هذا الارتفاع المهول لثمن تذكرة السفر. كأنهم يدفعون ضريبة سنوية على وفائهم لهذا الوطن الذي جعلهم في أسفل قاعدة الهرم الاجتماعي المغربي بمحددات يجهلها التاريخ؛  أستغرب لغياب من يدعي المسؤولية، و انبهر لكل تلك الحناجر التي تنادي بصناديق الاقتراع والانتخابات.

لا أدري هل هذا نصيبها أم جزاء الوفاء لهذا الوطن؛ أن ترتفع التذكرة من أقل من 200درهم إلى أكثر من 400درهم مثلا  من مدينة الدار البيضاء إلى تاكونيت المنكوبة، والجهات المسؤولة لا تحرك ساكنا؛ وفي غياب تام للمراقبة والتجهيزات. غريب أمر هذا  الوزير أو الرئيس أو الحاكم المسؤول الذي يدعي الدفاع عن الشعب و هو يراكم ثروته على حساب الكدح الفقراء،أينك يا من  ينادي بالمساواة والعدالة والحق؟ أينك يا من يُحسب له ألف حساب لاستقباله؟ أينك يا من يهرول له الصغير قبل الكبير لحضور مؤتمراته؟

مخطئ من يقول أن هناك مناطق غير منسية في هذا الوطن، مازالت الدولة العميقة لهذا الوطن تعتمد على الطرح الانقسامي “المغرب غير النافع”؛ نظرا للموقع الجغرافي والعناصر الاثنية التي تعمر هذا الصقع من هذا المغرب، مناطق لا تدري أكانت من المناطق المغضوب عليها، أم أنها شيء آخر، وحدها الحكومات المتعاقبة على نظامنا تدرك ذلك.

ما يمكن قوله أن منقطة الجنوب الشرقي خاصة ورزازات، زاكورة، تاكونيت وامحاميد الغزلان أصبحت الخزان الذي يحترق وقوده لسير عجلة تطور المناطق الأخرى من هذا الوطن المغذور…وتستمر الحياة.

4 تعليقات
  1. عمر بلمين يقول

    ارجو خالصا ان يطلع ويتفاعل كل المسؤولون على هذا المقال. انا لله وانا اليه راجعون

  2. عايق اقايق يقول

    واخيرا ظهر بطل التعويق والمشاكل وصاحب تعيقد الملفات وفبركتها. هذا الدليل واضح على تورطه في كل مشاكل زاكورة يعقدها بطريقته ثم يظهر وكانه هو الذي يحل المشاكل ط. هذه اللعبة القذرة يفقه فيها كثيرا ولا يتدخل الا اذا كان قصده ضرب مصداقية طرف ما او اظهار وقوفه الى جانب طرف ما. انها الانتخابات ويريد ان يقول لكن لا احد يستطيع التدخل لاجلكم غيره والعين على التنقيص من مجهودات الاطراف الاخرى المتدخلة في الموضوع وهو الذي يعرقل عمل اي جهة تريد كشف المتورطين في هذا الملف من لوبيات الفساد المالي والاداري لان دوره اساسي في عمل هذه اللوبيات.

  3. تاكونيتي من الكاطع يقول

    لاشك ان هاته المناطق تعاني هشاشة مرة وشديدة ولولا لطف الله وكفاح اهلها لكانت الامور أسوأ .. لكن رغم ذلك ثمة إمكانيات معينة يتم التفريط فيها . الكثير من ساكنة المدن والجبال لهم رغبة في قضاء صيف دافئ للتخلص من الروماتيزم وغيره او التفسح حتى ومع ذلك ، لا يجد الراغب اي فضاء يسعه فيها فحتى زاكورة المعروفة بالسايحة فهي تفتقد لكثير من الفضاءات المشجعة والمناسبة لعموم الطبقات في السياحة الداخلية وغيرها ، اضف إلى ذلك ان ناس درعة جلهم يضيعون على انفسهم مناسبة الاستحقاقات الانتخابية، فلا ينخرطون بهمة للتغيير بل يغرقون في عالم من العنصرية والتفرقة والميز ووووووو. ولذلك فأهل درعة مشكلتهم ستحل وسيقيم المغرب لهم قيمة حين يتعايشوا ولا يبقى هذا شلح قروفي ولا هذا عريبي ولا هذا ضراوي ولا هذا عبد او غير ذلك
    لو كان هناك اطار عام يجمع الناس لأجل المنطقة لم اجبار الدولة الى الجلوس لطاولة تنفيذ كل رغبات الناس ولفكت العزلة

  4. محسن يقول

    شكون سمعك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.