تغبالت الوجبة الموسمية

0 538

تغبالت هي الوجبة الموسمية الرخيصة، التي لا تكلف الأحزاب والدولة شيئا، كيف لا وهم يحصلون على أصواتهم بدون مقابل، فلا ” زرقة ولا مرقة” ولا مشاريع ولا مخططات، كل شيء عندهم بالمجان.
قد انتهى مسلسل الانتخابات، وبذلك انتهى معه الكلام المعسول، وانتهى التواضع الموسمي وعاد التجبر المتجدر فيهم، فانتهت معه الإنسانية الحيوانية  واختفت كل تلك الكائنات الفضائية التي تزورنا في مثل هذا الموسم، فتأكل طعامنا وتشرب من مائنا ــ الماء ــ أي ماء وهل عندنا ماء!!!!؟ عذرا إن قلت ماء.

يا سادة: تغبالت هي المعادلة التي لا تقبل حلا لديهم، تغبالت هي مركز المغرب غير النافع عندهم، ” ننفع فقط في موسم الانتخابات!”.  نعيش وكأننا في مغرب الاستعمار، يعتبروننا وكأننا لسنا منهم، وكأننا ”دمى الانتخابات” ننتخبهم وتنتهي وظيفتنا الموسمية الموكولة إلينا.
عار عليكم هذا الذي تفعلونه بهذا القوم، ألسنا بشرا مثلكم؟ ألستم منا ونحن منكم؟ ألم نردد معكم شعار الوطن؟ ألم يشارك أجدادنا في المسيرة الخضراء ؟ ألم يحاربوا الاستعمار معكم؟ أم أننا لا نصلح إلا لمثل هذه المواقف الانتخابية ؟
لقد صدق الذي قال ”الوطن لكم والوطنية لنا”.

يا سادة: حديثي لن يذهب بكم بعيدا، تغبالت لا تتوفر على أبسط شروط العيش: الصحة والتعليم، فلا ماء صالح للشرب، ولا مستشفى قائم، ولا مؤسسات للتعليم في المستوى.

إن إقليم زاكورة بشكل عام يعيش منذ مدة على إيقاعات الأزمة الخانقة على مستوى الماء الصالح للشرب، وذلك لأنه تحول إلى ماء مالح وأصبحت فيه رائحة كريهة، ورغم كل التحركات ”المتواضعة” التي قامت بها الساكنة على مستوى الإقليم فلا شيء تغير، ولا زال المشكل قائما إلى حدود الساعة.
فإلى متى هذا الوضع أيتها الكائنات الفضائية؟؟؟

وأما قصة ذلك المستشفى، فإنها تصلح لتكون قصة لفيلم ”تركي” لا تنتهي حكاياته، فلا أطباء ولا ممرضين ولا أجهزة طبية ولا دواء. بناية بسور وبوابة مسدودة طول الأسبوع، ومن سولت له نفسه أن يمرض أو يصاب بجروح أو حريق، فما عليه إلا أن يعاني مع الأدوية التقليدية ” لعشوب” أو يتكبد مشقة النقل مع المرض إلى زاكورة المركز أو ورزازات ليعاني ألم الطريق الطويل، والحالات كثيرة ويومية.
فإلى متى أيتها الكائنات الفضائية؟

سألونك عن التعليم، قل هو معضلة المغرب، حدث فيه ولا حرج عليك، وأنت تحدثهم عن التعليم، أنسج القصص من وحي خيالك، فإنك مهما تخيلت الوضع والوضعية فلن تصل إليها، فلا مؤسسات قائمة، ولا أطر كافية، ولا تجهيزات متوفرة …. ــ وبالمناسبة – لا زلت أتذكر عندما كنا ندرس مادة العلوم الطبيعية والفيزياء وأنظر في ذلك الذي يسمى عندهم بالمختبر: (قنينة غاز+ مكبر+الهيكل العظمي). ويردد أهل المدن التعليم في المغرب متدني، اشكروا لله أنه عندكم متدني، فلا تعليم عندنا كي يكون متدني أو متوسط…
فإلى متى هذا الوضع أيتها الكائنات الفضائية ؟

أم أننا ملغيون من مخطط مغرب الديمقراطية والعهد الجديد … ومن كل تلك الشعارات الرنانة التي تنادون بها في إعلامكم ؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.