ختم صحيح البخاري في يوم عاشوراء بالزاوية الناصرية بتمكروت
يقام كل عام موسم كبير يحج إليه المغاربة من كل صوب وحدب وخصوصا من نواحي سوس وماسة ومغران وايت واوزكيت وسكان درعة الوسطى . تلثم هذه الجموع الغفيرة بالزاوية الناصرية بتمكروت فيما يشبه سوقا عظيما، يختلط فيه كل ما هو ديني اجتماعي وثقافي وتجاري وسياحي لمدة أسبوع . واهم شعائره ختم صحيح البخاري بعد العصر تليه تناول الزوارالكسكس في قصعة عظيمة ، يأخذ منه الزوار لقيمات للسفر بها إلى بلدانهم من اجل التبرك ، في وسط ازدحام شديد .
تاسست زاوية تمكروت سنة 983 ه = 1575 م على يد الشيـخ سيدي عمرو بن أحمد الأنصاري والذي انتقل اليها من زاوية سيدي الناس وسميت بزاوية سيدي عمرو إلى ان تولى امرها الشيخ سيدي عبد الله بن احساين القباب والرقي الأصل وأرسى دعائم طريقته الصوفية التي دعيت حينئذ الطريقة الغازية نسبة إلى شيخه سيدي أبي القاسم الغازي السجلماسي سنة 1040 ه/ 1633 م . فقد حرف اسمه في بعض الكتب خلافا للحقيقة : كلمة اقباب امازيغية تعني النجار والرقي الأصل أي من واد ارك القريب من النيف بتنغير حاليا ، وليس كما يدعي البعض الجاهل للامازيغية بانه من الرقة بالعراق . ففي زمان قيام سيدي عبد الله بن احساين اقباب بشؤون الزاوية سميت باسمه (الحسنية ) ، وقبل وفاته سنة 1045/ 1636 عمل على جلب سيدي امحمد بناصر من اغلال لغزارة علمه واستقامته وجديته في امور حياته ، فتصدر لتدريس العلم بالزاوية كما ترتب للإمامة والخطابة بمسجدها ، بعد ان استقر مع عائلته بتمكورت.
ولما توفي سيدي احمد بن ابراهيم الانصاري سنة 1052 / 1642 م تولى امور الزاوية سيدي امحمد بناصر وتزوج بارملة سيدي احمد بن إبراهيم الأنصاري مما اتاح له انتقال شؤون الزاوية اليه بسلاسة وبدون مشاكل . وقد استمر توليه الزاوية التي اصبحت تعرف بالزاوية الناصرية الى اليومي ، وكانت محج العلماء والاولياء والمجاهدين كسيدس لحسن اليوسي والعياشي وامهاوش واوزال السوسي فقيل في ذلك التاريخ : لولا ثلاثة لضاع العلم ( القرن 11 ) سيدي امحمد بناصر بدرعة وسيدي محمد بن ابي بكر في الدلاء وسيدي عبد القادر في فاس . وقد وفاه الاجل سنة 1085 هجرية بعد ان أوصي لابنه ابي العباس احمد الخليفة الذي ذاعت شهرته في جميع البلدان الاسلامية .