أي إعلام لدينا؟
كان السؤال أعلاه دائمآ يؤرق مخيلتي، لكن أولويات الأمور تجعله يؤجل، لكن “هسترية” جل إعلامنا الوطني في الحملة الإنتخابية ل السابع من أكتوبر جعلت هذا السؤال يعود مرة اخرة، ليفرض نفسه علي و بإلحاح .
تأملت في العديد من الأحداث، التي عرفتها الساحة الوطنية، و طريقة تناول الإعلام لها،حيث كانت الأسئلة التي تراودني،هل تتناولها بمهنية ؟ ام بتعصب اديولوجي وتصفية الحسابات؟ ام تتناولها لحساب من يدفع أكتر وهذا هو الخطير .
لنأخذ قضية واحدة مثلا، ونضعها تحت مطرقة التساؤلات.
الكل يتذكر قضية الشوباني الوزير السابق، والوزيرة السابقة ايضا سمية بن خلدون، ودور الإعلام الوطني بكل أنواعه في التوجيه،وصناعة رأى عام على مقايس محددة، بغض النظر على نوعية وموضوعية القضية التي يتناولها، هل هي قضية تستحق توجيه أضوائه الكاشفة عليها، ام أنها مسألة هامشية؟ تناولها لا لشيء، إلا لملىء فراغ في تقارير نشرة إخبارية، أو لتتمة عدد صفحات جريدة معينة، أو لجعلها “منشتة”لموقع إلكتروني، رغم أنها بمقياس الأولويات، قضية هامشية، لا تهم الرأى العام في شيء .
ولنا في حالة الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والوزيرة المنتدبة في التعليم العالي، و العلاقة التي بينهما و”الحيحة” التي صنعها الإعلام من لاشيء، وعلى لا شيء، متال واضح او بالأحرى “فاضح” أن جل وسائل الإعلام في هذاالبلد”السعيد”تساهم في تتفيه المشهد السياسي، والثقافي، على عكس دورها التي يجب ان تقوم به،مستغلة تدني وعي، وثقافة شريحة عريضة من المتلقين للمادة الإعلامية، ولأن هذا الأخير أي الإعلام، يستمد قوته، وقدرته على تشكيل رأي عام، من مستوى ثقافة المتلقي، وقابليته لتأثر، حيث أن المثقف، لا سلطة للإعلام عليه إلا بحجج وأدلة مقنعة، لأنه “مسلح” بالعقل النقذي، حلل، وينتقذ، ويناقش، ولا يقبل بجاهزية العرض الإعلامي الذي يطرح عليه، لخدمة أجندات وتقاطبات معينة ارضاء لمن يدفع أكثر، تاركا دور السلطة الرابعة النبيل، المتمثل في التثقيف، التوعية، المراقبة، الإخبار،والارتقاء بمستوى المتلقي، و”استفزازه”لطرح الأسئلة العميقةو الشائكة اما” لخوا لخاوي” ونشر الأكاذيب، “والفضائح”في عز الحملات الإنتخابية، ضربا كل المبادئ من مصداقية و تحري صحة الخبر عرض الحائط، فهذا ليس من دور الإعلام الجاد في شيء، “فين غدي افدني الا دزوج الشوباني ولا طلق ” فقبل ان يكون وزيرا، فهو انسان عادي، له حياته الخاصة كباقي “عباد الله”.
لذا يجب ان نرفع من مستوى تفكيرنا، و طريقة نظرتنا للأمور، ما يهمني في الوزير، أو المرشح في الإنتخابات، أو أي شخصية عمومية أخرى، هو نظافة يده من المال العام،كفاءته ،عطائه ،حصيلة عمله ،أما حياته الشخصية فلا تهمني في شيء، “اشرق ولا اغرب ” …وعلى سبيل المثال لا الحصر، هولاند الرئيس الفرنسي،يحكم سادس قوة في العالم، وهو أعزب، بل له عشيقة ترافقه في بعض زيراته الخارجية، لقد مللنا من السطحية، يجب أن نقبل الإختلاف بيننا،ولا يجب أن نضع حدود أو خطوط حمراء لهذا الإختلاف، الخط الأحمر الوحيد، الذي يجب أن يكون هو نهج العنف سواء لفرض رأيك او لكبح الرأي المخالف، و أن لا نقبل بأفكار الآخر مهما كانت،حتى ولو كانت شادة، غير هذا فلا خطوط حمراء ولا زرقاء.”واحد بغا اتزوج ربعة لعيلات من حقو” احتراما لقناعته الدينية،مدام ان المعنيات بالامر ،وأعني الزوجات اتخذوا قرار الارتباط بقناعة، وعقل واع وبدون إكراه، والتاني يرى الارتباط برفيقة عمر وحيدة هي الأصح، والثالت لا يؤمن بمؤسسة الزواج أصلا، ويؤمن بالعلاقات خارج إطارها، “ؤمابغاش ادزوج “فهو الآخر له كامل الحرية .
لذا افتح قوس هنا لؤوضح أنني لا أقيم الصواب من الخطأ في الأمثلة السابقة،بل أركز على حرية الإختيار والاختلاف أيضا .
ربما يقول القارىء أنني ابتعدت عن موضوع المقال ؟
أقول لك أنني في صلبه، لأن ساحة الفكر الأفكار، هي جوهر العلاقة بين الإعلام والجمهور، انطلاقا من قاعدة التأثير والتأثر، لأنه كلما كان مستوى تقافة الرأى العام عاليا، فإنه يفرض مستوى من النضج والجدية على الإعلام في تناول وماهية المادة الإعلامية التي يطرحها لكي تحترم عقله،لذا كفانا من العبث .
دمتم أوفياء لتساؤل