قررت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي فرع ورزازات إلغاء الدورة السابعة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي ، الذي تنظمه الجمعية بعاصمة السينما الإفريقية ورزازات .
واوضحت في ببيان ،أنها دأبت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي فرع ورزازات، بتنسيق مع المكتب الوطني للجمعية، على تنظيم المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي بمدينة ورزازات منذ دورته الثانية سنة 2006،بعد أن نظمت الدورة الأولى بالدار البيضاء سنة 2000.لقد كان المهرجان فعلا ثقافيا مميزا للنهوض بالثقافة الأمازيغية ،التي هي ثقافة مغربية في المبتدأ والأصل. كما كان المهرجان أرضية تلاق بين مختلف المبدعين والفاعلين في مجال الفيلم الأمازيغي.
هكذا عرفت دورات هذا المهرجان إسهاما في تطوير الفيلم الأمازيغي، وعبره الثقافة الأمازيغية، وذلك بفضل القضايا الفكرية والفنية والجمالية التي شكلت أرضيات النقاش والتفاعل والاختلاف والانفتاح على مختلف الآراء والمواقف التي لم تكن يوما فعلا إقصائيا أو حركة نكوصية تنغلق حول الذات وترفض فكر الاخر.لقد استمرت دورات المهرجان رغم كل الصعوبات التي كانت تواجهنا، وكنا في كل حين نبحث عن سبل جديدة لبث روح الاستمرارية في جسد المهرجان. ولم نكن نظن سوءا في من ارتجينا دعمه،أو من كان لزاما عليه دعمنا ولم يقم بذلك، إذ نبحث لكل عن أعذار لتفهم موقفه….
غير أننا اليوم نجد أنفسنا عاجزين عن الوفاء بتاريخ انعقاد الدورة السابعة من المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي، وهو أول وأقدم مهرجان سينمائي بورزازات. مما يدفعنا الى تأجيله الى أجل غير محدد. إن مجموعة من الجهات التي يفترض فيها أن تدعم مثل هذه التظاهرات، تتخلى عن دعمها لهذا المهرجان، وفي أحسن الأحوال تقلص دعمها، بل إن بعضها يتقلص دعمها الى مستويات نخجل من ذكر قيمته بالأرقام، وفي حالات أخرى يصير الدعم مجرد وعود لا أقل ولا أكثر.
إن المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي ليس ملكا للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، كما أنه ليس حكرا على من ينطق الامازيغية، بل هو مهرجان لجميع المغاربة بما أنه يحتفي بالفعل الثقافي في تنوعه وثرائه.
إننا في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، نحس أن فعل التأجيل قد يتحول إلى فعل إلغاء، لذا نلتمس من جميع الجهات المعنية بالشأن الثقافي، محليا وجهويا ووطنيا، بتحمل مسؤولياتها أمام هذا الموت البطيء لمثل هذه التظاهرات النوعية. وكلنا أمل أن يلقى هذا المهرجان الدعم الذي يستحقه، وأن يعود إلى إشعاعه المعهود باعتباره يشكل لبنة أساسية في بناء الفعل الثقافي ببلدنا.