النخيل بإقليم زاكورة بين الحياة و الموت
يعتبر شجر النخيل من بين الأسماء التي أعطت لزاكورة شهرة ، أو إقليم زاكورة بصفة عامة و كذلك العمود الفقري الاقتصادي للمنطقة ،لكن رغم ذلك لازال يقف في وجهه عراقيل عدة تعرقل نموه ومصيره -علينا إلا بالصبر- .وعليه نتساءل ما الدافع الذي جرنا أن نكتب في هذه الورقة المتواضعة النخيل بإقليم زاكورة بين الحياة و الموت ؟
بداية ، بعيدا كل البعد عن لغة الأرقام ، الإنتاج و الاستهلاك ،و ليس الحديث عن شجر النخيل الذي يعطيه الفلاح الاكدزي أو الفلاح الزاكوري على وجه التعميم أهمية كبرى ، بقدر ما نريد الحديث عن النخيل الذي أهمل و تحديدا الذي لا يصله الماء إلا من سبيل وحيد آلا وهو القطرات المائية الآتية من عند ربنا –سبحانه و تعالى – ، و من وراء هذه الأخيرة سيول ، فيضانات ،عيون و انهار، وهلم مجرة .فمنها ما يعيد حياتها أو تصبح جثة هامدة بل قل لم تجد لها اثر .
نعم للحياة ، للنمو ، للتجديد و حالة أفضل من الأخرى ، هاهي النخلة الصماء الشامخة بصمودها و ثبتها و تشبثها على الأرض أعواما بل عقود من الزمن قاومت ولازالت تقاوم الظروف الطبيعية المخيفة منها شبح الجفاف الأكثر مخافة ، فهو في تراجع كبير (النخيل) و في براثين الموت، بعد أن ترنقت العيون و ما بقي إلا اسمها في إقليم زاكورة فهذه الأخيرة (العيون) تعتبر منبع لإحياء السدود التقليدية البسيطة التي ثم تشييدها من طرف أبناء القبائل المستفيدة ، لتحويل قسط من ماء الواد إلى ساقية ، حتى يستفيد شجر النخيل القريب منها الذي يعد من أولى الأوليات لدى القصور المستفيدة ، لكن لم تحقق الغاية المرجوة بعد استبدالها أو ثم بناءها بالاسمنت ،وكذلك ثم تغيير مسارها وهذا منظر قل من ينظر إليه كجرعة سامة و هذا من بين أسباب تراجع شجر النخيل، الشيء الذي أدى بالفلاح الاكذزي خاصة و الفلاح الزاكوري لإهماله لكونه لم يجد بديل سوى التضرع إلى الله و خاصة إذا كان من صغار الفلاحين و ما أكثرهم ، (للإشارة لا يستفيدون سوى المجل،يعني اثر العمل في اليد أو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها .) حتى لا نذهب بعيدا عن الإطار الذي نتحدث عنه .ثم من الأسباب كذلك السيول الجارفة فتذر ما لم يكن في الحسبان ، على سبيل الذكر انجراف التربة نقلها إلى مكان أخر و تخلف حفر عميقة شيء ما نصف متر إلى مترين تقريبا،أو وضع المواد الحطامية (الصخور…،) فيرى الفلاح صعوبة في إعادتها إلى شكلها الطبيعي و بالتالي يبقى شجر النخيل مهملا اللهم إلا في موسم الجني، زد على ذلك صعوبة في التسلق و تنضاف معضلة إلى هذه المعضلات ، أن بعض منه مؤخرا ثم تنقيته (النخيل) من طرف أشخاص لا دارية لهم عن النخيل سوى النظر إلى شكله ليس مباشرة إنما عبر الصور و قس على ذلك ، لذا نرى نزول ما لم يجد السباحة في هذا الصنيع فادى بذلك إلى سقوطه ، و نضيف كذلك مرض خطير يقتل مناعة بعض نوع النخيل المسمى (المجهول) .حتى لا نطيل النفس على هذه الإطلالة و النظر بعين واحدة ، نقول أن الدافعَ هو التأسي و الحرقة كشباب المنطقة بل حبا لهذا البلاد الطيب إذا كان من عند الله –سبحانه و تعالى- شاء ما فعل ،فلنعزف على أوتار شجر النخيل من جديد كما عزفوا عليه أجدادنا و آباءنا بالعمل و التضحية لانقاد ما يجب إنقاذه ،فبعملهم و جهدهم لازلنا نأكل من ثمر النخيل ،فبفكرهم و إبداعهم ثم خلق مصطلح اسمه تنمية مستدامة فمهدوا لها ،فواجبنا العمل بها .نعم لازلنا في سبات نوم عميق لكن حتما سنستيقظ ، آن الأوان أن نصرخ بأعلى الصوت لتسمع الحكومة و غير الحكومية ، المجتمع المدني ، الجمعيات و كوب 22 ببعيد ،أيضا من له حس تنموي ،و الإعلام و صمة عار على جبينينا إذ لم نعط بقدر استطاعتنا لهذا الإرث الطبيعي وقته ، يعني حمل مشعل دخنه الاستمرارية و التجديد ،الأولى أن نواصل في إحيائه و الله هو المحي و إعادة الأمل .الثانية غرس و وقاية . أخيرا و ليس أخرا، ليس من السهل علينا أن نقول انه ( شجر النخيل ) بين الحياة و الموت، فالحياة و الموت بيد الله و لما لا القول مفعم بالحياة. لكن الواقع الأليم جر اللسان أن ينطق بها الشخص السليم، أما غير السليم اكتفى بالإشارة وكتب السليم بل تعاونوا معا.و خصوصا في هذه الظرفية الحالية نعني وقت قطف ثماره ،فإذا تناسى قرابة عام بل سنة ،فإقليم زاكورة بصفة عامه برجاله و شبابه حتى نسائه ، لن ينسى حتى لو غرس في مكان أخر ناهيك عن ثمره .
نقول لولا الحب ما بكت الغمام على قحط الأرض ،لولا الحب ما تغرض العصفور في حديقة ما ، لولا الحب ما كتبنا رغم أننا لم نكتب شيئا عن سدود شجر النخيل بإقليم زاكورة بصفة عامة و اكدز بصفة خاصة .