البلوكاج
منذ إعلان نتائج اقتراع 7 شتنبر والمغرب بدون حكومة أو على الأقل هكذا يبدو ,فما السبب من هذا الوضع السياسي؟
رئيس الحكومة المكلف منذ فوزه وتعيينه من طرف الملك لتشكيل الحكومة ,باشرمشاوراته وزار كل مقار الأحزاب السياسية ولحد الساعة ابن كيران عاجز عن الخروج بتشكيلة وبأغلبية مريحة تضمن له الاستمرار في النسخة الثانية للحكومة.
ابن كيران لم يشتكي من التحكم الذي يقوده” البام” كعادته بل وجه مدفعيته هذه المرة صوب الأحرار تحت مسمى أخر هو” البلوكاج”,فما سبب هذا “البلوكاج” الذي منع بن كيران من تشكيل أغلبيته إذا أخذنا بعين الاعتبار رغبة الاتحاد الاشتراكي ,الاستقلال,التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية فبعملية حسابية بسيطة نجد الأغلبية متاحة فلماذا الإصرار على مشاركة الأحرار والحديث عن البلوكاج الحاصل أم أن ابن كيران يبحث عن مشاركة كل الأحزاب السياسية في حكومته؟
طبعا هذا تحليل سطحي للوضع السياسي بالمغرب لان المشكل اعمق وان كل ما يروج له ليس إلا ديمقراطية مزيفة تزينها أحزاب سياسية فاقدة للشرعية الشعبية وفاقدة لسيادة القرار وان كل صغيرة وكبيرة تحدت في البلد بتوجيه من القصر وان لا سلطة تعلو على سلطته ,وان الأحزاب السياسية بما فيها حزب البيجيدي ليست إلا أحزاب تصريف أعمال وتنفيذ الأوامر لا غير ,فحزب الأحرار وربانه الجديد اخنوش لو التقط نصف إشارة من القصر لتحالف مع ابن كيران لفعل “بعينيه مغمضين”بل ان ابن كيران لو تلقى إشارة بضرورة التحالف مع البام لفعل تحت ذريعة المشترك بينهما وإعلاء مصلحة الوطن .
إذن المشكل ليس في التحكم ولا في البلوكاج بل إن المشكل في وضع سياسي جعل من الأحزاب إطارات كرتونية لا تملك سلطة القرار ولاستطيع تنفيذ رؤيتها الإصلاحية في ظل ملكية تسود وتحكم بيدها كل السلطات تاركة الفتات للأحزاب السياسية ,وإلا لماذا أصبح التحكم مصطلح متنقل؟ فقبل الانتخابات كان من نصيب الاصالة والمعاصرة قبل أن يحوله ابن كيران وإتباعه إلى الأحرار ولا نعرف من يكون حامل مشعله غدا.
ما لم يستطيع ان يقوله ابن كيران ان الأحرار والبام أحزاب ملكية أكثر من الملك ولا تنفذ إلا ما املأات القصر, فلماذا لا يختصر الرجل المسافات ويشير بإصبعه لأصل التحكم ,ابن كيران لن يقولها صراحة ليس لعجزه بل لأنه جزء من هذه المسرحية السياسية والديمقراطية المزيفة فالرجل يعي جيدا إن قدومه لرئاسة الحكومة في نسختها الأولى لم يكن خيارا ديمقراطيا بل أملته ظرفية سياسية بعد الربيع العربي الذي افرز توجها عاما بضرورة تمكين الإسلاميين من الحكم الشكلي,والمخزن في المغرب كان أمام خيارين إما العدالة والتنمية أو العدل والإحسان ولان الجماعة رفضت الانخراط في العملية بشروطها الحالية فقد كان البيجيدي الاختيار الذي لا مفر منه ,فقاد الحكومة في نسختها الأولى اليوم يتم التنكيل به بعد أن انتهت المهمة التي جاء من اجلها.
المطلوب عملية سياسية اكتر فصلا للسلط تقوى فيها الأحزاب التي يجب أن تمنح لها الاستقلالية اللازمة لتقوم بمهامها كاملة من وعي وتاطير للمواطن وتمثيل تطلعاته لا أن تكون كراكيز يتم التنكيل بها وتوظيفها حسب الطلب وحسب الحاجة وبعد ذلك ترمى وما حزب الاتحاد الاشتراكي قبلا والعدالة والتنمية اليوم إلا امتلة من أحزاب لا تحمل إلا الاسم,حينها سيكون الوطن هو الرابح وماعدا ذلك رجوع بنا إلى الوراء وتصنيفنا ضمن الدول التي تحبوا سياسيا واقتصاديا وتنمويا,
أما تشكيل الحكومة من عدمها فالصغير والكبير يعلم أن الحكومة حتى ولو تشكلت فإنها حكومة إرضاء الخواطر في ظل حكومة ظل تقوم بأعمالها سواء تحالف ابن كيران مع الأحرار أو غيرهم لن تتغير الخريطة السياسية للبلد في الوضع الراهن,وان تشكيلها لن يتم الا بمباركة القصر والشرط الموضوع اليوم دخول الاحرار وابن كيران ماعليه سوى التنفيذ ولو اقتضى الامر تكوين حكومة من 40 حرامي.