الحياة امتحان لا ينتهي…
الحياة امتحان لا ينتهي… ومن الناس من يعيش هذه الدنيا بمعيار المنحة المفضية للسعادة، ومنهم من يعيشها بمعيار المحنة السالكة نحو الشقاوة.
فمن منحه الله نعمة فتقرب بها إلى خالقه وبارئه واستشعر عمق النعمة، ومدى أفضال المنعم الكريم، وامتطى درجة الشكر في سلم المقامات الربانية، فذلكم السعيد الذي ملأ قلبه بحب مولاه، واستفرغ الجهد في التوكل عليه وتفويض كامل الأمر إليه. فلا محالة أنه واجد لذة العبودية ومقدم قرابين الطاعة باذلا أغلى ما يملك.
ومن منحه الله نعمة فاستعان بها على مخالفة أوامر ربه، وتفنن في دروب العصيان، وفتح لشهوات نفسه الأبواب على المصراعين، ولم يدع من
وساوس الشيطان أية خاطرة أو شبهة إلا أمضاها. وتكبر على خلق الله بالعلو والاحتقار، واعتزل الدهماء من الناس ليس خلوة مع مولاه وإنما مخافة النيل من مكانته الاجتماعية ووقاية من أن تتسخ ثيابه، من كان هذا فعله، فذلكم الشقي الذي أمن مكر مولاه، وأكبه الله في مستنقع الاستدراج، وطبع على قلبه من جراء الكفر بالنعم. {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}إبراهيم الآية 7
فليس بعد الشكر إلا الزيادة: زيادة في النعمة بنعم أخرى ليس أقلها صحة العقل والبدن والبركة في الرزق والصلاح في الذرية.
وليس بعد الكفر إلا العذاب: عذاب اللهاث وراء الدنيا وضنك جمع حطامها، وحرمان القناعة وتعاسة عبادة الدينار والقطيفة، وشتات الشمل والثقة العمياء في الأسباب دون مراعاة حقوق مسبب الأسباب.
” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى.قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى”. طه الآيات: 124/125/126.
جزاك الله أخي كل خير