لقاء تواصلي حقوقي بثانوية سيدي صالح التأهيلية بتاكونيت لفائدة المتعلمات عن ظاهرة زواج القاصرات وعلاقته بالهدر المدرسي
في اطار انشطته الحقوقية ، وتنفيذا لأهداف مشروع المؤسسة الرامية الى تفعيل دور الأندية التربوية داخل المؤسسة للمساهمة في تجويد التعلمات ،والعمل على التقليص من ظاهرة الهدر المدرسي ، وخصوصا في صفوف المتعلمات ، والذي يكون الزواج المبكر احد اهم أسبابه ، نظم نادي التربية على المواطنة و حقوق الانسان ، وإدارة المؤسسة، وبدعم من جمعية اباء وامهات تلميذات وتلاميذ المؤسسة لقاء تواصليا مع تلميذات المؤسسة وذلك يوم الاثنين 16/01/2017 انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا بخزانة المؤسسة .وقد شاركت فيه الجمعية النسوية للتنمية والتعاون بزاكورة في شخص رئيستها الأستاذة لطيفة العلوي، والتي استدعت له كلا من السيد قاضي الاسرة بالمحكمة الابتدائية بزاكورة ، والفاعلة الحقوقية الفرنسية السيدة :كاترين جينيت .وقد كانت مجريات اللقاء كالتالي :
حوالي الساعة العاشرة والنصف تم استقبال الضيوف بقاعة الأساتذة بالمؤسسة ، لإنهاء الترتيبات اللازمة للقاء ، وبعدها انتقل المشاركون الى الخزانة لينطلق اللقاء بآيات من الذكر الحكيم من تلاوة التلميذة سلمى باباهدي، وبعدها وقف الجميع تحية للعلم الوطني ،بعد ذلك اعطي مسير اللقاء الأستاذ سي محمد الفدادي الكلمة لممثل الإدارة الأستاذ عبد الكريم ايت بركة ، الحارس العام للخارجية ، والذي رحب بالمشاركين ، لتحملهم عناء السفر ، وكذا تلبيتهم للدعوة لتنوير بناتنا في هذا الموضوع الحساس ، كما تحدث الأستاذ الحسين بومسعود عن نادي التربية على المواطنة وحقوق الانسان بالمؤسسة ، ووضع الحاضرين في سياق اللقاء وأهدافه .
بعد الكلمات التقديمية انتقل السيد المسير بالجميع الى صلب الموضوع ومع الكلمة الأولى للأستاذة لطيفة العلوي رئيسة الجمعية “النسوية للتنمية والتعاون ” والتي تحدثت فيها عن ظاهرة زواج القاصرات بالجنوب الشرقي للمملكة عموما ، وبزاكورة خاصة ، وعن سلبياتها واثارها السلبي على المتزوجين القاصرين ذكورا واناثا ، وعن مصير عدد كبير من الأبناء الناتجين عن الظاهرة ، و قدمت نماذج حية للظاهرة من خلال تجربتها الجمعوية في المجال ، كما ناشدت القاصرات للوعي بذلك والعمل مع كل الفاعلين لتجاوزها .
اما الأستاذ كروم الزهري ، قاضي الاسرة بالمحكمة الابتدائية بزاكورة فقد ذكر في مستهل مداخلته بمشروعية الزواج والشروط المطلوبة لإبرام العقود ، كما سرد جملة من أسباب الزواج المبكر، ويقصد بذلك زواج القاصرين ، منها الأعراف والتقاليد ، انعدام الوعي بأخطار الظاهرة على المديين القريب والبعيد ،و شرح بنوع من التفصيل اهم السلبيات الناجمة عنها ، وعن المقتضيات القانونية في التعامل مع طلبات الزواج المبكر .ليختم كلامه بتقديم مجموعة من الاقتراحات لمواجهة الظاهرة جذريا ، ومنها – التعديلات في المواد القانونية التي تضبط سلطة القاضي في تزويج القاصرات ،و تفعيل دور المجتمع المدني والمؤسسات التربوية في نشر الوعي بسلبيات الظاهرة .
اما المشاركة الثالثة فقد كانت لناشطة حقوقية فرنسية السيدة جينت كاترين ، والتي قدمت للمتعلمات مقارنة لطريقة الزواج وظروفه بين كل من المجتمع الفرنسي والمغربي ،كما تحدثت عن مسؤولية الزوجين المادية والمعنوية في انشاء اسرة والتكفل بالأبناء ، وهو الشي الذي يجب ان يفكر فيه الزوجان قبل الاقدام على الارتباط بميثاق الزوجية .
وفي الأخير فتح السيد المسير الباب للمناقشة الذي عرف تدخل مجموعة من المتعلمات اللائي فأبدين فيه اراءهن في الظاهرة ، وتساءلن عن انجع الوسائل لإقناع أولياء الأمور بخطورة ما يقدمون عليه في حق ابناءهم ، كما ابدين رغبتهن في العمل على مد جسور التواصل مع كل من يحمل هم الفتاة ، سواء اتعلق الامر بتمدرسها ام ببناء حياتها الاسرية في ظروف ملائمة ومناسبة تحفظ كرامتها وكرامة اسرتها ومجتمعها.
وفي الأخير تم تقديم شواهد تقديرية لكل المساهمين في إنجاح هذا اللقاء التواصلي بهذه المؤسسة من طرف إدارة المؤسسة اعترافا منها بالجهود المبذولة لتقديم هذه الخدمة الحقوقية لمتعلماتنا ، ليتفرق الجميع على امل تكرار التجربة في اقرب فرصة ان شاء الله .
الزواج أفضل للفتات من العزوبة وهو ليس مانعا لطلب العلم والمعرفة وأولياء الامور لهم الحق في تزويج بناتهم في سن مبكرة لأسباب شرعية واجتماعية واقتصادية.