إيمانا منه بأهمية المرأة في المجتمع، وتخليدا لليوم العالمي للمرأة، نظم النادي الثقافي بثانوية المسيرة التأهيلية، عرض حول” زواج القاصرات بين النص القانوني والواقع الاجتماعي”. إذ تم التطرق فيه إلى تعريف الزواج من الناحية الشرعية والقانونية باعتباره ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام. غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين، أما القاصر يطلق على الزوج الذي لم يبلغ سن 18 شمسية كاملة، علاوة على التأشير على بعض الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة الاجتماعية، والمتمثلة حسب المتدخلين في الفقر؛ غياب الثقافة القانونية لدى بعض الأسر؛ سلطة العادات والتقاليد ثم الجهل الفكري…دون إغفال الحديث عن الآثار والانعكاسات السلبية الناتجة عن زواج القاصرات ونذكر منها على سبيل المثال المشاكل الاجتماعية كفقدان الهوية، الشعور بالحرمان من بعض الحقوق كالتعلم واللعب واختلاط الفترات العمرية…؛ في حين تتجلى الأبعاد النفسية في ظهور اضطرابات شخصية والتي قد تؤدي إلى القلق التوثر؛ الاكتئاب الحاد، كما أجمع المشاركون على أن هنالك مشاكل صحية تصاحب الظاهرة كعدم القدرة على تحمل أعباء الأسرة، والمسؤوليات المترتبة عليها كالإنجاب وتربية الأبناء…؛ التنويه والإشادة بالمجهودات التي تقوم بها الدولة لمواجهة هاته الظاهرة،نذكر منها إلغاء مدونة الأحوال الشخصية؛وإحداث مدونة الأسرة 2003 والتي دخلت إلى حيز التطبيق بتاريخ 03 فبراير 2014 والتي من خلالها أتى المشرع بالعديد من المستجدات الغاية منها إنشاء أسرة مستقرة على وجه الدوام. ولتحقيق هذا المبتغى أفرد المشرع مجموعة من النصوص منذ فترة الخطبة إلى انفصام الرابطة الزوجية أو إنهائها لأي سبب من الأسباب. ويعتبر زواج القاصر من أهم النقط التي شدد المشرع في التعامل معها خاصة أثناء منح الإذن بالزواج دون سن 18 سنة، حيث نص على ضرورة إجراء بحث اجتماعي للوقوف على مدى قدرة القاصر على تحمل تبعات الزواج. وبخصوص الحلول المقترحة تم الحث على ضرورة القيام بحملات توعوية تحسيسية، تقديم دورات تكوينية للتعريف بالزواج، إجراء الخبرة الطبية؛ وأخيرا حري بنا الإشارة، إلى أن الظاهرة ثمة مقاربتها قانونيا من طرف الأستاذ الأزهري كروم قاضي بقسم قضاء الأسرة التابع للمحكمة الابتدائية بزاكورة، والذي تطرق مشكورا بالتفصيل عن القانون المتعلق بزواج القاصرات، بما في ذلك المواد 18/19/20/21 من مدونة الأسرة، وعلى المستوى الاجتماعي تمت الإشارة إلى الدور الذي تلعبه سلطة العادات والتقاليد المجتمعية، لاسيما في المناطق الهامشية، وحتى يتسنى لنا الإحاطة بتجليات الظاهرة فقد تم الانفتاح على المقاربة الشرعية التي ركزت على المقاصد الشرعية المتوخاة من وراء الزواج كسنة كونية والمتجسدة في الإحصان والعفاف….؛واختتم العرض بقراءة قصيدة زجلية بعنوان” المرأة” من طرف التلميذة حنان تلبازت، وعرض مسرحي من تأطير نادي المسرح بنفس المؤسسة بعنوان” زواج القاصرات” .
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.