موسيقى الرحل بامحاميد الغزلان تستقطب أزيد من 18 ألف شخص
احتضنت مدينة امحاميد الغزلان بإقليم زاكورة خلال الفترة ما بين 16 و حتى 18 مارس الجاري، فعاليات المهرجان الدولي للرحل في دورته الرابعة عشر، و كانت دولة بولندا ضيفة شرف هذه الدورة من المهرجان عبر مشاركتها بثلاث فرق موسيقية بقيادةالفنانة البلقانية ديكاندا .
المهرجان الدولي للرحل حدث ثقافي واقتصادي يخلق دينامية محلية، و يعد رافعة حقيقية للتنمية ، تفسح المجال أمام شباب المنطقة للإنخراط بقوة، وقد استضاف خلال هذه الدورة أزيد من 18000 شخص و 300 مشاركا. لاعتماده على برمجة غنية و متنوعة و متوازنة. إذ شهدت ليالي المهرجان أزيد من 15 حفلا موسيقيا على امتداد الأيام الثلاث، ويعد ثمرة تظافر جهود جمعية رحل العالم و شركائها على الصعيدين الوطني و الجهوي؛ عمالة إقليم زاكورة، وزارة الثقافة، المجلس الإقليمي لزاكورة، المكتب المغربي للسياحة،…
على مدى أربعة عشرة سنة تحول المهرجان إلى محط أنظار صحافة العالم، وعشاق الترحال. حيث شهد حضور عدد كبير من عشاق الموسيقى الثراثية من أنحاء العالم، من أجل الاستمتاع بالسهرات والعروض والأنشطة المتنوعة التي عرفها المهرجان
كان من أبرز العروض الموسيقية التي شهدها المهرجان و التي تفاعل معها الجمهور بقوة، عرض قدمه عازف القيثارة المتألق بامبينو Bombinoمن النيجر و فرقة Terakaft من مالي، في ترجمة للبعد الإفريقي الذي اختاره المهرجان منذ تأسيسه، ففي الوقت الذي تهتم المملكة المغربية أكثر وأكثر بعمقها الإفريقي، المهرجان الدولي للبدو الرحل يساهم بقوة في إعادة إحياء هذه الأواصر عبر الثقافة المشتركة، إذ حرص هذه السنة على جلب فرق وفنانين أفارقة من مختلف أنحاء القارة، إيمانا منا بأن تنمية القارة تأتي أولا عبر تعزيز الجهود المشتركة على كافة الأصعدة، وفي مقدمتها البعد الفني والثقافي، اللذان لهما بالضرورة انعكاسات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة على المنطقة
جمهور المهرجان حظي بما أبدعت به المجموعة التاريخية المتميزة ناس الغيوان في هذه الدورة و النجمة سعيدة شرف، و عازف الروك محمد جبارة و فرقة أحواش من ورزازات بالإضافة إلى الفرق المحلية أجيال لمحاميد و غيرها…
أفسح المهرجان أيضا فضاء الرحل للإلتقاء و النقاش عبر ندوات و عروض حول مواضيع تهم موروث و تاريخ جهة درعة تافيلالت و التي ظلت على مر الزمن ملتقى للتجارة عبر الصحراء.
و إذا كانت ليالي المهرجان تصدح بموسيقى رحل القرن 21 ، فإن برنامج الأنشطة خلال النهار شهد مباراة الهوكي على الرمال و المعروفة محليا ب « المكحاش » و سباق الجمال المسمى” اللز” و أيضا مسابقة في تحضير الخبز في الرمل « الملا »، و كيفية تركيب الخيمة الصحراوية الخاصة بالرحل.
خلال هذه الدورة تباحث خبراء وطنيون و دوليون سبل حماية نمط عيش الرحل بمحاميد الغزلان و الجهة عموما و التي تعاني من تراجع نسبة الرحل ب 70% في العُشْرية الأخيرة، ولا تتجاوز مساحة النخيل فيها16 كلم فقط. بالإضافة إلى فضاء خاص لمنتوجات الصناعة لتقليدية الخاصة بالمهرجان.
الثقافة أساس التنمية، تتحول مع المهرجان الدولي للرحل إلى أكثرمن شعار، وتفتح أمام ساكنتها أفقا جديدا للاشتغال وإحياء الصناعات المحلية، والاستفادة من المورد السياحي، عبر استقبال أفواج السياح الذين تستهويهم تجربة العيش في الصحراء وعيش أجواء المهرجان، في سفر عبر الزمن إلى تاريخ البدو الرحل الغني والمتنوع.
اختتم المهرجان، ولكن أثره يظل ساريا عبر جلبه لمئات السياح للمنطقة، وتسليطه الضوء على الثروة الثقافية التي تزخر بها محاميد الغزلان، وما بين دورة ودورة، تتأهب الواحة وساكنتها للسنة القادمة، للترحاب مجددا بضيوف المهرجان.