صادفني وأنا أطالع صفحات الجريدة الالكترونية المحترمة زاكورة بريس صباح هذا اليوم، كواحد من أبناء الإقليم، مقال للأستاذ المحترم السيد عبد الكبير الصوصي العلوي يضم العديد من الأفكار المشتتة و المعبرة عن وجود نظرة وموقف مسبق لدى المعني بالأمر الذي انبرى إلى تحليل الأمور بنزعة شخصية تنم عن غياب الحياد الواجب في إبداء الرأي، حيث حاول الأستاذ الفاضل أن يلبس مقاله لبوسا سياسيا مدعما ببعض النصوص القانونية الخارجة عن سياقها المكاني والتاريخي، كما لو أنه وصي على الإقليم أو ناطق رسمي باسم أبنائه.
إن غيابكم عن الإقليم و استقراركم بمدينة مكناس الجميلة و القريبة من كافة المرافق ولاسيما وجود خلفيات شخصية وراء كتابة مقالكم، يفتقد أدنى أدبيات الكتابة الصحفية أو مقالات كتاب الرأي الذين تتوفر فيهم شروط النزاهة الفكرية و التمحيص قبل إطلاق الاتهامات على عواهنها وقذف الناس بالباطل، حيث كان من الأحرى أن تعبروا عن مستوى الأستاذ الجامعي الذي يدرس الأجيال ومن المفترض فيه أن يكون مسؤولا ومربيا بدل أن يعطي المثل السيئ في مهاجمة الناس بالباطل وتزوير الحقائق و ارتداء معطف المدافع عن الإقليم في حين أنه لم يسبق لأحد أن سمع بمبادراتكم الخلاقة والإنسانية التي تنم عن غيرتكم الصادقة على الإقليم.
اسمحوا لي يا أستاذ بأن أخبركم، وأنا لست هنا للدفاع عن أحد، أن المخلصين من أبناء الإقليم يشتغلون في صمت وبنكران ذات لحل المشاكل المطروحة ومنها تلك الهيكلية المعروفة بالاقليم منذ القدم والتي يعرف الجميع أنها راجعة بالأساس إلى عوامل طبيعية وبنيوية ولاسيما منها مشكل الماء الصالح للشرب بتعاون مع الشرفاء من المنتخبين وهم كثر ومن مسؤولي المؤسسات العمومية الغيورين على الإقليم والذين ينحدر أغلبهم من خارجه وكذا الفضلاء من أبناء هذا الإقليم العزيز الذين لا يتوانون في تقديم الدعم و المساندة كلما دعت الضرورة طواعية لذلك، دافعهم في ذلك رغبتهم في تنمية الإقليم والنهوض بأوضاعه بل منهم من يرفض الكشف عن هويته راجيا في ذلك وجه الله وازدهار الإقليم.
الأستاذ المحترم،
أجدني محتارا في اختيار الكلمات المناسبة للتعليق على بعض النقاط التي تضمنها مقالكم باعتبار أن العديد منها يحتاج إلى كثير من التوضيح وتكفيني الإشارة إلى بعضها، فما تضمنه مقالكم من إشارة بخصوص مرور موكب العامل عار من الصحة ولعل غيابك عن الإقليم وتسرعك في الحكم على الأمور بمنطق الأحكام الجاهزة كان وراء كتابة هذه السطور غير المبنية على أساس مهني يحترم أدبيات الفعل الصحفي ولا هي مبنية على أساس أخلاقي يقتضي التريث أولا واستقصاء الآراء حول زاكورة بين الأمس واليوم، قبل الخروج بهذه الأفكار التي لا يمكن أن تصدر إلا عن سائح لا يعرف الإقليم ويصدر أحكاما جاهزة وينظر إلى الإقليم نظرة فوقية في حين أنكم يا أستاذ أحد أبناء الإقليم ولم يسبق لنا نحن كأبناء زاكورة المقيمين بها بشكل دائم أن رأيناك مؤطرا لمبادرة إنسانية أو مساهما في نشاط من شأنه تقديم الإضافة للإقليم كما يفعل العديد من أبناء الإقليم البررة من الأطباء الذين لا يتوانون في القدوم إلى الإقليم محملين بأجهزتهم وبأصدقائهم من حاملي هموم هذا الوطن الصادقين الذي يقولون كلمتهم بالعمل وينصرفون في صمت.
إن هموم الإقليم وبعض مشاكله ومكانتكم الرمزية كأستاذ جامعي أكبر من أن تنبري لكتابة مقال حول تنقل عامل الإقليم، الذي يفترض فيه أن يقاسم ساكنة الإقليم همومهم وأفراحهم وان يكون قريبا منهم مستمعا لمشاكلهم وهو ما عهدناه في السيد العامل منذ أن وطئت أقدامه أرض امحاميد الغزلان الطاهرة خلال سنوات الثمانينيات، وأتمنى منك مستقبلا يا أستاذ أن تتنزه عن مثل هذه الخرجات وان تنصرف الى التفكير في كيفية خدمة الإقليم من موقعك وأنت الغائب إلا للسياحة.
- فأين انتم يا استاذ من مثل هذه المبادرات الانسانية التي تنظمها فعاليات المجتمع المدني من داخل الإقليم وخارجه للمساهمة في حل بعض المشاكل ؟؟؟؟
- وما الذي قدمتموه للإقليم من موقعكم، كأستاذ جامعي محترم، للتعريف بالاقليم و تأطير أبحاث وتقديم إجابات لإشكاليات مطروحة كما يفعل غيرك من الفضلاء الذين يستقطبون فرق ابحاث من خارج الوطن في محاولة لتقديم اي قيمة مضافة ؟؟
- ماهي مساهمتكم في تأطير المنتخبين والاخذ بيد أبناء زاكورة، وانتم العارفين بالقانون، في حين أن زملائكم من أبناء الاقليم ممن يحملون حرقة الغيرة الصادقة على ابناء زاكورة لا يتوانون في تقديم الإضافة كل من موقعه ؟؟؟؟؟
- متى شاهدناكم يا استاذ، وانت المقيم بمكناس، حيث المرافق الصحية والماء الشروب وظروف العيش الكريم تحمل هم الاقليم ومشاكله ومستقبل ابنائه ؟؟؟؟؟
- هل تلك الكتابات والاراء التي تكتبونها وانتم خالدون للراحة بمدينة مكناس على كراسي المقاهي أو في فراش النوم على حائطكم الفايسبوكي ستحل مشاكل الاقليم ؟؟؟؟؟
- الأ ترى معي استاذي الفاضل أن حل المشاكل يقتضي اولا وقبل كل شيء الخروج من العالم الافتراضي إلى ارض الواقع ورفع التحديات بل وكسبها اذا تضافرت الجهود وتوفرت النوايا الحسنة ؟؟؟؟؟
- ما هي المرافعات التي قدمتها على ارض الواقع، وانت القريب من مقرات المؤسسات العمومية المركزية، من أجل الدفاع عن قضايا الاقليم التي انبرى لها الجميع من مؤسسات عمومية ومنتخبين و أطر مخلصة همها المساهمة في نهضة الاقليم ؟؟؟؟؟
- هل اذا تم احداث مؤسسات جامعية بالاقليم كما جاء في مقالكم سنراك من أول الملتحقين بها لرد الجميل للوطن ولابناء زاكورة وتلقينهم ما سبق وان تلقيته على يد اساتذة اجلاء درست على ايديهم بمدارس زاكورة و تعلمت الحروف الاولى ؟؟؟؟؟
في الاخير نتمنى يا استاذ ان نراك في الميدان بمبادرات عملية تعبر بشكل واقعي عن حبك للاقليم وليس في مثل هذه الخرجات التي تحركها نزعات شخصية تبرر ركوبك على الاقليم بأكمله لتصفية حسابات ضيقة، وستجدنا معك اذا لامسنا فيك صدق القول والعمل.
الدكتور وجه رسالة للسيد العامل حول استعماله لموكب رسمي وبوسائل الادارة لحضور حفل زفاف، وبالتالي يبقى السيد العامل هو المختص للجواب وليس تطفلكم ومحاولة جركم النقاش لأمور تافهة وشخصنته.
هذا نقاش عادي بين ابناء زاكورة بين الدكتور وصاحب المقال . انه رغم كل شيء لايخرج عن نطاق النقاش العام الدائر بين عموم المواطنين على المستوى الوطني .
قرأت الرسالتين فوجدت أن العلوي مولاي لكبير يحتج على الطريقة التي تنقل بها عامل الاقليم، وهو بحكم تخصصه القانوني عارف بحدود كلامه ، فإن احتج على الطريقة التي يتم بها التنقل الرسمي في أقليم متروك للمناسبات والشمس الحارقة والاهمال فلا أحد يختلف معه أن الأوضاع تحتاج مصلحا مضحيا، همه الأسمى والأكبر خدمة الناس. والاقلاع بالمنطقة التي تعيش وضعا كارثيا فلولا الهجرة الكلية أو الجزئية لشبابها لآلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، أما السي اليعقوبي فلا أعرف كيف اختار أن يزج بأمور لا علاقة لها بتاتا بما ذهب إليه العلوي ، فحتى ولو شاطرناك فيما لابد لزاكورة منه، وأنت محق في هذا حيث إن الكثير من أبناء الإقليم يبذلون جهدا كبيرا ، ومن حق المنطقة على كل ابن من أبنائها ألا يؤل جهدا في بذل الغالي والنفيس لأجلها، خصوصا ذوي المهن القريبة من حاجات الناس ومطالبهم، فثمة أشياء أخرى يقوم بها كثير من أهل درعة غيرا لمقيمين فيها بحكم عملهم خارجا من موقعهم، فما أكثر البررة من أساتذة باحثين ومهندسين وإدرايين (…) من يكون سندا حقيقيا ومدافعا شرسا ومضحيا بما لا يعرفه إلا من لجأ إليه فوجد فيه الدعم والسند، وأنت طالب علم وتعرف هذا. ولذلك أرى أنك يا أخي قد انحزت دون أن تدرى ودافعت عن العامل بقولك: وهو ما عهدناه في السيد العامل منذ أن وطئت أقدامه أرض امحاميد الغزلان الطاهرة خلال سنوات الثمانينيات…) .لقد قلت شيئا لم تشهده ولم تكن فيه وقتئذ، اسأل المكتوين بنار السلطة وقتئذ في تنزولين والمحاميد سيقولون لك الخبر اليقين عن قائد القبائل وغيره .. وأظنك يا أخي جانبت الصواب.
فزاكورة في عهده لم تعرف إلا تراجعا فظيعا.