هكذا تحدث مارك هارت عن الرسول صلى الله عليه وسلم

1 702

من يقرأ كتاب “المائة :تقويم لأعظم الناس أثرا في التاريخ “سيحس بان الغرب لازال ينضح بكتاب موضوعيين إزاء قراءة التاريخ الإسلامي ،فالغرب كما قال احد المفكرين غربان : غرب الديمقراطية و حقوق الإنسان، و غرب العنصرية و إبادة الشعوب الضعيفة .

في ترجمة عربية أنيقة للكاتب المصري “أنيس منصور ” ،صدر هذا المؤلف في 600 صفحة للكاتب الأمريكي مارك هارت الذي بالمناسبة عالم فلكي و يعمل في هيئة الفضاء الأمريكية ، ومع ذلك لا يخفي إعجابه بقراءة التاريخ العالمي خاصة عن الناس الذين بصموا التاريخ بآثار خالدة للبشرية .و قد وضع المؤلف معايير صارمة لاختيار شخصياته الخالدة التي تقوم على أسس منها:

1 – أن تكون الشخصية حقيقية فهناك شخصيات شهيرة و لا احد يعرف إن كانت عاشت أو لم تعش مثل الحكيم الصيني “لاوتسو”و لا احد يعرف هل هو إنسان أم أسطورة و الشاعر الاغريقي “هوميروس” صاحب ملحمة”الاليادة و الاوديسا”.

2 – أن يكون الشخص عميق الأثر ، سواء كان هذا الأثر طيبا أو خبيثا ، لذا اختار هارت شخصية هتلر لأنه كان عبقرية شريرة.

3 – أن يكون للشخص أثر عالمي ، إذ لا يكفي أن يكون له أثر إقليمي لذا استبعد كل الزعامات السياسية و الدينية و العلمية التي كان لها أثر محلي فقط .كما استبعد كل الأشخاص الأحياء أيا كان كانت آثارهم على بلادهم أو على الإنسانية فالمستقبل غيب .

لكن العجيب في كتاب مارك هارت هو اختياره لسيد البشرية محمد صلى الله عليه و سلم في أول القائمة وعنده لذلك أسباب مقنعة، يقول متحدثا عن سيدنا محمد “هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني و الدنيوي كما انه دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات و أصبح قائدا عسكريا و دينيا ، و بعد مرور 14 قرنا من وفاته فان اثر محمد عليه السلام ما يزال قويا و متجددا .”

ويذهب الكاتب انه يبدو غريبا أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم في رأس القائمة بينما عيسى عليه السلام يأتي في المرتبة الثالثة و موسى عليه السلام في المرتبة السادسة عشرة و لذلك أسباب منها :

1 – أن الرسول صلى الله عليه و سلم هو المسئول الأول و الأوحد عن إرساء قواعد الإسلام و أصول الشريعة و السلوك الاجتماعي و الأخلاقي و أصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية و الدنيوية ، كما أن القران نزل عليه وحده ، و في القران وجد المسلمون كل ما يحتاجون إليه في دنياهم و آخرتهم.

2 – أن القران نزل كاملا على الرسول صلى الله عليه و سلم و هو ما يزال حيا فلم يتغير منه حرف واحد و ليس في المسيحية شيء مثل ذلك .و كان اثر القران على الناس بالغ العمق ، لذا كان اثر محمد صلى الله عليه وسلم على الإسلام أكثر و أعمق من الأثر الذي تركه عيسى عليه السلام على الديانة المسيحية .

3 – أن الرسول صلى الله عليه و سلم على خلاف عيسى عليه السلام كان رجلا دنيويا فكان زوجا وأبا، و كان يعمل في التجارة و يرعى الغنم و كان يحارب و يصاب في الحروب و يمرض ثم مات .

صحيح أن المؤلف لم يقلب طويلا في التاريخ الإسلامي أو الفكر العربي و إلا لوجد عطاء في كل فروع المعرفة.ففضل العرب و المسلمين على الحضارة الغربية معروف له و لغيره من العلماء الجادين المخلصين.

إن إعجاب المؤلف الشديد بالرسول صلى الله عليه و سلم هو الذي حدا به ليقول “هذا الامتزاج بين الدين و الدنيا هو الذي جعلني أومن بان محمد صلى الله عليه و سلم هو أعظم الشخصيات أثرا في التاريخ”.

عبد الكريم الجعفري – زاكورة

تعليق 1
  1. zagori يقول

    محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، يؤمن المسلمون بأنه رسول الله للبشرية ليعيدهم إلى توحيد الله وعبادته، ويؤمنون بأنه خاتم النبيين والمرسلين،[1] وأنه أشرف المخلوقات وسيّد البشر،[2] كما يعتقدون فيه العصمة.[3] عند ذكر اسمه، يُلحِق المسلمون عبارة «‌صلى الله عليه وسلم» مع إضافة «وآله» و«وصحبه» في بعض الأحيان، لِمَا جاء في القرآن والسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة عليه.[4] اعتبره الكاتب اليهودي مايكل هارت أعظم الشخصيّات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلّها باعتباره «الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستوى الديني والدنيوي».[5] ترك محمد أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين، حتى كثُرت مظاهر محبّتهم وتعظيمهم له، من ذلك الاحتفال بمولده، واتباعهم لأمره وأسلوب حياته وعباداته، وقيامهم بحفظ أقواله وأفعاله وصفاته وجمع ذلك في كتب عُرفت بكتب السّيرة والحديث النبوي.
    ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلاديًا و52 ق هـ.[6] ولد يتيم الأب وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب ثم من بعده عمه أبي طالب حيث ترعرع، وكان في تلك الفترة يعمل بالرعي ثم بالتجارة. تزوج في سنِّ الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل أولاده باستثناء إبراهيم. كان قبل الإسلام يرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية التي كانت منتشرة في مكة.[7] ويؤمن المسلمون أن الوحي نزل عليه وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سرًا لثلاث سنوات، قضى بعدهنّ عشر سنوات أُخَر في مكة مجاهرًا بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم. هاجر إلى المدينة المنورة والمسماة يثرب آنذاك عام 622م وهو في الثالثة والخمسين من عمره بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارضوا دعوته وسعوا إلى قتله، فعاش فيها عشر سنين أُخر داعيًا إلى الإسلام، وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت لاحقًا وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة، ودعا لنبذ العنصرية والعصبية القبلية.[8][9]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.