أكد المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة في معرض تعليقه على خطاب عيد العرش “أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها جلالة الملك عن الفساد الإداري، ذلك أنه سبق أن تطرق لآثار هذه المعضلة في خطب سابقة وقام بتشخيص حال الإدارة العمومية المغربية، لكن للأسف أن السمات السلبية لهذه الأخيرة لا زالت مستمرة”.
وأضاف بوخبزة في تصريح لموقع القناة الثانية، أن ” القطاع الإداري العام لم يواكب التحولات الكبرى التي عرفها المغرب، حيث ظل يشتغل بعقلية تقليدية”، مشيرا إلى أنه “كلما كان هناك تنبيه لوجود حالات الفساد، كلما تمادى الفساد، حيث لاحظنا في السنوات الأخيرة ارتفاع منسوب الحديث عن الفساد في الإدارات العمومية المغربية”.
هذا وأشار بوخبزة “أن التنبيه الملكي لخطورة الوضعية التي أصبحت عليها تعيشها الإدارة العمومية، هو بمثابة اعلان عن خطوات ستتم في المستقبل لمواجهة تفشي هذه الظاهرة الخطيرة، ذلك أن المجهودات المبذولة للإقلاع الاقتصادي لن تبارح مكانها طالما أن الإدارة العمومية على هاته الوضعية”.
من جهته أكد المحلل السياسي عبد الرحيم العلام أن خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش “تحدث بلغة المعارض، حيث لمسنا لغة انتقادية معارضة لما يحدث في المغرب”، مشيرا إلى أن التساؤل الذي يجب طرحه هو “ما بعد الخطب الملكية، هل ستجد لها تنزيلات على أرض الواقع، أم أن الخطاب سيستمر في واد، والواقع في واد آخر”.
يشار أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قد أكد في خطابه أمس بمناسبة عيد العرش “ّأن بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب، هو ضعف الإدارة العمومية، سواء من حيث الحكامة ، أو مستوى النجاعة أو جودة الخدمات، التي تقدمها للمواطنين. وعلى سبيل المثال، فإن المراكز الجهوية للاستثمار تعد، باستثناء مركز أو اثنين، مشكلة وعائقا أمام عملية الاستثمار، عوض أن تشكل آلية للتحفيز، ولحل مشاكل المستثمرين، على المستوى الجهوي، دون الحاجة للتنقل إلى الإدارة المركزية”.
وأضاف جلالته أن العديد من الموظفين العموميون “لا يتوفرون على ما يكفي من الكفاءة، ولا على الطموح اللازم ، ولا تحركهم دائما روح المسؤولية، بل إن منهم من يقضون سوى أوقات معدودة ، داخل مقر العمل، ويفضلون الاكتفاء براتب شهري مضمون ، على قلته ، بدل الجد والاجتهاد والارتقاء الاجتماعي”.