الأضحية…التي أودت بصاحبها

2 398

لكل أمة من الأمم منهاج حياة أو نظام أو فلسفة تسير على منواله في شؤونها الخاصة والعامة وكل ذلك يدخل في نطاق الإرث الحضاري والتاريخ العريق التي تعتز بأمجاده وملاحمه.

وأمة الإسلام ليست بدعا في هذا الأمر. فهي موصولة بالمقدس… لها دين قويم، وشريعة سمحاء، جاءت بمجموعة من الشعائر، ومن بينها سنة الأضحية التي يحتفى بها من طنجة إلى جاكرتا. وتلك هي مناسبة عيد الأضحى إلى حدود هذه الأسطر ليس هناك جديد في الموضوع…

إلا أن الطريف و الجديد الذي تحمله مناسبة العيد…هو أن الإنسان فاقد الرأي السديد، وليس له رهبة ليوم الوعيد، ولا يخشى الرب المجيد، هذا المخلوق الرعديد… يكون وبالا على المجتمع على كل صعيد…

حين يقترب العيد، يحج أرباب الأسر إلى الأسواق قصد اقتناء الأضحية التي لم تعد شعيرة يجزئ فيها القصد، ويستحضر من أجلها القيام بالسنة بغرض التقرب إلى الله ونية التعبد…ولأجل ذلك، وحينما أصبح التباهي بقرون الكبش وبلحمه وشحمه بغرض الكبد الملفوف، لم يعد غريبا كل فعل أو تصرف يرتبط بهذه المناسبة…

لأجل الثمن الباهظ، والربح السريع، قام صاحبنا الفلاح بإطعام الخرفان طعاما لا يخطر على بال أحد…إنه “زق الدجاج”روث الدجاج، الذي يفعل في الخروف أعاجيب الارتجاج…من المعلوم أن الروث مستخلصات كيماوية تعتبر بمثابة سماد للتربة…تضمن للنبات الجودة و النمو السريع…ولذلك استعمل صاحبنا هذا المركب الكيماوي سمادا لخرفانه…وسيبيعها لأمة محمد عليه السلام، سمينة و تملأ العين… تضع يدك على أردافه فلا يمكن أن تمسك ظهره من السمن تبارك الله رب العالمين…

عبد الواحد رزاقي

شحم العنق المدلى، والرقبة الغليظة…والقرون الملتوية…ما شاء الله لا قوة إلا بالله… أحسن ما تختار زوجتك المهووسة بخروف كالعجل…تتباهى به أمام الجارات المتشفيات اللاتي لا يكففن عن تقليب العيون عبر النوافذ لرصد كل ما يصلح مسخرة وفكاهة في مجامعهن…

قلت فلاحنا الكيس الفطن…الحريص على الربح السريع لم يفته أن يلج باب سخط الله وغضبه حينما رفع شعار:” غشاش ولا حشاش “…وباع لإخوانه نفايات الماشية…ونسي المغبون أن الأضحية تحمل من معاني التضحية والفداء الشيء الكثير…فهذه الشعيرة رمز للصبر والإذعان لأمر الخالق والتفويض الكامل والتسليم التام للمدبر الحكيم.

إن رؤية سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه سيدنا إسماعيل واستجابته لأمر الله…والصبر الذي أبداه ابنه البار وحضه لأبيه طاعة لله…من أجل هذه الملحمة الربانية شرع الله تعالى لنا هذا النسك….إنه تخليد خالد لهذه الذكرى العظيمة…فكيف سنقابل ياسادتي… بين حالة فلاحنا النزق وهذه الحالة  الرائعة؟؟…هل هذا الغشاش فقه معنى عيد الأضحى؟؟ وهل الذي جعل المناسبة للمباهاة وتسجيل أكبر عدد من الأهداف على الجارات…وأحال العبادة إلى  ملهاة….لم نحسب ضمن المتخلفين مجانا أو اعتباطا…بل نلنا ذلك استحقاقا…جزاء وفاقا….

ألم تضح الأضحية المملحة أو “المزقوقة” بمالكها وأردته في براثن الهلاك وسوء العاقبة؟ ألم تستدرجه ميول الجشع والربح السريع إلى أكل عرق جبين الغير…؟؟ ألن يتمنى هذا الغشاش أن السنة كلها عيد للأضحى حتى يبيع أكبر عدد من الخرفان المعدلة جينيا…؟؟   

2 تعليقات
  1. SMAIL يقول

    شكرا لك استاد الفاضيل على هده المعلومات الهامة التي يغفلها الكثير من الناس في عصرنا الحاضر و اصبح العيد عبئ على كثير منهم لكثرة مسارفه و تنقلاته التي تتطلب اثمنة باهضة واصبح الفلاح او الكساب ينتضر هده المناسبة لجني الارباح بسرعة البرق ولو كانت ربا او حرام لا يهم كل الدي يهم ان يكون سعيد كما يقولون شكرا مرة اخرى و اتمنى ان تصل هده المعلومات الى الغافلين عنها.

  2. akhatar brahim يقول

    شكرا لك استاد الفاضل على هده المعلومات المهمة ودعواتي لمن يسلك هدا النهج بالهدي والرجوع الى سنة اشرف المخلـــوقين… ” الله يهدي ما خلق”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.