“إرساء مدرسة المواطنة” محور لقاء جهوي بأكاديمية سوس ماسة
عقد، اليوم الجمعة 25 ماي 2018، بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة اللقاء الجهوي من أجل “إرساء مدرسة المواطنة”، بحضور السادة المدير المكلف بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة والمدير المكلف بمديرية الحياة المدرسية بالوزارة، والمديرون الاقليميون وثلة من رؤساء المصالح ومديري المؤسسات التعليمية والتلاميذ، وعدد من شركاء المنظومة التربوية.
واعتبر السيد المهدي الرحيوي المدير المكلف بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة أن هذا اللقاء الجهوي يروم خلق دينامية وطنية جديدة متجددة من أجل ترسيخ منظومة القيم بالمؤسسات التعليمية، تحت شعار “جميعا من أجل مدرسة مواطنة”، من خلال إتاحة الفرصة لجميع المشاركين من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية معنية، ومنظمات دولية، وخبراء مهتمين، وممثلين عن المجتمع المدني ومختلف الأطر التربوية والإدارية والتلميذات والتلاميذ، لمناقشة موضوع التربية على الديمقراطية والمواطنة والخروج باقتراحات عملية هادفة وبخارطة طريق ينخرط فيها الجميع، كل حسب اختصاصاته وأساليب تدخله.
ودعا السيد المدير لتحليل ومناقشة منظومة القيم بالمؤسسات التعليمية، وتحديد مؤشرات ومعايير إرساء “مدرسة مواطنة”، وفي الآن نفسه تدارس سبل تعزيز آليات الوقاية والتتبع في مجال مناهضة المظاهر المشينة بالمؤسسات التعليمية (العنف، تعاطي المخدرات …)، مع الاتفاق على إطار لتعزيز التنسيق بين القطاعات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالموضوع على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي.
وفي كلمة له، أكد السيد عزيز نحية المدير المكلف بمديرية الحياة المدرسية بالوزارة على أن المؤسسة التعليمية تعد أحد أهم المكونات التي تساهم في بناء مجتمع المعرفة والمواطنة والديمقراطية والتنمية المستدامة وتأهيل الناشئة للاندماج في المجتمع عبر تمكينهم من مجموعة من المهارات الحياتية الفعالة والسلوكات المدنية الإيجابية والهادفة، وذلك من خلال برامج ومناهج تستهدف ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني وقيم حقوق الانسان.
وأوضح السيد المدير المركزي على أن الرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين جعلت التربية من قيم الديمقراطية والمواطنة الفاعلة وفضائل السلوك المدني والنهوض بالمساواة ومحاربة كل أشكال التمييز خيارا استراتيجيا لا محيد عنه.
وفي هذا الاتجاه، دعا لإرساء مدرسة مغربية جديدة تحقق مجموعة من الوظائف والأدوار الأساسية أبرزها: التنشئة الاجتماعية والتربية على القيم في بعديها الوطني والكوني، والتعليم والتعلم والتثقيف، وكذا التكوين والتأطير والبحث والابتكار والتأهيل، وتيسير الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ومن أجل بلوغ هذه الغايات، يتوجب توفير فضاءات مدرسية من شأنها تجسيد وتنمية الممارسات الديمقراطية والمدنية داخل المؤسسات التعليمية والتكوينية من قبيل تعزيز مراكز الإنصات للتلاميذ والطلبة والمتدربين، إرساء آليات للوساطة لفض النزاعات والتوترات وتمكين المتعلمين من المشاركة الفعلية في تدبير الحياة المدرسية والجامعية.
وأكد أن تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين حول “التربية على القيم” رهين بضرورة ترسيخ منظومة قيمية تنسجم مع الخيارات الأساسية المعبر عنها في دستور المملكة والتوازن بين مختلف الحقوق والواجبات ذات الصلة، مشيرا إلى أن التربية على القيم والمواطنة مسؤولية مشتركة بين المدرسة والقطاعات الحكومية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام.
واعتبر أن انعقاد هذا اللقاء الجهوي حول ترسيخ منظومة القيم من أجل “مدرسة مواطنة”، يمهد لانطلاق ورش جديد في مجال انخراط الجميع من أجل الارتقاء بالمؤسسات التعليمية وبناء مواطن صالح مندمج في المجتمع ومفعم بروح المواطنة والتسامح.
وجدد تأكيده على أن هذا اللقاء فرصة للمشاركين من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية معنية، ومنظمات دولية، وخبراء مهتمين، وممثلين عن المجتمع المدني، لمناقشة موضوع التربية على الديمقراطية والمواطنة والخروج باقتراحات عملية هادفة وبخارطة طريق لمختلف المتدخلين من أجل إرساء “مدرسة المواطنة” والتعبئة حولها، وذلك في إطار ينخرط فيه الجميع، كل حسب اختصاصاته وأساليب تدخله.
وتراهن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، خلال هذا اللقاء الجهوي، الذي قدم فيه عرضان لأول حول “إرساء مدرسة المواطنة”، والثاني حول مشروع “ميثاق المدرسة المواطنة”، على إعداد محاور ميثاق “مدرسة المواطنة”، في أفق بلورة خريطة الطريق/الخطوط العريضة لإرساء هاته المدرسة.
يشار إلى أن اللقاء الجهوي تنظمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بتعاون مع منظمة اليونيسيف، بمشاركة فاعلين من سلطات ولائية ومحلية والأمن الوطني والدرك الملكي والصحة والعدل والشبيبة والرياضة والوقاية المدنية والتعاون الوطني وجامعة ابن زهر والتضامن الجامعي واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني بهدف تعبئة كل المتدخلين من أجل تنزيل تدابير ومشاريع وإجراءات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين على مستوى جهة سوس ماسة.