يعد المغرب من بين الدول الإفريقية التي بلغت فيها عملية كهربة العالم القروي نسبة متقدمة جدا, ما يجعل المملكة نموذجا يحتذى بالنسبة لدول أخرى بالقارة السمراء, وذلك بفضل برنامج الكهربة القروية الشمولي.
وكان هذا البرنامج الطموح الذي انطلق سنة 1996 ويمتد ل15 سنة, حدد كهدف له ربط ألف قرية بشبكة الكهرباء (أي ما يعادل مائة ألف منزل) بميزانية سنوية بقيمة مليار درهم.
ويشهد إطلاق البرنامج الذي يشكل ثمرة استراتيجية شمولية للتنمية والتضامن الاجتماعي, على الأهمية التي توليها المملكة للكهربة القروية التي تشكل إحدى المراحل المهمة لتنمية العالم القروي.
وعهد بتنفيذ هذا البرنامج الذي تموله الدولة (50 بالمائة), والجماعات المحلية (50 بالمائة), إلى المكتب الوطني للكهرباء. وقد تم اختيار القرى وتقنية الكهربة من طرف لجنة وزارية تضم ممثلين عن مختلف القطاعات المعنية.
وعرف البرنامج منذ سنواته الأولى نجاحا كبيرا, ما دفع المكتب الوطني للكهرباء إلى الرفع من الهدف الأول المعلن عنه حيث قرر تسريع وتيرة التنفيذ من خلال استهداف كهربة 1500 قرية في السنة بميزانية 5ر1 مليار درهم.
وفي سنة 2010, تمكن برنامج الكهربة القروية الشمولي من كهربة 1143 قرية, ما جعل 39 ألفا و848 منزلا جديدا يستفيدون من الكهربة.
وحسب آخر الإحصائيات المقدمة من طرف المكتب الوطني للكهرباء, فإن هذا البرنامج مكن في المجموع من كهربة 33 ألف و150 قرية (أي ما يعادل مليونا و906 آلاف و291 منزلا), وتزويد 51 ألف و559 منزلا بثلاثة آلاف و663 قرية بوحدات للطاقة الشمسية.
وقد أسهم برنامج الكربة القروية الشمولي بشكل بارز في تحسين نسبة الكهربة القروية التي انتقلت من 22 بالمائة سنة 1996 إلى 96 بالمائة سنة 2010. كما أعطى البرنامج الذي يواكب ويدعم طموحات وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية, دفعة للتنمية السوسيو-اقتصادية بالمملكة وساهم بشكل جيد في تحسين ظروف عيش الساكنة القروية.
كما كان لهذا البرنامج وقع إيجابي على الأسر بالوسط القروي من خلال التشجيع على استخدام تجهيزات إلكترو-منزلية. كما كان له أثر إيجابي على المشروعات الصناعية الصغرى والتجارة والزراعة.
ويعد برنامج الكهربة القروية الشمولي برنامجا ذا طابع اجتماعي حظي بتقدير الوكالات الدولية للتعاون بفضل مساهمته المهمة في الجهود الوطنية لمكافحة الفقر والهجرة القروية. ووعيا منه بأن الطاقة تشكل محرك التنمية, وبالنظر إلى النتائج المشجعة لهذا البرنامج الطموح, يكون المغرب قد ربح الرهان في مجال كهربة العالم القروي.