الصابونة وأوساخ الحرامية
لاشيء يضاهي الصابونة في نكران الذات الا الشمعة.فكما ان الشمعة تحرق نفسها لتنير ظلمات الآخرين، فكذلك الصابونة تذيب نفسها لتزيل أوساخ الغير..من حق أي شخص أن يقتني صابونة عند البقال أو من تاجر السوق الأسبوعي ليجعل من بدنه نظيفا.فأن تجعل من بدنك نظيفا حق من حقوق الإنسان الأساسية المكتسبة لدى الإنسان المعاصر الذي جعل من النظافة والأناقة رمزا من رموز رقيه و تحضره..فأن تجعل بدنك و ثيابك نظيفين شيء جميل وإيجابي جدا،وهو أمر لايتنازع حوله إثنان ويشجع عليه الكل،لكن أن تكون حراميا وتستغل نفوذك لتقتني الصابونة مثلا، أو أن تقتنيها بطرق ملتوية لتجعل من بدنك وثيابك نظيفين دون أن تؤدي الثمن للبقال أو لتاجر السوق، فهذالا يجعل منك أبدا شخصا نظيفا..
شخصيا، استغرب من أولائك الحرامية الذين يستغلون نفوذهم لأقتناء الصابونة دون ان يؤدوا الثمن، فأمثال هؤلاء الثعالب الحرامية وما أكثرهم بيننا يعيشون على جلد مؤسسات المجتمع كالطفيليات، يعيشون عليه وهم يغسلون وجوههم كل يوم عدة مرات ليظهروا بكامل زينتهم و أناقتهم على التلفاز أو تحت دوائر الأضواء الكاشفة ، ولا يستطيعون غسل قلوبهم وضمائرهم ان كانت لهم ولو مرة واحدة في الشهر أو السنة.. نعم هناك كثير من الناس ينظفون أبدانهم وحتى بيوتهم ومكاتبهم وسياراتهم الفارهة.. ولكن القليل منهم ينظفون عقولهم من الأفكار السلبية الهدامة وتلكم هي المشكلة العويصة..فلاتغرنكم يا ناس المظاهرالخداعة. فالمظهر لايعكس مضمون صاحبه ولاشخصيته الحقيقية.. وسأضرب لكم مثالاعلى هذا للتوضيح بمثل ذلك الكتاب الذي هو بغلاف رائع وجذاب لكنه بمحتوى تافه و فارغ، فحبدا لوكان هناك ايضا الى جانب اناقة المظهر الاناقة في المضمون والضمير والاسلوب والتعامل والسلوكات.. وأمثال هؤلاء الحرامية المنافقين و بدون ضمير هم الذين ادخلونا أخطأ طريق وورثوا لنا أسوأ العادات وفساد عريض على الأرض ،فأفسدوا الحياة للأغلبية الساحقة وصارت جافة شاقة شائكة مؤلمة..
يقول الخبراء في علم الصحة ،ان غسل اليدين بالماء و الصابون يقضي على العديد من الجراثيم التي تسبب في الكثير من الامراض،وانتم ياسادتي تعرفون جيداجميعا علاقة نظافة الايادي بالوقاية من الامراض.. وهنا اود ان اضيف شيئا آخروهو، أن غسل ايدي مؤسسة واحدة من مؤسسات المجتمع، كمؤسسة القضاء مثلا ،سيقضي على كل أمراض الدولة والمجتمع التي لا تعد و لا تحصى وعلى رأس هذه الأمراض، مرض الرشوة الخبيث، ومرض انتفاخ اوداج اغلب القضاة دائما على الفقراء ولوكانوا على حق…
يابلدي الطيب يابلدي أحبك حتى الموت، أحبك وملايين فيها يحبونك بصدق ويحترمونك بصدق ويعملون من أجلك بصدق، لكنهم للأسف ليسوا الأغلبية، لقد انهزم المصلحون وانتصر المفسدون على هذه الأرض وكثر اصحاب الايادي المتسخة، فالأغلبية يجب إعادة تأهيلها من جديد، وهو شىء صعب، فقد أفسدوا بما يكفى من طرف أمثال اولائك الحرامية الأنذال الذين يقتنون الصابونة دون ان يؤدوا الثمن، وهؤلاء الأنذال هم الذين أرسوا قوانينهم الرديئة بقوة في المجتمع، انهم التماسيح والعفاريت والحرامية والباندية كما يسميهم رئيس الحكومة الحالية، فكيف نعلم حب الوطن.. لمن لايعرف أصلا ما هو الحب؟؟.. وأي شرف يتمتع به هؤلاء ياترى؟،رجاء ياحرميينا كونوا شرفاء، ولو مرة واحدة في حياتكم ..! !