تدوينه زرقاء : أب شريفة لموير يخرج عن صمته و يكتب انأ الذي لقنتها الأبجديات و الوطن و أسماء القادة
لحبيب لموير
لحبيب لموير، أستاذ متقاعد منذ سنتين مواطن مغربي ومؤمن حد النخاع بالوطن ومقتنع بأن المشروع المجتمعي للحزب الذي أنتمي إليه وهو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو الأقدر على تحقيق الديمقراطية والعدالة الإجتماعية من بوابة الحداثة وعلى طريق التحرير، وهي القناعة التي جعلتني أحمل صغيرتي -حين كانت صغيرة- إلى المقرات الحزبية والأنشطة الإشعاعية والتجمعات الانتخابية، أنا من فرح بأن المولودة أنثى والفكرة حداثة وأنا من تلى في أذنها بعد إسم الله و بركة رسوله رسالة الديمقراطية والاشتراكية، ولقنتها بعد الأبجديات والوطن أسماء القادة وسيرهم الذاتية، وأفهمتها أن بيوت الإتحاديين بيتها وأبناؤهم إخوتها وقياداتهم أباء وأمهات وأسرة كبيرة ممتدة، دمها قيم مشتركة وهواءها تحرر وديمقراطية و دربها نضال لا مشروط.
أنا الذي علمتها أنه إذا ضاقت السبل فسبيل الحزب سبيلها وإذا شحت البيوت فمقرات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بيتها وأنا من أوصاها أنه إذا قضيت فبعدي آباء كثر يلبون عقد الأبوة والأخوة والدعم والنصح والمصاحبة.
ولست المذنب في ترسيخ هذه القناعة، فأبناء وبنات الحزب جميعا تلقنوا قيم الإنتماء بهذا الشكل وبهذه الحميمية وهذا البذل والأخوة، لا ننتمي كلنا لجيل المؤسسين ولا لجيل مناضلي القمع والسجون لكننا نعي حجم التضحيات التي مزقت حياتهم وأسرهم من أجل أن يحضننا الوطن أولا و يأوينا حزبنا بقيم جامعة أضحت الآن دستورية، والدك من طينة المناضلين بالاختيار وبالحجم العادي ، يعرفني الرفاق في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب جندياً بسيطاً كما يعرفونني أول ممثل لحزبنا في مجلس مدينتنا (زاكورة) الغارقة في الجغرافيا مكافحا عن البسطاء من طينتي ، فأعذريني إن أحجمت عن نصرتك أمام سلطة ترعرعت على تمجيدها وإحترامها منذ اخترقت مسامعي توجيهات الزعيم بوعبيد وأنا صبي أتأبط أدواتي المدرسية ، واغفري لي أني لم أستوعب إلى هذه اللحظة أن الصراخ الذي يأبى مغادرة مسامعي كان صراخك في مدخل مقر بيتنا الكبير وأسرتنا المترامية و تجاوزي حد الغفران أن أباك الذي حكى لك قصص المهدي وعمر وعبد الرحيم وعبد الرحمن لا يجد كيف يبرر اليوم صمته الجارح أمام سلوك وريث العهد الحزبي. صغيرتي التي أضحت شابة قيادية اِغفري أنني لست إسما كبيراً يُقام له ويقعد واِرحمي إنتمائي للقوات الشعبية وإعلمي أنني كبرت الآن و خطوت إلى غير المقام عندما سمعتك -بألم- توقعين على وثيقة الانتماء الفعلي للفكرة الاتحادية فهكذا التحرير وهكذا الديمقراطية وفي طريق الاشتراكية.