كابوس الرعب يعود إلى زاكورة و الجهات المسؤولة في نوم عميق.
خالد بلبعير
وباء المينانجيت أو ما يصطلح عليه بالتهاب السحايا يُزهق روح طالبة جامعية منحدرة من إقليم زاكورة ، بمستشفى التخصصات “بوكافر” بورزازات، بعد تدهور حالتها الصحية، الفتاة العشرينية تدرس بكلية الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير،هذا المرض الفتاك بدأت أعراضه تنسيج خيوطها في جسد الفتاة ضحية،منذ أسبوع، بإرتفاع درجة حرارتها مصاحبة بغثيان، الشئ الذي إستدعى نقلها إلى المركز الاستشفائي الإقليمي زاكورة، حيت تم إجراء فحوصات على الفقيدة وإعطاءها أدوية وحقن ساعدت في إنخفاض درجة الحرارة، لكن الوباء كان اقوي و حصد روحها، بعد نقلها إلى ورزازت بطلب من الطبيب المشرف بزاكورة.
و في تصريحات سابقة لهيئات حقوقية و جمعوية بالإقليم ، دقت ناقوس الخطر و طالبت الجهات الوصية بالتدخل و تسريع عملية تلقيح واتخاذ الإجراءات الضرورية من اجل تفادي انتشار و استمرار مرض “التهاب السحايا” او “المينانجيت” و في مواصلة حصده للارواح، يوما بعد يوم.
وحسب المعطيات و التعارف المتداولة تعتبر أن داء التهاب السحايا توجد في الجسم أغشية تُغطي الدماغ والنخاع الشوكيّ وتُعرف بالسحايا (الإنجليزية Meninges) ، يمكن أن تتعرض هذه السحايا لالتهاب فتُعرف مثل هذه الحالة بداء التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص من الأعمار جميعها يمكن أن يُعانوا من هذه المشكلة، وفي الحقيقة هناك أكثر من نوع لالتهاب السحايا، منها ما هو بكتيري، ومنها ما هو فيروسي، ومنها ما هو فطري، وأمّا بالنسبة لالتهاب السحايا البكتيريّ فينتقل من المصاب إلى الآخرين عن طريق التواصل المباشر ويُعدّ هذا النوع من التهاب السحايا خطيراً للغاية لاحتمالية تسببه بإنهاء حياة المصاب، ولذلك يجب أن يتلقى المصاب في هذه الحالى الرعاية الطبية الفورية، وإلّا عاني من مضاعفات شديدة كتلف الدماغ مثلاً، أمّا بالنسبة لداء التهاب السحايا الفيروسيّ فيُعتبر أقل خطورة من البكتيري وغالباً ما يمتثل المصاب للشفاء دون الحاجة إلى إعطائه العلاج، ويجدر بالذكر أنّ أغلب حالات داء التهاب السحايا البكتيري أو الفيروسيّ نجمت عن تعرّض الشخص لعدوى بكتيرية أو فيروسية في جزء خارج الدماغ ولكن قريب منه، كالأذن أو الجيوب الأنفية أو الحلق أو ما شابه، ثمّ تصل هذه العدوى إلى مجرى الدم، ومن هناك تنتقل لتُصيب الدماغ، وأخيراً يُعدّ التهاب السحايا الفطري من الحالات النادرة التي يمكن أن يُعاني منها الشخص، وإنّ أغلب الحالات التي سجّلت إصابة بالتهاب السحايا الفطري كانت تُعاني من ضعف في الجهاز المناعي المسؤول عن محاربة العدوى بأشكالها كما هو معلوم.
هل ستستفيق الجهات المختصة من سباتها وتباشر عملية التتبع و المواكبة المستمرة من اجل وضع حد لانتشار هذا الوباء؟ فهل من مغيث لساكنة هذه المدينة المهمشة ؟ وهل من آذان لهؤلاء “المسؤولين”؟ وهل في قلوبهم رحمة تجاه المواطن؟ هل ستتحرك قلوبهم عندما يتوجع مواطن؟.
إن من بين أهم المعضلات التي تقف حجر عثرة أمام تطور هذه المدينة ما يعرف في الغالب بالضحك على الذقون الذي لا يشبع البطون، لقد أصبحت زاكورة تعيش تحت مظلة لا تملك سوي أوراق التوت كلما تساقطات كشفت المستور وبينت عورات البعض، وفي ظل غياب الاهتمام بمصالح المواطنين الرامية إلى تلبية حاجياتهم في المجال الاجتماعي أولا وفق إطار ذو جودة و فعالية، لا يمكن أن يدخل الفرد ضمن قائمة المواطنين.
ما ذنب هذه المدينة المسكينة ، كلما زارها احد المسؤولين قال قول احمد مطر هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن، ساكنة زاكورة لم ترى سوى الوعود الكاذبة و لم ترى من ذلك شيئا أبداً، نأمل أن نسمع أن السلطات اتخذت جميع التدابير و الإجراءات اللازمة لوقوف انتشار هذا الوباء الذي حصد أرواح بريئة لم ترى النور بعد، كما نأمل في تحسين قطاع الصحة بالإقليم من طرف المسؤولين عليه و نأمل أن تتحرك ضمائر المنتخبين والمنتخبات ويأخذون بعين الاعتبار في مخططات وبرامج مجالسهم صحة المواطن.
و معذرة يا سيدي وأين صاحبي حسن ؟