“إحنا لما نموت الجسم ده هيروح للتراب والدود هياكله لكن لما أساعد حد إنه يعيش من غير ألم ومن غير أدوية.”
بتلك الكلمات أثارت الفنانة إلهام شاهين جدلا ساخنا في مصر، وفتحت الملف القديم الجديد: التبرع بالأعضاء.
إلهام شاهين قالت إن سبب طرحها قضية التبرع بأعضاء الجسد، المبادرة التي طرحها الدكتور خالد منتصر، ثم بدأت بعد ذلك بالبحث فوجدت أن هناك مشروع قانون أقرته الدولة منذ 2010، أي منذ 11 عاما، ولكن لم يفعل؛ لأنه لا يوجد متبرعين، ولا ثقافة ووعي لدينا حيال التبرع، ولذلك من المهم لفت النظر إليها.
وأضافت الفنانة إلهام شاهين، خلال اتصال هاتفي بأحد البرامج أنه انضم لهذه المبادرة مجموعة كبيرة منهم «دكاترة كبار ورجال علم وقضاء»، مثل الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور مصطفى الشاذلي، أستاذ زراعة الكبد، والمستشار أمير رمزي، والدكتور سعد الدين الهلالي.
وعبرت الفنانة عن أمنيتها بتفعيل قانون التبرع بالأعضاء، قائلة: «هي ليها آلية لتنفيذها، لازم يبقى فيه بنك لزراعة الأعضاء، وما يثبت بأن هذا المتوفى موافق، فيه دول كتير بتكتب ده على رخص القيادة، وتونس وهي دولة عربية بتكتب ده في الرقم القومي، وأنا أفضل الكتابة في الرقم القومي عشان مش كل الناس عندها رخصة قيادة، بس لازم ما يثبت».
وتابعت: «احنا كان عندنا بنك للقرنية، من زمان من أيام الرئيس السادات، وبعض الأقلام هاجمت ده، العقليات اللي ضد العلم والدين والإنسانية وكل حاجة، فأغلق هذا البنك حاليا وبنستورد القرنية من الصين».
جدل
ما قالته إلهام أثار جدلا هائلا على مواقع التواصل، واختلف النشطاء بين مؤيد ومعارض.
رأي الشعراوي
أحد النشطاء ذكّر بقول الشيخ الشعراوي إنه لا يجوز نقل التبرع أو نقل الأعضاء، متابعا في أحد لقاءته: “لو الأعضاء ملك الإنسان لما عاقب الله المنتحر”، مؤكدا أنه لا يجوز التصرف بالتبرع أو الهبة أو البيع في شيء لا يملكه الإنسان.
وأضاف: “الله تعالى بجعله لك السمع والبصر بعد الخلق لا تعتقد أنه جعلها لك، لكنها ستظل أعضاءه ملكه، يبقيها على حالها، يحفظها، يصيبها بآفة، أو يعطلها فالأشياء النافعة لابن آدم يخلقها الله ويجعلها ثم يملكها لك، كن ذات الإنسان، وأبعاد الإنسان خلقت لله وجعلت لله، وتظل مملوكة لله”.
وقال: “وما دام الأمر كذلك خلقًا وجعلاً وملكًا يجب أن يتنبه الذين يدعون العاطفة الإنسانية لخلق الله، فيخلعون عينًا أو كلية أو طرفًا ويضعونها في الإنسان لأن التبرع بالشيء فرض الملكية له، وبيع الشيء فرض الملكية له، وما دمت لا تملك ذاتك أو أبعادك، فلا يصح أن تتبرع بها”.
رأي الشيخ المسيّر
في ذات السياق ذكّر البعض بفتوى الشيخ محمد سيد أحمد المسيّر عن التبرع بالأعضاء قال فيها إن الإنسان يملك بدنه ملكية استخلاف، مشيرا إلى أن الإنسان يتصرف في بدنه بما لا يعارض الشرع.
وقال إن قضية بيع البدن مرفوضة شرعا، مشيرا إلى وجود حالتين للتبرع: من حي إلى حي ومن ميت إلى حي.
وقال بوجود ضوابط للتبرع، منها: ضرورة وجود عضوين في الجسد للتبرع بأحدهما.
وتابع: يجوز التبرع بأحد فصوص الكبد، لا بالكبد كله.
ويجوز التبرع بإحدى الكليتين.
وقال إنه يشترط ألا يؤدي التبرع لضرر كبير يلحق بالمتبرع، ولا يجوز البيع.
وعن تبرع الميت للحي قال المسير: كل إنسان يُحتضر لا يجوز الإجهاز عليه ، وموت جذع المخ ليس موتا.
وتابع: أنا أحافظ على كرامة الإنسان حيا وميتا.
وكسر عضو من الميت ككسر عضو من الحي.
وقال المسير: لا ينتفع بأي عضو من أعضاء الميت إلا القرنية، لأنها تمكث 12 ساعة، أما القلب إذا توقف لا يعود وكذلك الكبد.