مرثية زاكورة..نفق اخر الى جنسية الموت
– نام في الحافلة على كرسي من خشب .استيقظ ووجد نفسه محمولا على الأكتاف ملفوفا بكفن النسيان. انتصب الموت حائلا بين حلمه و أسوار الجامعة.
-أذن المؤذن للصلاة على الموتى.انتظر الإمام طويلا وصول المصليين.تخلف الجميع.صلى عليهم صلاة الغائب وخرج بعد أن أحكم إغلاق المسجد.
– هم يركبون حافلات من حرير و نحن نمتطي أخاديد الموت.ضخوا لهم بوداعة منحا سخية حجزوا لهم تذاكر السلامة تنجيهم عذاب السموم ونحن اسقطوا عنا هويتنا و ألبسونا جنسية المنون.
– في بهو الجامعة اقترب الرجل ذو البذلة الزرقاء الداكنة من حلقية الطلبة .طلبة الجنوب الشرقي. فقال لهم غاضبا …”الموت مصيركم إما في أمعاء الجبال أو على مقصلات الجامعة.أينما وليتم فتم وجه الموت يحاصركم في البر و البحر في السهل و على قنة الجبل.”
– في الدار البيضاء همس رجل من زاكورة إلى زوجه قائلا..”سأرحل الي صحراء بلدتي التي علمتني ان النخل يبكي كي لا يموت لأصلي جنازة المقاومين الجدد ” وردت عليه موضحة..”تغيب عني اليوم إنسانا تعود لي غدا جثمانا”
– يقولون ..تعددت الأسباب و الموت واحد
يرد الضحايا..سبب واحد موت واحد
يحل عيد الموت
فنذبح خرفانا ..قربانا
بمنجل واحد.
-يسيل الدم هناك ليحيى الوطن
يسيل الدم هنا لتشيع جنائز المأساة
دمهم للتاريخ
ودمنا للنسيان
– بكت أم ثكلى فشلت رجلاهما على حمل جسدها المترهل..”حفرتم أنفاق الحزن في قلبي سبرتم أغوار جبل في أحشائي سيتفجر”
– هاتف تلميذ صديقه في الجهة النافعة من المغرب..”أنا طائر الفنيق أموت مرارا
جمر أنا
أشبه الصحراء”.
لحسن فسكاوي – يوم الثلاثاء الاسود