الإشعاعات اللاسلكية … حقيقة علمية تائهة بين خطاب التأكيد … ولهجة النفي!!
إن كسب رهان العولمة معادلة صعبة قد تحتمل الصواب والخطأ في آن واحد، فما أحدثته هذه الأخيرة من فجوة عميقة بين الميسورين والفقراء، يقتضي منا الوقوف، لا لإمتصاص الخوف من المجهول، بل لإبطال مفعول المآمرة المحاكة ضد ساكنة كانت ضحية وفاق مشؤوم، كان نقطة عبور لهذا الخطر البالغ الأهمية، يتعلق الأمر بتثبيت الهوائيات الخاصة بشركات الاتصالات، فوجود هذه الأخيرة وسط أحياء آهلة بالسكان، تعد على آدميتهم. نظرا لما لها من أخطار أثبتها الطب وفندتها التكنولوجيا، وساندتها في طرحها منظمة الصحة العالمية، معتمدة في ذلك على أن الأبحاث لازالت جارية في هذا المضمار، فمن السابق لأوانه إصدار أحكام مسبقة. إذن فكرة النار التي قذفتها منظمة الصحة العالمية، حولت أسطح المنازل بالمدن والساحات إلى بؤر توتر، وأعطت الشرعية والحكم بالبراءة إلى الشركات، مع نشر تقارير عن عدم جدوى ما يلف بالقضية. فكباقي المدن والمحطات الجبلية والقروية لم يسلم الإقليم مدنه وبواديه (تمكروت) كمثال حي، فبالإضافة إلى وجود الحبال ذات التوتر المرتفع التي تخترق الشارع الرئيسي، تأتي الهوائيات لتزيد الطين بلة، فوجودها فتح الباب على مصرعيه لكثير من التحليلات، أثارت الكثير من الجدل وتباين ردود الفعل بين مؤيد يستفيد من قريب أو من بعيد، ومعارض يرى أن ضررها ثابث بالدليل والبرهان، فأصبحت القضية ساخنة وعلى قدر من الأهمية، وبالتالي شكلت مادة دسمة لأصحاب الحل والعقد فالكل يدلو بدلوه في انتظار فرج قد لا يبدو قريبا. لأن ممارسة سياسة العصا الغليظة هي العملة السائدة في مجتمع حدود أو سقف الحريات فيه ليس عاليا.
بلال الفاضلي