العصبية القبلية البغيضة والخبيثة
العصبية القبلية البغيضة والخبيثة: من الأدوات الخطيرة بمنطقتنا للأسف.
عوض أن نستغل اختلافنا وتنوعنا,في إثراء وإغناء المنطقة في جوانب متعددة ,للأسف استعملناه في الاستخفاف ببعض الأجناس والسخرية منها
ووسمها بكل نقص وعيب بمبررات طينية سفلى (اللون,العرق,الجاه,المنصب ….), مع أن الله عز وجل هو الذي خلقنا جميعا من نفس واحدة ,وجعل التفاضل بيننا في التقوى فقط كميزان رباني لا يحابي أحدا على أحد, أبيضا ولا أسودا ولا ……
فانظر حبيبي وأخي الفاضل إلى الإسلام كيف وظف هذا الثراء البشري وهذا الغنى الإنساني في بناء الدولة الإسلامية ونشر الخير إلى الناس كافة, فآخى بين سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي وعمر القرشي وسعد الأنصاري رضي الله عنهم جميعا وضربوا لنا أروع الأمثال في التضحية والتواضع ونكران الذات. فبنى دولة بقيادة محمد الحبيب صلى الله عليه وسلم في زمن قصير ممتدة وعامرة تنبض بالحب والعطاء والرحمة للعالمين أجمع,لازلنا ننهل من عظيم عطاءاتها إلى اليوم.
إننا ما لم نتخلص من هذه الجاهليات المنتنة,ونتخلص من طولنا وتعجرفنا,و من تكبرنا على بعضنا, ونبني أركان الاحترام فيما بيننا ,فلن نصنع حضارة ولن ننمي منطقة,سنضل منشغلين ببعضنا حتى ينسحب بساط الوقت من تحت أقدمنا, ونحن لازلنا نردد ونغني نفس الأغنية التي فرقتنا وشتتت شملنا ومزقت كياننا وضعيت جهودنا,فهذا يردد أنا ابن فلان وذاك يردد وأنا ابن علان وهؤلاء يرددون نحن أبناء… ,ونسي الجميع أنه من تراب وسيعود مسكينا إلى التراب طال الزمن أو قصر,ونسوا أنهم كلهم لآدام عليه السلام.
هذا الداء الفتاك آلمنا وآلم الكثير من أبناء هذه المنطقة الجميلة (زاكورة),الذين اظهروا حسن نيتهم لخدمة المنطقة لكن وَقْعُ هذا الداء عليهم جعلهم يتركون المنطقة ويتوجهون لمناطق أخرى حيث أعطيت لهم القيمة والمكانة التي يستحقونها ورُفِعَ قدرهم,فأصبحوا قادة هناك ولو ضلوا كل حياتهم بمنطقتهم يحاولون الوصول لتلك المرتبة لما وصلوا لها إلا في أحلامهم الوردية؟؟؟.
ومن نتائج هذا المرض الخبيث والفتاك الذي هو من رواسب الجاهلية الأولى والذي أخذ ويأخذ تلاوين وتجليات أخرى في جاهليات هذا الزمن أنه:
• فرَّق الجماعات.
• أنشب الصراعات.
• أهدر جهودا ونفقات.
• ضَيَع مصالح ومهمات.
• كبح التنميات و الإبداعات.
• غَيَّب الأهداف الحقيقية وشغلنا بالتفاهات.
• و غذى أحقادا ونزوات وعداوات.
• …..
بلى هذا الداء الفتاك تظهر أعراضه بوضوح في مناسبات عدة:
في الســياسة : في اختيار المسؤول.,عند الانتخابات.
في الأعراس : في المصاهرة بالخصوص….
في المنافسات : رياضة, دراسة, مناصب …
لعلاج هذا الداء الخطير والذي يمس عقيدة المسلم نقترح ما يلي:
التمسك بالدين الإسلامي حقا وصدقا,لا مظهرا فقط, ونبذ كل جاهلية بغيضة.
محاولة التخلص من رواسب الجاهلية,ولنتعصب جميعنا “للحق والحق فقط”.
إدراك أننا حقيقة كلنا لآدم وآدم من تراب,وسنعود إلى التراب وبعدعا إلى جنة أو نار.
إدراك أن أكرمنا عند الله أتقانا, وليس أبيضنا ولا أغنانا ولا ….
تقييم الإنسان من خلال ما ينجز وما يعطي كما قال الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:” قيمة المرء ما يحسنه”.
ولكم إخواني أخواتي واسع النظر في اقتراحات أخرى ترونا أنها تجدي لعلاج هذا الداء
…..
بلى إن العصبية القبلية الخبيثة والمنتنة كما سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم, تكاد تعصف بكل موروثاتنا الحميدة الأخرى. حيث أضحت تصنيفاً اجتماعيًا قاسيًا على فئات عريضة من المجتمع, يؤخذ به أكثر من العدالة الاجتماعية الإسلامية في الزواج والسياسة والعمل والتعليم وغيرها كما أسلفنا، بل وحتى في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع الواحد،ولو عشت بيننا حينًا من الزمن لم يعوزك اكتشاف ذلك بكل جلاء و وضوح.
و ختاما ,لنعد جميعا إلى رشدنا وليحترم بعضنا البعض بعيدا عن كل عصبية مقيتة قاهرة ومميتة,حتى نحقق ما نصبوا إليه جميعا,ولنعمل في المشترك بيننا وهو كثير وكثير, وليعذر بعضنا بعضا فيما نختلف فيه وهو قليل,حتى نوحد الجهود وننشغل بالأهم المهم ,نفعا لأنفسنا وبلدنا ووطننا ولم لا أمتنا جمعاء. ولنعلم أن هذه أولى خطوات الوحدة الحقيقية والعدالة الاجتماعية و النفع العميم والإصلاح القويم والتنمية المستدامة التي نصبوا إليها جميعا.
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
للقراء الكرام:
تصويب:
….. سنظل منشغلين ببعضنا حتى ينسحب بساط الوقت من تحت أقدمنا,…..
….. ولو ظلوا كل حياتهم بمنطقتهم يحاولون الوصول ……
…… التراب وبعدها إلى جنة أو نار.