ساكنة منطقة “احصيا” تحتج أمام إعدادية الامل من أجل توفير النقل المدرسي
يعيش تلاميذ منطقة احصيا البعيدين عن اعدادية الامل منذ سنوات ظروفا أقل ما يقال عنها أنها مزرية للغاية بسبب غياب النقل المدرسي، مما أثر سلبا على تحصيلهم الدراسي وارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة.. وهذا شيء طبيعي، إذ كيف يعقل ان يقطع التلميذ كل يوم أكثر من 10كلومترا ذهابا ونفسهاإيابا في ظل اجواء صحراوية يتميز طقسها بالقساوة الشديدة بفصلين في السنة: فصل الشتاء بزمهريره القاسي، وفصل الصيف بحمارة قيضه الحارقة وباستعمال في أحسن الاحوال لدرجات هوائية في طرق ضيقة تهدد سلامة المتعلمين الصغار خاصة مع فصل الشتاء عند الخروج في الفترة المسائية حين يحل الظلا م .هذا حال أصحاب الدراجات، أما حال الراجلين المساكين فحدث ولاحرج ..إن مثل هذه الاوضاع التي تترك ابناء المنطقة عرضة للخطر دفع بالكثير من الاباء وأولياء التلاميذ المغلوبين على امرهم الى تفضيل عدم تعليم بناتهم ليقتصر التعليم على أغلبية الذكور في المنطقة في زمن تم فيه رفع شعار تعليم الفتاة القروية ومحاربة الهدر المدرسي بين الجنسين..
فإذا كانت الدولة مشكورة قد حققت للتلاميذ حق التغدية في الفترة الزوالية من خلال الداخلية ودار الطالب بعدما ان كان التلاميذ لسنوات طويلة يتناولون طعامهم البارد الذي يرافقونه من بيوتهم ليتناولوه في العراء أو تحت جدوع اشجار النخيل والطلح ، فإن محنة النقل لازالت تفرض نفسها بقوة، ولازالت تفعل فعلها في الهدر والتحصيل الدراسي المتدني لأبناء المنطقة وخاصة في صفوف الفتيات .وفي هذا السياق خرج آباء وأولياء تلاميذ إعدادية الامل يوم 19نونبرالجاري في إطار مسيرة احتجاجية يطالبون من خلالها بتوفير النقل المدرسي لكافة تلاميذ البلدات التي تعاني من صعوبة الوصول الى الإعدادية.. وتجدر الإشار الى ان هذه المسيرة التي انتهت على شكل اعتصام والذي ربما سيكون مفتوحا امام اعدادية الامل، ليست هي الاولى من نوعها بالمنطقة، فقد سبقتها مسيرة إنذارية ببلدة اعشيش قام بها تلاميذ البلدة يوم 16-11- 12 بموازاة مع مسيرة لأبائهم وأولياء الامور على الطريق الرابط بين الريصاني وزاكورة لإثارة إنتباه المسؤولين الى حل هذا المشكل..
وأمام صمت الجهات الوصية، وعدم التدخل من أجل إجراء حوار جدي حول الموضوع، جاءت إعتصام اليوم امام اعدادية الامل من جديد للتنديد بصمت المسؤولين والتنديد بالاوضاع المزرية التي يعاني منها شريحة عريضة من تلاميذ منطقة احصيا البعيدين عن الاعدادية.والامر مرشح للتصعيد من طرف التلاميذ واباء وأوليائهم في زمن غابت فيه جمعيات المجتمع المدني والمنتخبين الذين لايظهرون الافي أوقا ت حصاد غلة الانتخابات في موسم من لاموسم له ،حين يظهرون وهم حاملين مناجيلهم الصدئة لجمع أصوات الناس الذين يعيدونهم دائمابوعود لم يسبق لها ان تحقق منها شيئا..
للتذكير، فإلى غاية كتابة هذه السطور لم نسمع عن جهة ما جاءت اواتصلت من اجل فتح حوار مع المعتصمين حول الموضوع ..ولم نسمع سوى عن رغبة رئيس ملحة النيف الحضور لأسباب أمنية كما العادة في مثل هذه الاعتصامات.. ترى هل ستسجيب الجهات الوصية لهذا المطلب العادل والمشروع لتلاميذة منطقة مهمشة منذ الاستقلال الى اليوم؟
محمد حداوي