وزير التجهيز و الماء نزار بركة يؤكد تخصيص أكثر من 2 مليار درهم لمواجهة ندرة المياه بالأحواض المائية

0 333

أكد وزير التجهيز و الماء نزار بركة، أن البرنامج الإستعجالي لتأمين التزود بالماء الصالح للشرب بأحواض ملوية، أم الربيع و تانسيفت 2021-2022 جاء لمواجهة ندرة المياه التي تعاني منها هذه الأحواض، مبرزا أن هذا البرنامج رصد له 2 مليار و 42 مليون درهم و ينضاف هذا المبلغ إلى حوالي مليار درهم تم رصدها برسم الفترة 2020-2021.

حيث أوضح بركة في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء أمس الجمعة، أنه بالرغم من المجهوات المبذولة و وضع البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب و مياه السقي 2020-2027، تعاني بعض الأحواض المائية من نذرة كبيرة في المياه و منها حوض ملوية (مناطق وجدة و الشرق)، حيث يسجل تراجعا كبير في نسبة ملء السدود التي لا تتجاوز 11 بالمائة، و هو ما ينعكس سلبا على ساكنة هذه المناطق.

فيما عزا الوزير هذا الوضع إلى أمرين. أولهما يتعلق بالتغيرات المناخية، تراجع التساقطات المطرية، و ثانيهما مرتبط بالتأخر الحاصل في تفعيل الإستراتيجية الوطنية للماء، مستطردا أنه “كان من المفروض إنجاز محطة لتحلية المياه في السعيدية عند متم 2018 من أجل ضمان التزود بالماء لساكنة مناطق الناظور، الدريوش و السعيدية”.

لمواجهة هذا الخصاص يقول الوزير، تم وضع برنامج بقيمة مليار و 300 مليون درهم بالنسبة لحوض ملوية يهدف إلى تعبئة كل الإمكانات المائية الموجودة من خلال إنشاء قنوات الضخ و إستثمارها و إستغلالها لتزويد المناطق المتضررة بالماء، و العمل كذلك على تعبئة و البحث عن مياه جوفية جديدة، فضلا عن إطلاق مشروع تحلية الماء بالناظور.

كما تم في هذا الإطار ، يضيف بركة، العمل على تحسين مردودية القنوات واستثمار كل ماهو مرتبط بالسدود الموجودة من أجل استعمالها بشكل افضل مستقبلا، والعمل في الوقت نفسه على و ضع سدود تلية جديدة بالنسبة لحوض ملوية، حيث سيتم انجاز 11 سد تلي.

بالنسبة لحوض تانسيفت الذي يعرف نقصا كبيرا في المياه و البالغة نسبة ملئه 34 بالمائة، أكد المسؤول الحكومي أن الإشكال الحقيقي مرتبط بوجود العديد من المناطق، خاصة مدينة مراكش التي تعاني من إشكالية الماء، و بالتالي كان من الضروري ضمان تعبئة 20 مليون متر مكعب من أحد السدود من أجل تأمين وصول الماء لهذه المدينة.

و أشار في السياق ذاته إلى الجهود التي بذلت لمعالجة إشكالية “سرقة” المياه الموجودة في المنطقة و تلك المرتبطة بمردودية قنوات الماء التي تسجل ضياعا في هذه المادة الحيوية بنسبة تترواح ما بين 40 و 60 بالمائة.

فسجل الوزير أنه فضلا عن القيام بتقليص الضغط على سد المسيرة من خلال ما تم القيام به بالنسبة لحوض أم الربيع، سيتم إطلاق، في الأسابيع المقبلة، المشروع الكبير لتحلية المياه بالدار البيضاء بـ 300 مليون متر مكعب، كما تم ربط الدار البيضاء الشمالية بالدار البيضاء الجنوبية، و هم ما سيساهم في تقليص الضغط على سد المسيرة، مفيدا بأنه سيتم إستعمال سد سيدي محمد بن عبدالله بالنسبة لحوض أبي رقراق، و بهذه الكيفية سيتم تخفيف الضغط على الدار البيضاء بالنسبة للماء.

من جهة أخرى، أشار بركة إلى أنه سيتم أيضا، إنجاز السدود التلية في حوض ام الربيع ، و العمل على ضمان تدبير مندمج للماء بالنسبة للفرشة المائية بمنطقة برشيد، حيث تم الشروع في إبرام عقود فرشة بهذه المنطقة الفلاحية المهمة التي تسجل استغلالا مفرطا للماء، و ذلك لإستفادة الفلاحة، “لكن ليس على حساب الماء الشروب و فئات عريضة من مستعملي الماء في هذه المنطقة”.

علاوة على هذه البرامج ذات الطابع الإستعجالي يبرز الوزير، تم إعتماد برنامج خاص للسدود التلية يضم 120 سد تلي سينطلق هذه السنة على أن ينتهي في سنة 2024، لافتا إلى أن السدود التلية لها دور مهم لأنها تساهم في مواجهة إشكالية الفيضانات، توفير الماء للماشية و تغذية الفرشة المائية بكيفية إصطناعية.

شدد بركة في هذا السياق، على أن الفرشة المائية عرفت إستغلالا مفرطا، حيث تعرف مدينة برشيد لوحدها إستنزاف مترين مكعب من الفرشة المائية سنويا، و 1.5 متر مكعب بمنطقة الحوز سنويا، مؤكدا على ضرورة مواجهة هذه الإشكالية الحقيقية “بكيفية عقلانية تقوم على التدبير المندمج للماء. و كذلك الإستغلال الأمثل للماء، و العمل على ضمان تدبير الطلب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.