تنظيم لقاء تشاوري بالصويرة حول تطوير التعليم العالي
نظم بمدينة الصويرة لقاء تشاوري مع الفاعلين و الأطراف المشاركة، في إطار الإستعدادات للمناظرة الجهوية حول التعليم العالي، البحث العلمي و الإبتكار، التي تعتزم جامعة القاضي عياض تنظيمها، في شهر مارس المقبل، تحسبا للمناظرة الوطنية حول هذا القطاع.
فيما يندرج هذا اللقاء، الذي نظمته جامعة القاضي عياض، أمس الثلاثاء، و تميز بحضور عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، و رئيس الجامعة، مولاي الحسن أحبيض، و منتخبين و فاعلين مؤسساتيين و من المجتمع المدني، في إطار التعبئة العامة، التي أطلقتها، منذ منتصف شهر يناير، هذه المؤسسة الجامعية، من خلال تنظيم لقاءات للتبادل و الإنصات، و كذا المشاورات مع مختلف الأطراف المشاركة داخل المنظومة الجامعية و الفاعلين المؤسساتيين، الإقتصاديين و الإجتماعيين التابعين لترابها، قصد الإنصات لهم و إستقاء وجهات نظرهم.
كذلك قال المالكي، في كلمة خلال الجلسة الإفتتاحية، إن هذا اللقاء سيشكل أرضية و فضاء لتبادل وجهات النظر، و تعبئة الذكاء الجماعي، قصد إعادة التفكير في التعليم العالي، و الرفع من جودته، و تعزيز دوره في التنمية المحلية و الجهوية.
حيث سلط المالكي، بهذه المناسبة، الضوء على الجهود المضطردة، المبذولة على صعيد إقليم الصويرة، خلال السنوات الأخيرة، من أجل النهوض بالتعليم بصفة عامة، بدءا بالتعليم الأولي، الذي شهد إحداث 430 وحدة، أي بنسبة ولوج تقدر ب80 بالمئة لفئة الأطفال المستهدفين، و بناء خمس مؤسسات للتعليم الثانوي التأهيلي و الإعدادي، فضلا عن برمجة إحداث خمس أخرى خلال السنتين المقبلتين، مما سيرفع عدد هذه المؤسسات على صعيد الإقليم إلى 48، مقابل 38 مؤسسة حاليا.
فسجل أن تأثير هذه المكتسبات يبقى رهينا بتحقيق قفزة نوعية في التعليم العالي، علما بأن العرض الجامعي على مستوى الإقليم يظل محدودا، و لا يستوعب سوى أقل من 10 بالمئة من 3500 شاب يحصلون على شهادة البكالوريا سنويا.
و شدد عامل الإقليم، في السياق ذاته، على ضرورة تسريع وتيرة إنجاز العديد من المشاريع المهيكلة، التي تم إطلاقها، على غرار تحويل المدرسة العليا للتكنولوجيا إلى مدرسة للمهندسين، و هو المشروع الذي قطع أشواطا هامة، حيث هناك طموح لإفتتاحه خلال الدخول الجامعي المقبل، و كذا إحداث أقسام تحضيرية، و مدرسة الفنون و التصميم، و الجامعة الدولية بشركة مع جامعة القاضي عياض.
من جهته، أوضح أحبيض أن هذا الإجتماع، الذي يأتي في إطار سلسلة من اللقاءات الجهوية، الرامية إلى بلورة رؤية و خارطة طريق تهم التعليم العالي، و البحث العلمي و الإبتكار، يسعى إلى أن يشكل فضاء للتقاسم و الإنصات لمقترحات و إنشغالات مختلف الأطراف على صعيد الإقليم، المتصلة بكل ما يتعلق بهذا القطاع الحيوي، في أفق إنعقاد المناظرة الجهوية، التي تعتزم جامعة القاضي عياض تنظيمها، الشهر المقبل.
أعرب عن الأمل في أن تتوج أشغال هذا اللقاء، كما هو شأن تلك التي عقدت عبر الجهة، بتوصيات ومقترحات كفيلة بإغناء النقاش، وتشكل أساسا لمشاريع تطوير التعليم العالي بصفة عامة، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتعلقة، على الخصوص، بتفعيل النموذج التنموي الجديد.
إثر ذلك، ألقى أحبيض عرضا تطرق فيه إلى مختلف محطات مسلسل المناظرة الجهوية، الذي تم إطلاقه من قبل جامعة القاضي عياض، والفاعلين والأطراف المشاركة المعنية، وكذا إلى المحاور الرئيسية والمواضيع، التي ستكون في صلب هذه اللقاءات التشاورية، داعيا الحضور إلى المشاركة في هذا النقاش على شكل مساهمات مكتوبة، تعبر عن أفكارهم ووجهات النظر، ووضعها رهن إشارة رئاسة الجامعة، من خلال البريد الالكتروني: assises.regionales@uca.ma.
من جانبهم، ثمن الفاعلون المحليون هذه المبادرة، التي توفر فرصة لوضع الأصبع على الاكراهات والانشغالات المرتبطة بهذا القطاع على صعيد إقليم الصويرة، كما أجمعوا على ضرورة رفع العجز الملاحظ على الصعيد الإقليمي، من حيث العرض من المؤسسات الجامعية، باستثناء المدرسة العليا للتكنولوجيا، وبالتالي الحد من معاناة الأسر والطلبة من أجل متابعة دراستهم العليا.
و دعوا، في هذا الإتجاه، إلى خلق نواة (أو ملحقة) جامعية بالصويرة، علما بأن عددا هاما من الطلبة يجدون أنفسهم مجبرين على التخلي عن دراستهم، بسبب الهشاشة و النقص في المؤسسات الجامعية بالإقليم.
كما شدد المتدخلون، ومن بينهم منتخبون و فاعلون مؤسساتيون و من المجتمع المدني، على قلة المنح الجامعية الممنوحة للإقليم، داعين إلى تعزيز توجيه الطلبة، قصد إستغلال الكفاءات التي يتوفر عليها الإقليم بشكل أفضل، خاصة و أن كافة مؤشرات قيادة التعليم إيجابية جدا، و تسجل نموا مستمرا.
دعوا، فضلا عن ذلك، إلى إرساء مختبر للبحث العلمي بالإقليم، مشددين على أهمية إنجاز تشخيص لحالة القطاع خلال هذا المسلسل المتعلق بالمناظرة الجهوية، و كذا إعتماد تكوينات تتماشى مع الخصوصيات الترابية.
في الأخير، تميز هذا الإجتماع أيضا بإلقاء عرضين آخرين، موجهين إلى تقديم نظرة حول مهام، و شعب التدريس داخل الجامعات الثلاث التابعة لتراب جهة مراكش-آسفي، و هي جامعة القاضي عياض، و جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بإبن جرير، و الجامعة الخاصة بمراكش.