إنفجارات عنيفة بالعاصمة الأوكرانية كييف
هزت إنفجارات عنيفة العاصمة الأوكرانية كييف صباح اليوم ما دعا السلطات لمطالبة السكان بالتوجه إلى الملاجئ فوراً. يأتي ذلك في الوقت تقول فيه تقارير إخبارية نقلا عن مسؤولين أن القوات الروسية دخلت مدينة خيرسون الإستراتيجية.
حيث شهدت العاصمة الأوكرانية كييف عدة إنفجارات عنيفة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس (الثالث من مارس 2022)، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار.
كما ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية (يونيان) أنه تمت دعوة السكان إلى النزول للملاجئ على الفور. و جرى تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي لإنفجارات شديدة و لكن لم ترد سوى تفاصيل قليلة. و لم يتضح ما إذا كان الدخان قد جاء من غارة جوية، و كذلك لم تتضح الأهداف المحتملة.
فيما هز إنفجار محطة السكك الحديدية في كييف حيث تم إجلاء آلاف النساء و الأطفال. و قال مستشار بوزارة الداخلية الأوكرانية إن الإنفجار نجم عن حطام صاروخ كروز روسي تم إسقاطه، و إنه لم ترد تقارير على الفور عن وقوع ضحايا.
و ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن قتالاً إندلع في ضواحى كييف، وسط أنباء عن إسقاط طائرة روسية. و لم يرد تأكيد من مصدر مستقل. و كتب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو على تيليغرام أن “العدو يحاول إقتحام العاصمة”.
كذلك ذكرت المخابرات العسكرية البريطانية أن القوات الروسية لم تحرز تقدما يذكر في زحفها صوب العاصمة الأوكرانية كييف على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
فقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير “لا يزال القسم الأكبر من الرتل الروسي الزاحف نحو كييف على بعد أكثر من 30 كيلومترا من وسط المدينة بعدما عرقلته المقاومة الأوكرانية الشرسة و الأعطال الميكانيكية”. و أضاف التقرير “لم يحرز الرتل تقدما يذكر على مدى ثلاثة أيام،
على الرغم من القصف الروسي الكثيف فإن مدن خاركيف، تشيرنيهيف و ماريوبول لا تزال في أيدي الأوكرانيين”.
في سياق متصل، تحركت قوات روسية في وسط مدينة خيرسون الأوكرانية الساحلية اليوم الخميس بعد يوم من روايات متضاربة بشأن ما إذا كانت روسيا قد سيطرت على مركز حضري رئيسي لأول مرة خلال الغزو الذي دخل يومه الثامن.
أما وزارة الدفاع الروسية فقالت أنها سيطرت على خيرسون أمس الاربعاء لكن مستشاراً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رد قائلاً إن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع عن المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود و التي يقطنها نحو 250 ألف شخص.
قال زيلينسكي في خطاب عبر فيديو “نحن شعب دمر خطط العدو في أسبوع. إستغرقت صياغة هذه الخطط سنوات. إنها خطط دنيئة مع كراهية لبلدنا و شعبنا”.
من شأن الإستيلاء على العاصمة الإقليمية الإستراتيجية الجنوبية، حيث يتدفق نهر دنيبرو إلى البحر الأسود، أن يمثل أول سقوط لمركز عمراني مهم منذ شنت موسكو غزوها في 24 فبراير.
طلب رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا في رسالة عبر تطبيق تلغرام، سكان المدينة إلى البقاء في منازلهم ، مشيراً إلى أن “المحتلين (الروس) موجودون في جميع أنحاء المدينة و هم خطيرون جداً”.
قال إيجور كوليخاييف رئيس بلدية خيرسون في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء أن القوات الروسية موجودة في الشوارع و دخلت مبنى مجلس المدينة. و دعا المدنيين إلى السير في الشوارع مثنى أو فرادى و في وضح النهار فقط.
قال في بيان “كان هناك زوار مسلحون في اللجنة التنفيذية بالمدينة اليوم…لم أقطع لهم أي وعود..طلبت منهم فقط عدم إطلاق النار على الناس”.
وردت أنباء عن أن الآلاف لقوا حتفهم أو أصيبوا و فر أكثر من مليون من أوكرانيا وسط أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945. و قال فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في تغريدة على تويتر “بالنسبة لملايين آخرين، داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تصمت الأسلحة حتى يتسنى تقديم مساعدات إنسانية لازمة لإنقاذ الأرواح”.
أدى القصف في خاركيف، و هي مدينة يقطنها 1.5 مليون شخص، إلى تحول وسطها إلى أنقاض و مبان مهدمة. و قال البرلمان الأوكراني أن الروس قصفوا مدينة إيزيوم التي تبعد نحو 120 كيلومترا جنوب شرقي خاركيف مما أسفر عن مقتل ستة بالغين و طفلين.
في الختام، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل 227 مدنيا و إصابة 525 خلال الصراع حتى منتصف ليل الأول من مارس، محذراً من أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير بسبب التأخر في الإبلاغ عن سقوط الضحايا.