المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي بالرباط يفتتح معرض “نساء فوتوغرافيات” بحضور شخصيات بارزة من عالم الفنون و الثقافة

0 794

إفتتح أمس الثلاثاء بالمتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي بالرباط معرض “نساء فوتوغرافيات”، و ذلك بحضور شخصيات بارزة من عالم الفنون و الثقافة.

حيث يطمح هذا الحدث الفني الجماعي، الذي يتواصل إلى غاية 8 يونيو 2022، إلى إبراز دينامية مشهد التصوير الوطني، و الدور الذي تضطلع به النساء الفوتوغرافيات في صياغة الهوية الفنية المغربية و كتابة تاريخ الفن المعاصر .

كما يجمع معرض “نساء فوتوغرافيات” 24 مصورة فوتوغرافية يعبّرن ضمن سجالات فنية و موضوعاتية مختلفة، تنطلق من النبش الحميمي في الجسد و الرغبة، وصولا إلى طرح تساؤلات أنثروبولوجية حول أنظمة القيم و المعتقدات.

و تغلب على أعمال بعض الفنانات المُسْحةُ الشاعرية في إستكشاف الفضاء، بلاغته، تمثلاته، و أخريات يحضر لديهن جانب الإلتزام و الرغبة في توظيف الفن أداة لتعزيز مواقفهن النسوية النضالية و التساؤل عن وضعية المرأة في السياق الإجتماعي و الثقافي السائد في منطقتنا، بينما تركز مجموعة أخرى من الفنانات على الرجل بحثا عن سبر أغوار الذكورية و الكشف عن أسرارها.

فيما يصبو هذا المعرض إلى إطلاق شرارةُ ديناميكية للتفكير، التبادل و التساؤل، من خلال مجموعة مختارة من الفنانات اللائي يحملن نظرة متفرِدة، تتجلى سواء في طريقة إشتغالهن الفنية، ما يستكشفْنه من عوالم و آفاق جمالية، أو في الكتابة التصويرية، طريقة تمثيل العالم، الذات و الغير، و إن كنّ يلتقين جميعهنّ عند فضاء رمزي مشترك، ينطلق من محددات شخصية و محلية، لينفتح و يرتمي في أفق الكونية الفسيح.

فقال محافظ المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي، سفيان الرحوي، أن هذا “المعرض الذي يكرم إبداعات النساء، يدعو لعيش تجربة فنية فريدة في موقع حصن (روتيمبورغ)، هذه المعلمة التاريخية ذات الماضي العسكري التي أصبحت اليوم فضاء حقيقيا للتبادل، التفكير حول الفن و التصوير الفوتوغرافي” .

ليشدد بعد ذلك على أن هذا ” المعرض يطمح إلى إبراز التنوع و التعددية في المشهد الفوتوغرافي المغربي من خلال نظرة أنثوية، حرة، حديثة و مستقلة”.

حسب الرحوي، فإن هذا الحدث يغوص في مسار موضوعاتي، بدء بالصور التي تشكك في تمثيل المرأة في تاريخ الفن، الفضاءات المخصصة للفنانين التصويريين، الفنانين التجريبيين، التركيز على الفنانين الذين طوروا مقاربة بصرية شعرية الجمع بين التصوير و الإستعارة الشعرية، و فضاء مخصص لشعرية الفضاء يحفزه واجب الذاكرة.

من جهته، سجل رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، أن المؤسسة كانت دائما ملتزمة بإبراز إبداع المرأة، مشيرا إلى أن مساهمة المرأة في الفن أساسية، فهي لا تقل أهمية عن ابداع الرجل.

أشاد بهذه المناسبة بالعمل الإستثنائي الذي أنجزه هؤلاء الفنانون أصحاب المواهب الفريدة، و كذا دور هذا المتحف الذي أصبح الآن فضاء حقيقيا للتبادل، التفكير حول الفن و الفوتوغرافيا، و إتاحته للجميع من خلال موقعه الجغرافي في حي شعبي.

في حين ذكر بأن المؤسسة الوطنية للمتاحف تعمل بشكل إستثنائي على فتح أبواب متاحفها الإحدى عشر إحتفالا باليوم العالمي للمرأة لإتاحة الفرصة لجميع النساء لإكتشاف المعارض المختلفة.

من جانبه، أوضح مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ، عبد العزيز الإدريسي، أن هذا المعرض غير المسبوق يعرض أعمال 24 مصورة مغربية يستحقن مكانتهن في مجموعة متحفية و يسلط الضوء على برمجة هذا المكان التاريخي القريب و المفتوح لجميع أنواع الأنشطة الثقافية.

كذلك يقدم هذا المعرض عوالم أمينة بن بوشتة، ولالة السعيدي، لمياء الناجي، ياسمينة بوزيان، ديبورا بنزاكن، ياسمينة علوي، غيتا علوي، صفاء مازيغ، عصماء أخنوش، حسناء الوركة، ياسمين حاتمي، إيمان جميل، إبتهال الرملي، مديحة الصباني، خديجة الأبيض، فاطمة الزهراء سري، إيناس بوعلو، سمية أزحاف، سليمة حمريني، هند مومو، نوار ناصح، فاطمة الزهرة الهويتر، جميلة مستقبل و زينب بلعياشي.

في الختام، لا يدّعي هذا المعرض القدرة على تقديم متن مفصَّل للإبداع النسائي في مجال التصوير، و لا تسطير حدّ رمزي فاصل بين “فن النساء” و ”فن الرجال”، لأن الفن في جوهره تعبير إنساني حر يجمع و لا يفرّق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.