نداء تيار الاختيار الحداثي الشعبي – ولاد الشعب إلى أصدقاء الشعب السوري

1 560

يعيش الشباب السوري الصامد على إيقاع عداد القتل اليومي بأبشع الجرائم ضد الإنسانية. هذه الجرائم المتزايدة أمام عجز الفاعلين الأساسيين في ضبط إستراتيجية فعالة لوضع حد لمأساة الإنسان السوري. انها المأساة التي تقود الشباب السوري نحو فقدان الثقة في ضمير الأمم المتحدة كهيأة دولية يقع عليها الواجب الإنساني والقانوني للتدخل القوي لحماية دماء الشباب الأبرياء التي تنسكب مهدورة بين حسابات السياسة ولغة المصالح.

إن الذاكرة الإنسانية ستحتفظ ،طبعا، بأسماء الطغاة الذين قتلوا الشعوب واستباحوا الأعراض وأحرقوا الأوطان. غير أنها ستقف ،أيضا، عند الإدانة لتمزقات المعارضة السياسية ومعها باقي الفرقاء. فلن تجد الأجيال القادمة غير شهادة أن أطياف المعارضة ومعها أصدقاء الشعب السوري قد تاهوا عن إنسانية القضية بفتنة اقتسام السلطة.

لذا فنحن كشباب الاختيار الحداثي الشعبي، نوجه نداءنا الإنساني لمجموعة أصدقاء الشعب السوري للتجاوب الفعال مع نبض الشباب السوري الصامد الذي يشكل الركيزة الأساسية لبناء سوريا الجديدة ” سوريا الحرية والكرامة”، مع التأكيد على أن دماء الشباب ليست بالرخيصة حتى يستقيل الضمير الأخلاقي الدولي عن واجب حفظها، فالحق في الحياة حق إنساني أسمى و أقوى من “حق الفيتو” مهما اختلفت تبريرات قانونيته وحسابات استعماله.

كما ينبه شباب الاختيار الحداثي الشعبي كل العاملات والعاملين من أجل السلام، إلى ضرورة الحذر من يأس الشباب السوري الذي قد يقوده إلى تبني خيارات  اضطرارية ربما تنزلق مع انسداد الأفق إلى اليأس من جميع الأطراف.

إن المسار السوري قد يختلف عن باقي دول المنطقة، غير انه يجسد، فعلا، محكا جديدا لأصدقاء الشعب السوري عموما والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا لاختبار صدقية رغبتها في تحقيق المصالحة التاريخية مع الشباب الحداثي ب” الشرق الأوسط الكبير”، هذه المصالحة التي وجب أن تنطلق من التدخل الفعال لحفظ دماء الشباب السوري وضمان حقه الإنساني في الحياة أولا، بعيدا عن صفقات حركات التدين السياسي التي أتبثت مع استيلائها الصندوقي على السلطة أنها حركات “استبداد جديد مقنع” ، تحول معه الربيع الشبابي إلى فصل بشاعته ردة ممنهجة عن وعود التحول الديمقراطي التنموي و بناء دولة المؤسسات الحق والقانون الحاضنة لتعدد الثقافات. فالديمقراطية قبل أن تكون صناديق هي إنسانية بالأساس.

عن التيار
​عبد المجيد مومر
 

تعليق 1
  1. idir يقول

    سورية و الإرهاب التكفيري –

    يمثل تيار التكفير الوهابي قوة نافية لمكونات التنوع الاجتماعي و الديني و هو في صيغته المعروفة حركة إرهاب و قتل جماعي تنشر العنف المذهبي و الطائفي ، و هذه الحركة التي تتواجد اليوم على الأرض السورية عبر تشكيلات و تعبيرات تعد بالعشرات إضافة إلى تنظيم القاعدة المنتج الأميركي السعودي الخليجي المشترك الذي تناسلت منه أجيال متعاقبة من الإرهابيين تحت رعاية مخطط التوجيه الأميركيو نسخه المعدلة و من خلال تشكيلات تكفيرية إرهابية متعددة الجنسيات تسميها الصحافة الغربية بفصائل الجهاد العالمي هي واقعيا مصدر الخطر الكبير على امن و استقرار دول المنطقة و العالم بأسره .
    أولا الإرهاب التكفيري يضم في صفوفه عشرات الآلاف من المسلحين السوريين و الأجانب الذين يرتكبون المذابح و عمليات القتل و التفجيرات المتنقلة في سورية و هم يتبنون على اختلافهم عقيدة تقوم على استباحة الحياة الإنسانية بأبشع الأشكال و الوسائل على قاعدة الاختلاف الطائفي و المذهبي و السياسي كمستند للتكفير و إباحة ذبح الصغار و الكبار و اغتصاب النساء و سلب الممتلكات العامة و الخاصة و إطلاق الفوضى المسلحة في كل مكان تطاله يد الإرهابيين .
    ثانيا من المزايا النوعية لتكوين هذه الجماعات و بشاهد خبرة التجربة في أفغانستان و العراق ان السيطرة على رؤوسها من قبل الاستخبارات الأميركية و الغربية و السعودية لا تضمن ضبط بنيتها القاعدية التي تتشكل في الميدان بأنماط تتناسب مع مستوى التعبئة العقائدية التي تلقتها و شحنت بها لتوظف في الخطط التخريبية الأميركية و لذلك فهي تستحيل بعد تجذرها في الميدان أحيانا إلى جماعات عاصية على الأوامر و التعليمات الغربية و تتشكل في ارتباطاتها الشبكية بما يتناسب مع توجهاتها الذاتية و فتاوى مراجعها التكفيرية الخاصة و المحلية و لطالما شهدت تصفيات قيادية متلاحقة لهذه الأسباب بحيث جرى التمرد على العناصر التي اعتمدتها الاستخبارات الأميركية و السعودية للتوجيه أم لإعادة التوجيه .
    إن القدرة المتاحة لحصول التكفيريين على المال من الجماعات الخليجية المتطرفة تعطيهم هامشا من الانفصال و الاستقلال عن الحاضن الدولي و الإقليمي هذا مع العلم و بالنسبة لسورية فإن التمويل السعودي عن طريق الحريري و سواه ما يزال مستمرا وفق آلية منتظمة.
    ثالثا تشارك في معارك سورية جماعات تكفيرية حشدت من لبنان و العراق و الأردن بالإضافة إلى مجموعات فلسطينية كبيرة و حشود أخرى من ليبيا و باكستان و أفغانستان و تركيا و الشيشان و تونس و الجزائر و تركمانستان و خليط تكفيري قاعدي من الآسيويين والأفارقة حاملي الجنسيات البريطانية و الفرنسية و الألمانية و الكندية و غيرها و الأكيد أن هذه المجموعات المقاتلة متصلة مباشرة بأصولها المحلية في قواعد انطلاقها و هي تحضر للعودة و الانتقال حين تضطرها ظروف المعارك مع الجيش العربي السوري للبحث عن مهرب و هي حينها ستنقل معها خبرات جديدة و أدوات جديدة للإرهاب و التخريب .
    رابعا إن الخطر التكفيري يتهدد المنطقة بأسرها و ليس سورية لوحدها فهذه الجماعات تتحرك كشبكة متناغمنة و هي تحافظ على روابط متينة بجماعات محلية و بتنظيمات واجهية تضم شخصيات و رموزا و أطرا سياسية و اجتماعية متعددة يجري من خلالها اصطياد العناصر المهيأة و تجنيدها للعمل الإرهابي و لا يمكن لأي بلد في الإقليم ان يتصدى لمخاطر تحوله إلى ساحة للإرهاب من غير مراجعة الموقف من الوضع في سورية و المبادرة للتنسيق مع الدولة السورية و مؤسساتها الأمنية في مطاردة فلول التكفير الإرهابي الذي استهدف منتجيه و مموليه و رعاته السعوديين غير مرة .
    خامسا إن ملامح التحول الأميركي بعد الفشل في سورية ناتجة اولا عن صمود سورية شعبا و دولة و جيشا و رئيسا و تاليا هي ترتبط بظهور المخاطر في تركيا التي ورطتها حكومة أردوغان و جرت إليها التداعيات السياسية و الأمنية و الاقتصادية التي تضعها على حافة هاوية التفكك و ثالثها هي قرينة استشعار الخطر الإرهابي على أمن الغرب انطلاقا من النشاط التكفيري الذي استعمله المخطط الأميركي في سورية و لكن الوصفة الأميركية للجم ما تدعوه كلينتون بالتطرف محكومة بالفشل مسبقا ، لأنها تتوسل الاعتماد على الواجهات الليبرالية للمعارضات السورية العاجزة و الفاشلة التي لاتمثل شيئا في المجتمع السوري و لا تمون على شيء في بنية الجماعات المسلحة ، فلمجابهة الإرهاب طريق واحد هو دعم الدولة الوطنية السورية و جيشها و مؤسساتها الأمنية لتدفع هذا الشر المستطير عن دول المنطقة و عن العالم بأسره .
    منقول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.