49 مليون ناخب فرنسي يتوجهون إلى صناديق الإقتراع برسم الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية

0 285

يتوجه نحو 49 مليون ناخب فرنسي إلى صناديق الإقتراع، اليوم الأحد، برسم الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، و ذلك للإختيار بين مشروعين سياسيين سيحددان مستقبل الجمهورية خلال السنوات الخمس المقبلة.

فسيكون على الفرنسيين أن يقرروا بين رؤيتين و مشروعين إجتماعيين متعارضين على طول الخط، و اللذان يمثلهما من جهة الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون عن “الجمهورية إلى الأمام”، و من جهة أخرى زعيمة التجمع الوطني و ممثلة أقصى اليمين، مارين لوبان.

فإذا كان إيمانويل ماكرون لا يزال المرشح المفضل في إستطلاعات الرأي، مع إستمراره في توسيع الفارق مع منافسته، لاسيما بعد المناظرة التلفزيونية الأخيرة، فإن لوبان كثفت من تنقلاتها و إجتماعاتها مع المتعاطفين معها بهدف إجتذاب أكبر عدد من الناخبين.

و بحسب المراقبين، فإن التحدي في هذه الجولة الرئاسية الثانية يتمثل، على الخصوص، في كسب تأييد ناخبي اليسار، لاسيما أولئك الذين صوتوا لزعيم “فرنسا الأبية”، جان لوك ميلونشون، الذي إحتل المركز الثالث برسم الجولة الأولى.

كما تبدو المهمة سهلة للغاية بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته، الذي يسانده عدد من المؤيدين الوازنين، بمن فيهم الرئيسان السابقان نيكولا ساركوزي و فرانسوا هولاند، و لكن أيضا بعض منافسيه في الجولة الأولى، على رأسهم جان لوك ميلونشون، و المرشحة الجمهورية فاليري بيكريس، و كذا الإيكولوجي يانيك جادو.

فقد أصدر الثلاثة توجيهات واضحة لنشطاءهم و أنصارهم من أجل دعم مشروع إيمانويل ماكرون و الوقوف في وجه اليمين المتطرف.

فيما تحظى مارين لوبان، التي تصل إلى الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية للمرة الثانية على التوالي بعد إنتخابات 2017، بدعم خاص من الممثل الآخر لليمين المتطرف خلال الجولة الأولى، المرشح المثير للجدل إريك زمور، الذي دعا أنصاره للتصويت لها.

هذا و تدور المعركة الأخرى على ميدان المترددين و الأشخاص الذين إمتنعوا عن التصويت في الجولة الأولى، و الذين يشكلون جزءا لا يستهان به من الأصوات المرغوب فيها، بينما تخشى الطبقة السياسية إرتفاع معدل العزوف، الأمر الذي سيقوض شرعية الساكن القادم للإليزيه.

بالفعل، فقد بلغت نسبة الإمتناع عن التصويت مستوى مرتفعا للغاية خلال الجولة الأولى، دون تجاوز الرقم القياسي للعام 2002، حيث بلغت 26 بالمائة من الناخبين المسجلين في اللوائح، أي 12,8 مليون شخص.

على صعيد البرامج الإنتخابية، عرض المتنافسان على الرئاسة تفاصيل مشاريعهما خلال الإجتماعات، التنقلات، و خاصة خلال المناظرة بين الجولتين التي عقدت، مساء يوم الأربعاء، و التي تابعها أزيد من 15 مليون مشاهد، مع التركيز على المواضيع الأكثر أهمية بالنسبة للمواطنين، و على رأسها، القدرة الشرائية التي تآكلت بشكل كبير في أعقاب الحرب الدائرة بأوكرانيا، و كذا الإنتعاش الإقتصادي، الأمن، الصحة، البيئة، أوروبا، الهوية الوطنية و التعليم.

لكن يرى المراقبون، أن لا شيء حسم حتى الآن على الرغم من تقدم الرئيس المنتهية ولايته ببعض النقاط على منافسته من حيث نوايا التصويت، لاسيما و أن لوبان تتوفر على إحتياطي من الأصوات عبر المراهنة على الناخبين اليمينيين، و ناخبي منافسيها خلال الجولة الأولى إريك زمور و نيكولا دوبون-آيجنان، و جزء من المصوتين على فاليري بيكريس، ما من شأنه خلق المفاجأة مساء اليوم الأحد.

في سياق من هذا القبيل، يظل التشويق حاضرا بقوة و يبقى السباق على الإليزيه مفتوحا على جميع الإحتمالات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.