هل للصيام أي تأثير على مناعة الجسم ؟

0 347

​تؤثر الإجراءات المتخذة لتطبيق التباعد الجسدي على الطريقة التي يحتفل فيها العالم بشهر رمضان المبارك. لكن، إلى جانب الحديث عن تأثير كوفيد-19 على العادات و التقاليد المرتبطة بالشهر الفضيل، من المهم أيضاً البحث في الجوانب الصحية للصيام و تأثيره على الجهاز المناعي في الجسم. ​

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة و الغاية منه تعلم الإلتزام و ضبط النفس و التضحية و التفكير في الفقراء و المحتاجين. بالإضافة إلى الجانب الديني و الروحي، للصيام فوائد صحية عديدة يمكن للصائم أن يتمتع بها شريطة الحرص على تناول الأطعمة الصحية خلال ساعات الإفطار.

التمتع برمضان صحي :
يجب أن يحرص الصائم على تناول وجبة إفطار تتميز بتنوع العناصر الغذائية، فذلك يسمح للجسم بالإنتقال إلى حرق الدهون، بدلاً من الغلوكوز، للحصول على الطاقة، مما يسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية و ثبات الوزن.

كما يفيد النظام الغذائي المتوازن في السيطرة على مستويات السكر و الكوليسترول في الدم، مما ينعكس بالفائدة أيضاً على قدرة الجسم على التعامل مع مرض السكري و إرتفاع ضغط الدم. إضافة إلى ذلك، يجب الإكثار من شرب الماء للحفاظ على نسبة السوائل في الجسم و الحد من الإفراط في تناول الطعام.

قد يساعد الصيام أيضاً على تحسين المزاج. فعلى الرغم من الصعوبة التي يعانيها الصائم لتعويد الجسم على الروتين الجديد في البداية، لكن سرعان ما تبدأ نفسيته بالتحسن بعد بضعة أيام عندما يتكيف الجسم مع نمط الأكل و الشرب، و يبدأ بإنتاج كميات أكبر من الإندورفين.

الصيام و الجهاز المناعي :
بينت دراسة أجراها الباحثون في جامعة ساوثرن كاليفورنيا أن الصيام لساعات طويلة يجدد نشاط جهاز المناعة من خلال تحفيزه لإنتاج خلايا جديدة. فعندما يبدأ المرء بالصيام، يعمد الجسم مبدئياً إلى تدمير عدد من خلايا الدم البيضاء. و يبدأ بشكل طبيعي بتوفير الطاقة بعدة وسائل، و منها التخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التي لا يحتاجها الجسم. لكنه سرعان ما يعود لتحفيز إنتاج خلايا جديدة، مما يؤدي إلى تعزيز كفاءة الجهاز المناعي و تقويته.

و بعد نتائج هذه الدراسة، أُجريت المزيد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع، أي الصيام الذي يستمر لمدة 16 ساعة في اليوم أو أكثر، و بينت هذه الأبحاث أن خلايا الجسم التي تدعم الإستجابة المناعية و تهاجم الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض تغادر مجرى الدم عندما يتوقف الإنسان عن تناول الطعام و ينخفض فيه مستوى المواد الغذائية، و تلجأ إلى نخاع العظم، المعروف بغناه بالمواد الغذائية، لتبدأ بالتكاثر و تعزيز طاقتها و نشاطها و قدرتها على حماية الجسم من العدوى.

الإفطار و المناعة :
تستمر ساعات الإفطار التي يُسمح فيها للصائم بتناول الطعام هذا العام لمدة 12.5 ساعات، و هي فترة يمكن خلالها القيام بالكثير من الأمور لتعزيز كفاءة الجهاز المناعي. من المهم الحرص على إختيار الأطعمة المناسبة التي تحتوي على الفيتامينات و العناصر الغذائية الرئيسية لأنها تؤثر بشكل مباشر على المناعة و تساعد في محاربة بعض الأمراض. و بالمقابل، فإن تناول الأطعمة غير الصحية يضعف المناعة و يجعل الصائم عرضة لهجوم الفيروسات و الجراثيم.

يعد فيتامين “سي” من أهم العناصر الغذائية التي تفيد في تعزيز المناعة، و يمكن الحصول عليه من الحمضيات و الفراولة و الفليفلة و البقدونس و البروكولي، و من المهم الحصول على الكميات اللازمة منه يومياً لأن الجسم لا يستطيع تخزينه أو إنتاجه.

أما فيتامين “ب6” فيوجد في الموز و الخضار الورقية و الحمّص، و هو يعزز التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجهاز المناعي، فيما يتوفر فيتامين “إي” في المكسرات و البذور و هو مضاد أكسدة قوي و يعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى. و كذلك تعد الأحماض الدهنية “أوميغا 3” (السمك الدهني) و مضادات الأكسدة (المكسرات و البذور) و الحديد (اللحوم و البروكولي) أيضاً من العناصر الغذائية الرئيسية التي يجب أن تحتوي عليها الحمية الغذائية للمساعدة على محاربة المرض.

بالمقابل يجب الإمتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالسكر و الدسم على الإفطار لأنها ترفع من نسب السكر و الكوليسترول في الدم، كما أن لها تأثيراً سلبياً على المناعة. فقد يثبط إرتفاع السكر في الدم عمل الجهاز المناعي من خلال التأثير على الخلايا التي تحارب البكتيريا، كما تبين أن الأطعمة المقلية و الغنية بالملح تسبب الإنتانات في الأمعاء و تؤثر على عمل الجهاز المناعي.

من المهم كذلك تقليل إستهلاك الأطعمة المصنعة، لأن لها تأثير سلبي على المناعة، و اللحوم الحمراء لأنها تزيد من خطر الإنتانات.

يفيد الصيام في تقوية المناعة، خاصة في حال إتباع نظام غذائي متوازن وصحي خلال ساعات الإفطار.

إحرص على إتباع خيارات غذائية صحية خلال شهر رمضان المبارك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.