أجر قيام ليلة القدر و هل تقام كاملة أم يكفي بعضها ؟

0 357

يبحث الكثيرون عن أجر قيام ليلة القدر، خاصة بالتزامن مع ليلة السابع و العشرين من رمضان 2022، و هي الليلة التي يكثر الحديث عن توافقها مع ليلة القدر حسب كثير من العلماء و الفقهاء و ما ثبت عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم.

فمن خلال التقرير التالي نسلط الضوء على أجر قيام ليلة القدر و فضل قيام ليلها و تلاوة القرآن الكريم فيها.

قيام ليلة القدر من أفضل الأعمال و أرجاها لحصول المغفرة، و قد قال صلى الله عليه و سلم كما ثبت في الصحيح : “من قام ليلة القدر إيمانًا و إحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

و وفقاً للدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فإن كثير من العلماء إلى ذهبوا إلى أن فضيلة قيام ليلة القدر تحصل لمن صلى العشاء و الصبح في جماعة، و هذا بالنظر إلى أصل فضيلة القيام، و أما كمال الأجر فلا شك في أن العبد كلما إجتهد في الطاعة و أكثر من العبادة كان أدخل في هذا الوعد و أولى بتحصيله، و قد كان هدي النبي صلى الله عليه و سلم في العشر الأخيرة من رمضان التشمير عن ساق الجد في الطاعة و المبالغة في الإجتهاد فيها تحريًا لليلة القدر، فكان كما ثبت في الصحيح إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله صلى الله عليه و سلم، و ممن ذهب إلى أن من صلى العشاء و الصبح في جماعة نال أصل فضيلة قيام ليلة القدر الشافعي رحمه الله.

كما نُقل في زوائد الروضة عن نصه في القديم -يعني نص الشافعي رحمه الله- أن من شهد العشاء و الصبح في جماعة فقد أخذ بحظه منها -أي من ليلة القدر- و عن أبي هريرة مرفوعًا : من صلى العشاء الآخرة في جماعة من رمضان فقد أدرك ليلة القدر.

هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها ؟
قال بعض العلماء : أنه يقوم ليلة القدر كاملة؛ لأن النبي -صلى الله عليه و سلم- لما دخلت عليه العشر شد مئزره، أحيا ليله و أيقظ أهله، و في بعضها : “طوى فراشه” صلوات الله و سلامه عليه كناية عن إعتزال النساء، فقالوا لابد أن يصلي من العشاء إلى الفجر، يصلي و يذكر يكون في ذكر الله تعالى و لا يصدق عليه أنه قائم إلا إذا لم ينم، أما إذا نام فقد ضيّع، بقدر ما ينام من فضل القيام.

هذا و قال بعض العلماء : لا بأس أن ينام بعض الليل، مادام أنه قد قام أغلبه؛ لأن عائشة رضي الله عنها قالت : “ما قام ليلة حتى أصبح” -صلوات الله و سلامه عليه-، و هذا يقولون : يدل على أن النبي -صلى الله عليه و سلم- ما كان يحي الليلة كاملة، و من هنا رخصوا من كونه إذا تعب أو كذا أن يستجم بالنوم.

ليذكر بعض العلماء : أنه لو نام اليسير، ثم قام فالأجر أعظم؛ لأنه في هذه الحالة يترك النوم و يرغب في العبادة، و هذا أصدق كما قال تعالى : “تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ” فيقولون : أنه إذا ذاق لذة النوم ثم صلى فهذا أبلغ إجتهادا من شخص يستمر في صلاته فإنه لا يصل إلى آخر الليل و هو منهك متعب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.